دمشق ـ وكالات أعلن ناشطون سوريون، مقتل 80 شخصًا الأربعاء، في أعمال عنف شهدتها مدن عدة، وأن الجيش السوري اشتبك مع مسلحين في الحولة في حمص وقتل منهم 20 عنصرًا بينهم زعيم "درع الإسلام"، وسط أنباء عن إمكان مشاركة إسرائيل في عملية عسكرية برية محتملة ضد سورية، أعدتها الولايات المتحدة وبريطانيا باشتراك قوات من الأردن وتركيا، في حال إقدام الرئيس بشار الأسد على استخدام الأسلحة الكيميائية، فيما أكد قائد القوات البرية المشتركة لحلف "الناتو" بن هودجز، أن قرار الحلف نشر صواريخ "باتريوت" في تركيا، هو إعلان واضح على أن "الناتو" لن يسمح لسورية بتهديد السيادة التركية، فيما أعلنت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي عن سقوط قذيفة هاون سورية خطأ في هضبة الجولان المحتلة، لكنها لم تسفر عن سقوط ضحايا أو خسائر.
 وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن "80 شخصًا، قُتلوا الأربعاء في مختلف المحافظات السورية، من بينهم 9 في دمشق و18 في حلب و3 في درعا، و2 في دير الزور، وقتيل واحد في حمص، وأن الجيش الحر المعارض سيطر على مطار عقربا القريب من مطار دمشق الدولي، ونجح كذلك في السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي في المليحة في ريف دمشق، وفي العاصمة، هاجمت المعارضة المسلحة قوات الجيش السوري في شارع نسرين، أما في حلب، فقد تواصلت الاشتباكات العنيفة في محيط ثكنة هنانو ومحيط مبنى الأمن الجوي، وفي درعا، هاجم قوات الحر حواجز عدة للجيش السوري في المدينة، مما أوقع عددًا من القتلى والجرحى في صفوفه"، فيما أشارت قناة "العالم" الإخبارية، إلى أن الجيش السوري اشتبك مع مسلحين وقتل منهم 20 عنصرًا بينهم زعيم "درع الاسلام" في الحولة.
 وفي السياق نفسه، أفاد مصدر في هيئة أركان البحرية الروسية لوكالة "انترفاكس"، الأربعاء، بأن سفينتين حربيتين روسيتين وصلتا إلى مرفأ طرطوس السوري، للتزود بالوقود في القاعدة الروسية البحرية الوحيدة في المتوسط ، أن سفينتي الإنزال "نوفوتشيركاسك وساراتوف" ستبقيان لمدة 24 ساعة إلى مرفأ طرطوس حيث نقطة تموين ودعم فني للبحرية الروسية، وستتوجه السفينتان التابعتان لأسطول البحر الأسود بعدها إلى مضيقي البوسفور والدردانيل للالتحاق بمرفأهما في منتصف كانون الأول/ديسمبر" .
ومع تزايد الشكوك الدولية إزاء لجوء النظام السوري إلى مخزونه من الأسلحة الكيميائية في النزاع المستمر في بلاده منذ 20 شهرًا، أعلنت إسرائيل، الثلاثاء، أنها "تتابع عن كثب هذه المسألة". وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إنه يشاطر الرئيس الأميركي باراك أوباما رؤيته في هذا الموضوع.
وكان أوباما قد حذر نظام الأسد من أن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه يشكل "خطأ جسيما" وهو أمر "غير مقبول" ستكون له "عواقب". واتخذت أطراف غربية منها فرنسا وألمانيا وحلف شمال الأطلسي مواقف مماثلة، بينما أكد مصدر في وزارة الخارجية السورية أن دمشق لن تستخدم هذه الأسلحة ضد شعبها "في حال وجدت".
 ومن جانبه، قال قائد القوات البرية المشتركة لحلف "الناتو" بن هودجز، الأربعاءفي حديث إلى وكالة "الأناضول" التركية، في مقر القيادة البرية لحلف شمال الأطلسي بمدينة إزمير التركية، أن "قرار الحلف بنشر صواريخ باتريوت في تركيا يأتي بسبب تعرّض دولة عضو في الحلف لتهديد محتمل".
وأشار إلى "امتلاك سورية لسلاح كيماوي، ما يوفّر إمكانية استخدامها عبر إطلاق صواريخ ذات رؤوس كيماوية، وهنا يأتي دور صواريخ باتريوت، التي يمكنها مواجهة مثل هذا التهديد، والقضاء عليه".
وقال إن "بطاريات الصواريخ الموجودة لدى ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة، والتي ستؤمَّن من إحدى هذه البلدان أو من أكثر من بلد منها، سيتم تحميلها بواسطة السفن بسبب كبر حجمها، وهذا سيتطلب عدة أسابيع".
وأضاف هودجز أنه "لن يتمكّن من تحديد تاريخ معيّن لوصول المنصّات، لكنها ستصل تركيا في وقت أقل مما يتوقعه كثيرون".
وكان وزراء الخارجية في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أعلنوا أمس الثلاثاء، الموافقة على نشر منظومة بطاريات صواريخ "باتريوت" على الحدود التركية - السورية، مؤكدين أنه لن يتم استخدامها لإنشاء منطقة حظر جوي أو لشن أي هجوم على سورية.
وكانت تركيا طلبت من "الناتو" نشر صواريخ "باتريوت" على حدودها مع سورية، في ظلّ تصاعد التوتر على الحدود التركية – السورية بعد سقوط إصابات في تركيا نتيجة قذائف مصدرها الجانب السوري، في وقت أبدت فيه روسيا قلقها من نشر هذه الصواريخ
وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، أن "إسرائيل قد تشارك في عملية عسكرية محتملة ضد سورية، إذا أقدمت حكومة بشار الأسد على استخدام الأسلحة الكيميائية، وأن الولايات المتحدة وبريطانيا أعدتا خطة عسكرية لمهاجمة سورية بريًا، باشتراك قوات من الأردن وتركيا وإسرائيل، وبموجب هذ الخطة يقوم نحو 75 ألف مقاتل من القوات البرية ووحدات الكوماندوس بالسيطرة على منشآت الأسلحة الكيميائية السورية".
 وأضافت الصحيفة "كما سيُفرض حظر طيران في أجواء سورية، لمنع طائرات حربية سورية من ضرب الأهداف بصواريخ مزودة برؤوس حربية كيميائية"، مشيرة إلى أن التمرين العسكري الذي جرى في الأردن في أيار/مايو الماضي بقيادة الولايات المتحدة وباشتراك 19 دولة اخرى، شمل اختبار سيناريوهات مختلفة بما في ذلك سبل التصدي للأسلحة الكيميائية.