اللَّحْن كلمة السر في المبارزات الخطابية بين اللغويين العرب
آخر تحديث GMT06:19:37
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

بات ظاهرة تؤرقهم لكثرة ما كان يرد على الألسنة من أخطاء نحوية

"اللَّحْن" كلمة السر في المبارزات الخطابية بين اللغويين العرب

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - "اللَّحْن" كلمة السر في المبارزات الخطابية بين اللغويين العرب

النحو في اللغة العربية
القاهرة - العرب اليوم

شُغِل اللغويون العرب القدامى، بأهمية تعليم العربية وفق أصولها النحوية السليمة، فوضعوا مصنّفات في هذا الشأن، قد تزيد أضعافًا عما وُضع في أي لغة أخرى، ذلك أن للعرب لهجات، ولم تكن العربية قد جُمعت نحويًا في كتاب، إلا مع القرن الثاني للهجرة، وبالمصنف الذي عُرف بـ(الكتاب) الذي كان أول كتاب في النحو، لسيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر، والمتوفى سنة 180ه، مع أكثر من تاريخ لوفاته، تراوح بين الـ 194 و 188 و177.

وكانت كتب (اللَّحْن) في تاريخ التصنيف العربي القديم، وهو مصطلح تطوَّر وبات يشير إلى أي خطأ في اللغة والإعراب واللفظ والنحو، صنفًا من الموضوعات التي يكتب فيها المؤلفون، على اختلاف مشاربهم، خاصة وأن اللَّحن بات ظاهرة تؤرق النحويين واللغويين، لكثرة ما يرد على ألسنة العامة وغير العامة، من أخطاء نحوية أو لغوية، فلم يتم الركون إلى تأليف المصنفات التي تحمل اسم (اللحن) وحسب، بل كان للغويين وغير اللغويين، مواقف اتسمت أحيانًا بالتصلب وأحيانًا بالتعصب، على ما في الحالين من طرافة وردت في أحاديث وقصص تتنقل في عشرات المصنفات، حتى أصبح بعضها مثلا يتم تداوله، وملَحًا ونوادر تمتع سامعها أو قارئها، على حد سواء.

أقرأ يضًا

- كتاب النحو لـ"سيبويه" شارك في صنعه 42 إنسانًا

أساء سمعًا فساء إجابةً

وحسب رواية جاءت في (أخبار المصحفين) للعسكري، أحمد بن الحسن بن عبد الله، 293-382ه، فقد كان أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن الحسن، والمولود نحو سنة 70 للهجرة، ويوصف بشيخ القراء وأعلم الناس بالعربية، في زمانه، يصلي خلف رجل يقرأ الآية الكريمة التالية "إذا زَلزَلت الأرض زلزالها" ولحن فيها الرجل، حيث إن الصحيح: "زُلزِلَت"، فلم يكن من ابن العلاء، سوى أن يحمل نعليه ويغادر المكان، حانقًا على الرجل للحن الذي ارتكبه.

ويورد العسكري عدة روايات في هذا السياق، ومنها ما حصل عندما توجه سهيل بن عمرو بن مظعون، بسؤال لواحد من أولاده، فقال له: أين أَمَّك؟، بفتح الألف والميم، ويريد أين قصدك، فظنّ أنه يريد أين أُمُّك، فقال الولد: ذهبت تشتري دقيقًا! فقال ابن مظعون "أساء سمعًا فساء إجابةً".

الجدريّ في الوجه خيرٌ من اللّحن في اللسان

وكان الخطأ في اللغة، مستقبحًا أكثر من المرض الذي يصيب الإنسان نفسه، حتى ولو كان هذا المرض هو الجدري الذي يصيب الوجه، فالخطأ في اللغة أقبح من الجدري، فقد ورد في (تنبيه الألباب على فضائل الإعراب) للعلامة الشنتريني، محمد بن عبد الملك النحوي المتوفى نحو 550 للهجرة، قولٌ لعامر بن شراحيل الشعبي المتوفى سنة 105ه، تبدو فيه المكانة الكريهة المستقبحة للخطأ اللغوي: "الجُدَريُّ في الوجه، خيرٌ من اللّحن في اللسان!"،

ولم يسلم حتى الخليفة العباسي هارون الرشيد، من تقريع الرواة، إذا ما لحن أمامهم بكلمة، ويورد الشنتريني قصة عن سعيد بن سليمان الضبي البزاز، والمتوفى سنة 225ه، يقول فيها "دخلتُ على الرشيد فبهرني هيبة وجمالًا، فلمَّا لحنَ خفَّ في عيني".

ومن ملَح ما أورده الشنتريني، عن أعرابي سمع واليًا يخطب فيلحن، فقال "إنكَ ملكتَ بقضاء وقدر"، ومنه: ولحنَ رجلٌ عند أبي عمرو بن العلاء، فقال "لا أراك إلا نذلًا"، واستأذن رجلٌ على الإمام الفقيه إبراهيم بن يزيد التيمي المتوفى نهاية القرن الأول الهجري، وقال: يا جارية، أين أبا أسماء، فقال التيمي للجارية: "لا تكلّميه"، إذ لحن وقال أبا أسماء والصحيح (أبو).

