الطيور

الطيور على أشكالها تعيش في بيت إدير مقور، وهو ميكانيكي جزائري يقيم في تيميزار لوغفار، وهي قرية أمازيغية توجد بالقرب من تيزي وزو.عرف عنه حبه للطيور، وخوفه من انقراض بعضها، دفعه لتحويل حديقة بيته إلى محمية خاصة."كل من يزور حديقة بيتي، من عائلة وأصدقاء وجيران يتمنى لو يظل فيها إلى الأبد، لأن معظمهم يمضون ساعات يتجولون بين أغصانها وأقفاصها، والكل يجمع على أن تغريد العصافير بشتى أنواعها يبعث في قلوبهم السكينة والهدوء، ويشعرهم وكأنهم جالسون في قلب الطبيعة في إحدى صباحات الربيع العليل".

ويضيف إدير البالغ من العمر 44 عامًا، أن شغفه بتربية الطيور بدأ قبل 31 سنة، إذ التقط طائرين صغيرين وقام بإطعامهما يدويا إلى أن كبرا، فلم يتركاه أبدا. وبعدها قرر تربية أنواع أخرى مثل الكناري والببغاء والدجاج.ويقول: "أملك حوالي 2000 طائر، من بينها 17 طائرا نادرا. تربيتها ليست بالأمر الهين، فلكم أن تتخيلوا كم الصبر والشجاعة التي يجب التحلي بهما للتعامل مع كل هذه الطيور، التي غالبا ما تطالبك بالأكل في وقت واحد بمجرد دخولك إلى أقفاصها الكبيرة".

ويعتبر إدير، الذي يملك بشكل أساسي الكناري والببغاء والحمام والحجل والحسون، أن حب هذه الطيور يسري في دمه ويتغلغل في ذاته.ويقول: "أنا لا أبيع طيوري ولا أتقبل أن يطلب مني أحد منحه واحدا منها، لأنها كلها تعنيني. أنا أربيهم من أجل المتعة فقط، ومن يريد زيارة حديقتي، أرحب به مجانا. وبمجرد أن أعلم أن نوعا من الطيور في طريقه للانقراض أقوم بشرائه وتربيته حتى أحافظ على نسله، أحس أني أملك هبة من الله".

 ولتربية هذه الطيور، ينفق إدير أموالا طائلة من جيبه الخاص، ويقول: "لم أحصل على أي مساعدة من أي طرف، أنا أقوم بإعالة طيوري من عرق جبيني، ويعينني في المصروف ابني الذي يعمل في المجال الفلاحي".ويحتاج إدير إلى أقفاص بمقاسات مختلفة كي تسع كل هذه العصافير، يشتري بعضها ويصنع بيده أخرى، كما أنه قام ببناء شلال تتدفق مياهه في جداول وبرك صغيرة تسبح فيها أسماك ملونة.

ويتابع في هذا الشأن: "يكلفني الشلال الكثير من المال، لأنني أحصل على إمداداتي عن طريق الصهاريج التي كلفتني 6000 دينار (38 يورو) للوحدة. ويزداد استهلاكي خلال فصل الصيف، إذ تصل قيمة فاتورة الماء إلى حوالي 40 ألف دينار (251 يورو)".من جانب آخر، يوضح مربي الطيور أن سعر طعامها تضاعف في السنوات الأخيرة. وبلغة الأرقام، يصرف إدير على طيوره يوميا 6000 دينار (38 يورو) لشراء البذور والسلطة والخيار والفاكهة.قد يبدو أمرا صعبا تحمل كل هذه النفقات والمتاعب، لكن إدير يرى في تربيتها أمرا هينا في سبيل حمايتها، ويقول: "أصبحت أتقن لغة طيوري التي لم تزر بيطريا يوما أو ترش بأدوية كيميائية، ومنها من تعدى عمرها 15 عاما، وبمجرد أن أدخل بسيارتي الحديقة تبدأ سيمفونية الترحيب بي وهذا يكفيني".

ولتوسيع نشاطه، تقدم الشاب الجزائري بطلب إلى سلطات بلاده بهدف الحصول على قطعة أرض شاسعة لإقامة محمية للطيور تكون الأولى في إفريقيا، تستقبل الزوار من كل أقطاب العالم وتحتضن طلاب المدارس وطلاب الجامعات الذين يرغبون في دراسة الطيور، مع إقامة محطة استراحة واستجمام، تعرف بثقافة المنطقة الأمازيغية.

ويختم إدير حديثه عن هذه التجربة قائلا: "أنا لا أبخل بأي معلومة حول تربية الطيور وكيفية التعامل معها. كل من دق بابي ألبي حاجته، كما أنني أحاول من خلال خبرتي نشر كل المعلومات المتعلقة بهذا المجال على صفحتي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. إلى جانب أنني أحذر من مغبة الصيد العشوائي وتأثيره على بعض الطيور التي تسير نحو الانقراض".

قد يهمك ايضاً

الصحة العالمية" تكشف مدى خطورة تفشي إنفلونزا الطيور بين البشر

رصد تفش لنوع شديد العدوى من إنفلونزا الطيور في هولندا