كورونا في المدارس

يستمر وباء كورونا في منحاه التصاعدي بالجزائر، مربكا جميع مناحي الحياة بالبلاد، ومحدثا حالة طوارئ وسط السلطات، التي عاودت تفعيل الإجراءات المشددة في المناطق الأكثر تضررا، لاحتواء خطر يبقى وعي المواطن هو العامل الحاسم لتقليص انتشاره، قرر والي الأغواط غلق مدرستين ابتدائيتين، على خلفية إصابات مؤكدة بالوباء وسط طاقميهما، ويتعلق الأمر بمدرسة علي بوقرين في حي الوئام في عاصمة الولاية، ومدرسة العربي عثماني بأفلو، عقب إصابة أستاذة بالوباء.

وفي البويرة، دق المكتب الولائي بالبويرة للنقابة الوطنية لمديري المدارس الابتدائية ناقوس الخطر مع تحميل مصالح الجماعات المحلية مسؤولية ما قد ينجر من وراء ما سمته بتقاعس الأخيرة لاسيما البلديات في تطبيق البروتوكول الصحي والوقائي على غرار توفير وسائل الوقاية وتعقيم محيط المدارس، الأمر الذي دفع بوالي الولاية وبعد قرار غلق 3 ابتدائيات، إلى توجيه أوامر بمباشرة حملات تعقيم بالشوارع ومحيط المؤسسات التعليمية بكامل تراب الولاية.

وفي بيان أصدره ديوان والي البويرة، بخصوص التدابير والإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروس مجددا، أكد أنه تم اتخاذ إجراءات وقرارات هامة من بينها استئناف حالة التأهب القصوى، عن طريق إنشاء فرق مشتركة من مصالح التجارة ومصالح الأمن من أجل القيام بمراقبة النشاطات التجارية، واتخاذ إجراءات ردعية في حق المخالفين، حيث أسفرت عملية مراقبة النشاطات التجارية ليوم 4 نوفمبر عن تسجيل 240 تدخل وتم إصدار قرار غلق 26 محلا لمدة 5 أيام، وببلدية بشلول تم تقديم 9 إعذارات شفهية و6 كتابية، والعملية متواصلة لتشمل جميع البلديات، حيث تم تسطير برنامج عمل مع رؤساء الدوائر للقيام بعمليات مراقبة دورية، حسب المصدر ذاته.

وفي شرق البلاد، تم غلق أربع مدارس بأم البواقي، بعد تسجيل إصابات بالوباء وسط الأطقم التربوية، من دون تسجيل إصابات وسط التلاميذ. وشمل القرار مدارس جواني محمد، شيباني محمود، جرمان محمد، وكذا بهلول محمد السعيد بقصر الصبيحي.

وغير بعيد عن أم البواقي، قرّرت سلطات ولاية قالمة أول أمس، غلق مدرسة ابتدائية ببلدية حمام النبائل بعد تأكد إصابة أستاذة بفريوس كورونا، في وقت أعلن فيه مدير الصحة بالولاية تسجيل 111 إصابة جديدة بفيروس كورونا، منذ الفاتح نوفمبر إلى صبيحة أول أمس، الخميس، أي بمعدل يتراوح بين 27 و28 إصابة يوميا، مع تسجيل 7 وفيات خلال نفس الفترة، وهي حصيلة تعتبر جد مرتفعة مقارنة بالأشهر الماضية.

كما كان هاجس الوباء، حاضرا على مستوى الجامعات، ففي هذا السياق، أبدى طلبة جامعة علي لونيسي بالبليدة، تخوفهم حيال نقص الإجراءات الصحية على مستوى الإقامات الجامعية، وهدد الاتحاد العام للطلبة الجزائريين بالاحتجاج حال بقاء الأوضاع على ما هي عليه، سيما عدم احترام المعايير الصحية أثناء توزيع الوجبات، وإجبار الطلبة على الأكل داخل المطعم ما يؤدي إلى تشكل تجمعات، فضلا عن انعدام المياه، وغياب مواد التعقيم والتنظيف داخل الإقامات.

كما طال الوباء منتخبين بولاية سطيف، حيث أُعلنت إصابة كل من رئيسي بلديتي بوعنداس وبوقاعة شمال الولاية. وحول “مير” بوعنداس منير إسعادي إلى مستشفى خرّاطة ببجاية. أما “مير” بوقاعة فيتابع العلاج بمنزله، الذي يقضي به فترة الحجر الصحي. وفي سبيل تطويق الوباء، بادرت السلطات إلى اتخاذ إجراءات، للحد من انتشاره، كما هو الحال بولاة يميلة، أين تقرّر منع إقامة الأعراس والأفراح، ومنع تناول المشروبات والوجبات الغذائية بالمقاهي والمطاعم والاكتفاء بالوجبات المحمولة.

من جهته، أكد والي ولاية الجلفة دومي جيلالي، نهاية الأسبوع، على ضرورة تفعيل ملحقة باستور والإسراع في عملية اقتناء وتزويد الملحقة بجهاز الكشف عن فيروس كورونا من أجل تقليص مدة ظهور نتائج التحاليل بعدما كان يتم إرسالها إلى معهد باستور. فيما هدّدت سلطات ولاية المسيلة، باتخاذ إجراءات أكثر صرامة، الأسبوع المقبل في حالة استمرار ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا. وبعاصمة البلاد، قررت بلدية الجزائر الوسطى، غلق الحدائق العمومية، وكل المساحات العمومية المستغلة، من طرف المقاهي وقاعات الشاي، مع منع وضع الطاولات والكراسي بالمقاهي والمطاعم ومحلات الأكل السريع. كما دعا الوالي المنتدب لمقاطعة الرويبة، المصالح الأمنية إلى مراقبة حافلات نقل المسافرين للوقوف على مدى احترامها تدابير الوقاية من كوفيد 19، مع اتخاذ الإجراءات الردعية ضد المخالفين.

قد يهمك

 عرضة الأطفال لكورونا تتحول إلى لغز أمام خبراء الصحة

 المعدل اليومي للإصابات لفيروس كورونا "كوفيد-١٩" في الجزائر اليوم الخميس 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2020