وكان رجل تجرّأ أمام خالد بن صفوان وهو أحد فصحاء العرب، على زعم إحاطته بالعربية، فقال لابنه "يا بني، ابدأ بيداك ورجلاك" ثم سعى أن يوهم ابن صفوان، بأن ما ورد في كلامه من لحن، قد كان يقوله بعض الناس، فقال له "يا أبا صفوان، كلامٌ قد ذهبَ أهله"، فقال له "هذا كلامٌ ما خلق الله أهلًا له قط"، حسب ما ورد في (أخبار النحويين) لابن هاشم، عبد الواحد بن عمر بن محمد، 280-349 للهجرة.

أشتهي أن أكوي يد من يكتب (إذن) بالألف!

وينقل (أخبار النحويين) قصة عن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، تظهر مدى التهيّب من الوقوع في الخطأ، إذ قيل للخليفة: "أسرع إليك الشيب؟"، فقال "شيّبني كثرة ارتقاء المنبر، ومخافةُ اللّحن".

ولعل من أكثر المواقف طرافة وحدثت بسبب مسألة لغوية، ما ورد في (عيون الأخبار) لابن قتيبة، عبد الله بن مسلم الدينوري، والمتوفى سنة 276 للهجرة، حيث قال رجل للخليل بن أحمد، صاحب كتاب العين والمتوفى سنة 170ه: "لِمَ قالوا في تصغير واصل أُوَيصل، ولم يقولوا وُوَيصل؟" فقال له: "كرهوا أن يشبّه كلامهم بنبح الكلاب!"، ذلك أن لفظ كلمة (وُوَيصل) يتطلب إصدار صوت يشبه العواء.

وكان اللغويون يتشددون في اللحن، إلى الدرجة التي يتعاملون معه، كما لو أنه إثم، وكان أيوب السخستاني المتوفى سنة 131 للهجرة، يقول (أستغفر الله) إذا ما لحن، لأنه عدّ اللحن ذنبًا، وبلغ تعصّب بعض اللغويين العرب القدامى، في النحو واللغة، حدًا أوصله كما لو أنه جريمة مكتملة الأركان، إذ وردت حادثة في كتاب (البديع) لأبي معاذ الجهني الأندلسي (379-442) للهجرة، سردها اللغوي علي بن سليمان النحوي المعروف بالأخفش الصغير، عن العالم اللغوي المبرد، محمد بن يزيد، والمتوفى سنة 286ه، وهي عن الخلاف بكتابة إذن، بالألف أصح أم بالنون.0

فيقول النحوي نقلا عن المبرّد "لا يجوز أن تكتب إذن إلا بالنون"، وأضاف نقلًا عن المبرد:= "إني لأشتهي أن أقطع يد من يكتبها بالألف!"، ويشار إلى أكثر من رواية لهذه الحادثة، منها أن المبرّد قال"أشتهي أن أكوي يدَ من يكتب (إذن) بالألف".

 

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا​

- تعرف على حقيقة لعنة الفراعنة عند علماء الآثار

- مصر تستعيد مخطوطًا قرآنيًا نادرًا يعود لفترة حكم السلطان الغوري

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللَّحْن كلمة السر في المبارزات الخطابية بين اللغويين العرب اللَّحْن كلمة السر في المبارزات الخطابية بين اللغويين العرب



GMT 13:17 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 23:10 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج الجوزاء

GMT 04:33 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أصالة تبهر جمهورها خلال احتفالات العيد الوطني في البحرين

GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 21:12 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الهلال السعودي يسعى لضم لاعب منتخب إكوادور

GMT 14:30 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

"ألوان الصيف" معرض تشكيلي في فنون الأحساء

GMT 04:15 2018 الأحد ,10 حزيران / يونيو

وفاة والد مطرب شهير بعد صراع مع المرض

GMT 12:58 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

الأهلي يوافق على إعارة شريف إكرامي إلى نادي النصر

GMT 15:36 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الروسي يؤكد أن جبهة النصرة هدفه في 2018

GMT 00:59 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة ريهام عبدالغفور تكشف سر انسحابها من مسلسل الزيبق

GMT 04:23 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم مثيرة باللون الأحمر في أحدث إطلالة لها

GMT 12:20 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا أنت هنا؟

GMT 01:55 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

بلاك بيري تكشف عن هاتفها الجديد بشاشة تعمل باللمس

GMT 13:02 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

سائق يعترف بقتل زوجته وتقطيع جثتها بسبب الهاتف المحمول

GMT 13:48 2015 الخميس ,29 كانون الثاني / يناير

عملية قذف النساء أثناء العلاقة الجنسية تحير العالم

GMT 14:18 2017 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

مايا طلام تخطف أنظار التونسيين في سلسلة "بوليس"

GMT 12:59 2017 الجمعة ,06 كانون الثاني / يناير

جون سينا يؤكد أنه يحلم بملاقاة العملاق "أندرتيكر"
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria