المكملات الغذائية

يتعرض التلاميذ المقبلون على اجتياز امتحانات شهادة “البكالوريا” و”البيام” إلى ضغط نفسي كبير جراء القلق والتوتر ويزداد ذلك مع بداية العد التنازلي لتاريخ إجراء الامتحانات، مما يجعلهم يلجأون إلى الصيدليات من أجل اقتناء المكملات الغذائية والفيتامينات وبعض الأدوية المهدئة والمخففة للتوتر، بالإضافة إلى مشروبات طاقوية، للحفاظ على تركيزهم وعدم نسيان ما تم دراسته، فيما يطرق آخرون أبواب العشابين من أجل الحصول على خلطات تخلصهم من الأرق الذي يواجهونه، وإلى ذلك يرى بعضهم أنّ الرقية هي خلاصهم من الوضعية الصعبة التي تلازمهم، حيث يقبلون على الرقاة من أجل نيل بركة الرقية.

“الشروق” استنطقت المختصين في هذا المجال الذين أجمعوا على ضرورة التحضير الجيد للامتحانات وتجنّب كل التأثيرات السلبية، سواء تعلق الأمر بالأشخاص أو بالأدوية والأغذية الضارة.
وفي هذا السياق، أكدت مختصة التغذية الدكتورة أمنية، أن الغذاء الجيد أساس الصحة وأفضل بكثير من الاقبال على استهلاك المكملات الغذائية والطاقوية، وركزت بدورها على ثلاثية أساسية تتمثل في الغذاء المتوازن وارتواء الجسم بشرب كميات ماء كافية مع النوم الجيد لساعات محددة، محذرة من السهر والتعرض للشاشات باعتبارها سببا في تشتيت الأفكار وفقدان التركيز.
وقسّمت المختصة البرنامج الغذائي إلى قسمين قبل الامتحانات وأثناءها أوجزتها إجمالا في وجبات فطور الصباح، الغداء والعشاء.

وذكرت أن فطور الصباح يجب أن يحتوي على البروتينات كالبيض والسكريات ومن الأفضل أن تكون طبيعية مصدرها الفواكه كالموز والتمر و عض المكسرات على غرار الجوز واللوز والبندق إذا سمحت القدرة الشرائية، لأنها تعالج ضعف الذاكرة.

وأضافت المتحدثة أنّه من المستحسن ان تتوفر وجبتا الغداء والعشاء على الدسم والبروتينات وكذا الخضر والفواكه والابتعاد قدر الإمكان عن الخبز الأبيض وتعويضه بالخبز الأسمر والكامل.
وركزت المختصة على شرب الماء بكميات معتبرة لتنشيط الخلايا وتجديدها ورفع نسبة التركيز، حيث نصحت بشرب الماء بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة، لأن الجسم يكون في حالة عطش بعد نوم يزيد عن 6 ساعات، أما قبل النوم فيستحسن شرب منقوع عشبة “اللويزة” و”البابونج” للاسترخاء والراحة، كما حذرت من المشروبات الغازية المليئة بالسكريات الاضطناعية، داعية إلى تعويضها بالفواكه الطبيعية المساعدة على تغذية الجسم بفيتامينات وسكريات.

البروفيسور بن عثمان: احذروا المخاطر الصحية للمكملات الغذائية

من جهته، أكد البروفيسور بن عثمان محند الطيب، رئيس مصلحة الطب العقلي بمستشفى مصطفى باشا الجامعي ورئيس الجمعية الوطنية للطب العقلي بأن استهلاك الفيتامينات والمكملات تحول إلى موضة لدى الممتحنين نتيجة الإشهارات المتكررة في وسائل الاعلام وانجراف الجميع نحوها بغية الحصول على المفعول السحري الذي لا أساس له في الواقع، وأشار إلى أن “الدراسات العلمية لم تثبت التأثير الفعال والإيجابي للمكملات على الجسم، فالمراهق بطبيعته لا يحتاج إلى كل هذا، لأن الله منحه تركيبة تساعده على التأقلم مع فترات النشاط الزائد بخلاف البالغين”.

وأوضح بن عثمان أنه عادة ما توصف هذه المكملات الغذائية للمرضى الذين خضعوا للجراحة أو المسنين الذين انقطعت شهيتهم لأزيد من أسبوعين.

ودعا المختص الأولياء إلى إخضاع أبنائهم لفحوص طبية وتحاليل للتأكد من نسب الفيتامينات التي يحتاجونها، محذرا من التداوي الذاتي وما يمكن ان ينجر عنه من مخاطر، خاصة ما تعلق بزيادة نسب المغنزيوم والكالسيوم والصوديوم، وتسبب الاستهلاك الزائد عن حده في حدوث أعراض خفقان القلب لدى الممتحنين وحالات الهيجان والأرق وبالتالي الحصول على نتائج عكسية لما كان يسعى اليه الأولياء.

وفي الأخير، أفاد بن عثمان أن الأطفال الممتحنين يحتاجون إلى غذاء جيد ومتوازن طبيعي وإلى ساعات نوم كافية بالإضافة إلى الأوكسجين الذي يتحصل عليه من خلال فترات الاستراحة والخرجات القصيرة التي يستفيد منها يوميا للابتعاد عن الضغط.

قد يهمك ايضاً

تفكيك شبكة دولية وحجز 19 سلاحاً محظوراً في تبسة الجزائر

الدرك الوطني في الجزائر يضع مخططاً أمنياً لعيد الفطر