بعد رحيل الصمت  تقنية ثقافة الحظر
آخر تحديث GMT06:19:37
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

بعد رحيل الصمت ... تقنية ثقافة الحظر

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - بعد رحيل الصمت ... تقنية ثقافة الحظر

حامد عبدالحسين حميدي
بقلم : حامد عبدالحسين حميدي / ناقد عراقي

أن جدلية الصمت في الروايات المعاصرة باتت تشكّل هاجساً لأكثر الروائيين ، لأنها تمثل المتنفس الذي من خلاله يستطيعون سبر أغوار الذات المتأزمة ، الذات التي لا تهدأ إلا على مطبّات الحياة ، وهي تحاول أن تنتشل ما حولها في باكورة احتجاجاتها .. هذا التصاعد في تفعيل تلك المفردة ومحاولة شدها إلى أصولها الخطابية وبكل غاياتها .. لتتحول إلى مدلولات ذات انطباعات غائية ، تحمل في مضامينها سبب لجوء الروائي ( عبد الرضا صالح محمد ) إلى اعتماد عنونة روايته ( بعد رحيل الصمت ) الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر / بيروت الطبعة الأولى 2013 .

مدخلاً تتضح من خلاله تقنية ثقافة الحظر عما يجول في دواخلنا ومصادرة كل ما لدينا قسراً وقمعاً واضطهاداً ، أنها آلة اعتدنا ان نراها في زمن لا يعرف إلا صخب الاعتقالات والمداهمات والإشارة للآخر انه المتهم أولاً وأخيراً ، وعلى قدر بشاعة الأحداث المتأزمة تدخل رواية ( عبد الرضا صالح محمد ) مدخلاً كبيراً في الكشف عما يخبئه المجتمع العراقي من حمولات سرية ، تلك الحمولات التي انطلقت على وفق مسارات متناقضة أحيانا إلى رصد كل ما يدور حولنا من السلوكيات التي يعانيها الفرد خاصة والمجتمع عامة ، مما جعلنا .. أما أن نتقبل الأوضاع المتأزمة بكل عناوينها أو نغادر هذا العالم المملوء صخباً وضجيجاً محاولين اقتناص الفرصة المناسبة للانطلاق نحو فضاءات واسعة ، لكن هناك من رسم على وجهه ملامح الصمت لفقدان الأشياء التي يدور هو في فلكها وراح يقلم نفسه على هذا الفقدان ( تستحوذ على قسمات وجهه هالة من الحزن لفقده كل شيء في لحظة واحدة ، الأهل والمال والوطن ، كما لو فقدهم إلى الأبد )  ص 110

انه أشبه بالانسلاخ من الملكية التي نعتز بها ، لكنها ملكية ثقافة ( التجريد ) من كل شيء على وفق معطيات مدروسة من قبل الأنظمة الحاكمة السلطوية التي لجأت إلى الأساليب القمعية التي من شأنها بث المخاوف والرعب والتعذيب وجعل ( الإنسان ) يعيش في دوامة القلق والأزمات النفسية التي تحبط من معنوياته ، لتكور ثقافة ( الاستفهام ) مدلولاً مبهماً يغصّ بطرح الاشتغالات السؤالاتية التي من شأنها تدوير مرافئ الحظر / الصمت ... لا نعلم جلياً عما يدور في عالم مستقبله الاجتماعي والسياسي والاقتصادي يدخل في نفق ( المجهولية ) يوميات محظورة / لا نور فيها سوى بصيص خافت يمرّ من ثقب ابرة ، عله يفجّر ما حوله معلناً أن الصمت / لغة الإفصاح ، وسلاح فتّاك ، نستطيع من خلاله تسويق كلما يدور في خواطرنا ، لأنه يشكل بنية ذات مغزى متفرّد في تكوينية الإنسان .

( صاح بالناس بصوت عال : " إخوان كفوا عن الضرب فأنهم سيقتلونكم معنا ... تفرقوا .. واهربوا ، دماؤنا في رقابكم ان بقيتم ." فرّ كثير منهم ، لكن القوات إعادتهم بتوجيه فوهات البنادق الرشاشة نحوهم ...) ص 152

 نلاحظ أن الروائي قد مال إلى مزج اللهجة العامية مع اللغة الفصيحة بأسلوب سلسل غير معقد ، محاولاً بسط تنويع لغوي متعدد ، ينسجم مع السردية المسكون بها النص ، والذي يحمل عبئاً اجتماعيا  وسياسياً ، حيث نجد انفسنا تحت وطأة النظم والتقاليد العشائرية الصارمة بعاداتها التي حملت نوعاً من الجفاء والتسلط اللذين كان لهما الأثر الكبير في الوقوع في هفوات حياتية متداخلة مع الطاغوتية التي مثلت الحكم السياسي الاستبدادي في ملاحقة ابناء الشعب ، وزجّهم في السجون والمعتقلات ومصادرة حرية الكلمة التي أصبحت لا تتعدى حدود الفم المغلق بأصفاد الاضطهاد والتشريد ، انه زمن مصادرة ، وتغيير سلوكيات الفرد بالقوة حسبما يشتهيه المستبد .

( راح الرجال يحثون السير بالقوارب بين احراش القصب والبردي لساعتين ، كان الجو هادئا لا يسمع فيه غير نعيق الضفادع وحفيف القصب من جراء الهواء المنساب بخفة ... ) ص 218

الروائي يحاول أن يعطي للوصف دلالة مميزة ، انه يمسك بكامرته يلتقط ما تقع تحت عينيه من مشاهدات يومية واقعية ، يشجع القارئ من خلالها على متابعة أحداثه بتشويق ممنهج ، يسوقه عبر تحركاته الزمانية المتسلسلة غير المبعثرة ، أنها روايته التي استطاع من خلالها أن يطلق أصواتا / رسائل تخنقها امتدادات بوح متعرج ، يسير على وفق خطوط متماهية مع الواقع .

ووفق الروائي ( عبدالرضا صالح محمد ) في كسر قيود الصمت الذي حول حياتنا إلى محطات ساكنة / فارغة من متعتها حتى غلب عليها الجمود الذاتي ، المبرمج على وفق تقنيات ضاغطة / فاعلة لها تأثيراتها الآنية التي اعتدنا أن نعيشها جميعاً ، فكانت أشبه بمخالب تنهش أجسادنا التي مزقتها يد الدياجير المظلمة .

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد رحيل الصمت  تقنية ثقافة الحظر بعد رحيل الصمت  تقنية ثقافة الحظر



GMT 05:49 2016 الإثنين ,17 تشرين الأول / أكتوبر

في قصيدة ( شجرة العروج ) منولوج التماهي القصديّ

GMT 19:02 2016 السبت ,01 تشرين الأول / أكتوبر

في قصيدة ( شجرة العروج ) منولوج التماهي القصديّ

GMT 11:20 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف
 الجزائر اليوم - موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف

GMT 01:56 2015 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

دراسة توضّح أن الطيور الحالية من سلالة الديناصورات الطائرة

GMT 07:06 2015 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحويل برج إيفل إلى غابة خضراء لمكافحة إزالة الغابات

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

"قفّازات ذكية" تحوِّل لغة الإشارة إلى نصٍ صوتي بعدة لغات

GMT 09:29 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

إطلاق مجموعة جديدة ومميزة من حقائب" LONGCHAMP"

GMT 22:44 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اهتمامات الصحف الفلسطينية الصادره الثلاثاء
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria