الألغام الاستعمارية المضادة

تُهدِّد الألغام الاستعمارية المضادة للأشخاص حياة الأفراد في سيدي بلعباس، بحيث لقي العشرات منهم حتفهم بينما تعرّض مَن نجوا من الموت المحقق لإعاقات جسدية تتفاوت نسب خطورتها من ضحية إلى أخرى علاوة على الصدمات النفسية التي ترتبت عنها، فرغم جهود الجيش الشعبي الوطني لتطهير الأراضي الجزائرية من هذه الألغام فإنه من الصعب إزالتها بالكامل لعدة أسباب أهمها تأثرها بالعوامل الطبيعية، إلى جانب عدم ترك المستعمر الفرنسي لمخططات وخرائط حول أماكن وجود هذه الألغام.

وقال أحد المختصين في مجال نزع الألغام، إنه تجسيدا لمعاهدة "أوتاوا" تمكن الجيش الشعبي الوطني من إنهاء مخزون الألغام على خطي شارل وموريس، ففرنسا حاولت تغليط الرأي العام العالمي بوجود الألغام فقط على مستوى هذين الخطين وأن عدد الألغام المزروعة لا يتجاوز الـ11 مليون لغم فقط، لكن الحقيقة أن المستعمر زرعها في عدة مناطق من الوطن وبأعداد مضاعفة عما تم التصريح به من طرف السلطات الفرنسية، وتتواجد هذه الألغام في عدة ولايات على غرار ولايات برج بوعريريج، بسكرة وسيدي بلعباس، هذه الأخيرة التي تحصي أكثر من 40 معطوبا والذين نجوا من موت محقق لكن بإعاقات جسدية بليغة وصلت إلى بتر عضو من الجسم أو أكثر.

وشهدت لاية سيدي بلعباس عدة حوادث بسبب انتشار الألغام الاستعمارية التي تتركز بالأخص بمناطق الجنوب التي حصدت بها عديد الأرواح بسبب مخلفات المستدمر، وكان آخر هذه الحوادث المأساوية ما وقع قبل أسبوعين بدوار "الزراينية" الذي يقع بين منطقتي "فرعت الزيت" ورأس الماء حيث انفجر لغم استعماري أودى بحياة طفل يبلغ من العمر 12 عاما، بينما أصيب ابن عمه البالغ من العمر 11 عاما بإصابات بليغة على مستوى أطرافه السفلى.

دائرة رأس الماء تتصدر المناطق المتضررة من الألغام
وتعد دائرة رأس الماء الواقعة أقصى جنوب ولاية سيدي بلعباس الأكثر تضررا من الألغام المضادة للأفراد والتي زرعها المستعمر على طول إقليم هذه الدائرة التي تحصي عددا كبيرا من الحوادث التي راح ضحيتها الكبار والصغار، فأكثر الضحايا هم أطفال والذين تصادفهم هذه الألغام في ساحات اللعب خاصة في المناطق المعزولة مثلما وقع بدوار "الزراينية" وهي الحادثة التي ذكرت آنفا حيث كان الطفلان والذي كان أحدهما في عطلة في بيت جده يلعبان بالخارج ليتفاجأ بلغم فتاك مزروع تحت الأرض فأردى أحدهما قتيلا والآخر في المستشفى، لذلك يدعو سكان هذه المنطقة إلى تطهير هذه الأخيرة من الألغام الاستعمارية التي ما فتئت تمر سنة حتى تحصد أرواحا أو تخلف مصابين بعاهات مستديمة.

 

قد يهمك ايضا:

الرئيس تبون "الجزائر تتصدى بكل قوة لأي محاولة للتدخل في شؤونها

أعيان قبائل الطوارق بليبيا يشيدون بموقف الجزائر ودعمهم بالمساعدات الإنسانية