عبد الرزاق بوكبة الموهبة دون مهارات تقنية تجعل الرواية مجرد هذيان

أعلنت دار سومار للنشر، لصاحبها الكاتب الناشط الثقافي، عبد الرزاق بوكبة، عن تنظيم ورشة في كتابة الرواية منتظر انطلاقها في الأيام العشرة الأولى من العطلة الشتوية. وحسب بيان صحفي نشره بوكبة على صفحة الدار، فإن الورشة مفتوحة للراغبين في الترشح، حيث سيتم لاحقا فرز الطلبات لاختيار عشرة أسماء سيتم التكفل بهم في الورشة التي ينتظر أن تنشطها أسماء في عالم الرواية.

الورشة مجانية تتكفل بالمشاركين إطعاما وإيواء وتكوينا على أن تتكفل الدار لاحقا بإصدار التجارب التي تنبثق عن الورشة.

وقال عبد الرزاق بوكبة في تصريح إلى “الشروق”، إن انخراط الكتاب في الورشات الإبداعية أمر ضروري جدا لأن “اعتماد الكاتب على موهبته وحدها وانخراطه في طقوس رومانسية استجلابا للإلهام من غير اكتساب المهارات والفنيات والتقنيات والأصول، التي تمنح لنصه عمقه ونضجه ومعرفيته، سيجعل ما يكتب مجرّد رقعة من البوح والهذيان، والأدب ليس هذا”.

وأضاف المتحدث في تصريح إلى “الشروق”، أن “الورشات التكوينية في الكتابة هي تقليد مهمّ لإنضاج التجارب الناشئة، شريطة أن تكون خاضعة لرؤية حقيقية وموكلة إلى مؤطّرين يهدفون إلى نقل تقنيات الكتابة لا نقل حساسياتهم الشخصية لمن يكوّنونهم. ذلك أن هناك كتّابا يرون نجاحهم في مدى ما يستنسخهم غيرهم. هذه نقطة أراها مهمّة جدا، ذلك أنني أفضل أن يبقى الكاتب الناشئ ناقص خبرة على أن يصبح نسخة مشوّهة عن غيره”.

مؤكدا في السياق ذاته أن الظاهرة التي عرفها المشهد الروائي الجزائري في السنوات الأخيرة جديرة بالدراسة والانتباه، وهي ظهور عشرات الأقلام الروائية ما دون سنّ العشرين، وما عدا عددا قليلا منها، فنصوصها الروائية فضفاضة وتفتقر إلى مهارات تعطي الرواية مصداقيتها، منها البناء والتوغل في اللحظة الإنسانية للشخصية على ضوء ما يقتضيه السياق الفني والإنساني للمفصل السردي.

وهو النقص الذي دفع بالبعض إلى السخرية من ظهور أقلام جديدة، بما يشبه مصادرة الحق في الوجود، فقلت إنه عوض ذلك، علينا مرافقة هؤلاء ومساعدتهم من خلال التكوين، فهم مكسب لنا وللكتابة.

للإشارة، أعلن بوكبة سابقا عن إطلاق دار سومار للنشر والترجمة تستقطب التجارب السردية في شكل سلاسل إبداعية سلسلة “نزلة سرد” في الرواية والقصة القصيرة، وسلسلة “نزلة شعر” في الإبداع الشّعري المنحاز إلى التجديد والابتكار، وسلسلة “أرض متحرّكة” في أدب الرحلة، وسلسلة “أكون” في أدب المذكرات واليوميّات، وسلسلة “إذن أنا موجود” في الدراسات الفكريّة، وسلسلة “جي. بي. آس” في الأدب الرّقمي، وسلسلة “رفرفة” في الأدب المترجم، وسلسلة “كثيرون” في أدب الأقليات، وسلسلة “جيران القمر” في الأنطولوجيات.