انتصارات «العلمانيين» و«المستقلّين» في الجامعات اللبنانيّة الفرح والحذر
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

انتصارات «العلمانيين» و«المستقلّين» في الجامعات اللبنانيّة: الفرح والحذر

انتصارات «العلمانيين» و«المستقلّين» في الجامعات اللبنانيّة: الفرح والحذر

 الجزائر اليوم -

انتصارات «العلمانيين» و«المستقلّين» في الجامعات اللبنانيّة الفرح والحذر

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

بفرح كبير تُستقبل الانتصارات التي أحرزها طلّاب «علمانيّون» و«مستقلّون» في بعض جامعات لبنان الخاصّة. إنّها إحدى محطّات النفور من النظام الطائفي في تقاسم حصصه وفي فساده اللذين استفحلا في السنوات الأخيرة. وهي محطّات ربّما كانت أولاها ما حصدته لائحة «بيروت مدينتي» في الانتخابات البلديّة لمدينة بيروت عام 2016، قبل أن تبلغ ذروتها مع ثورة 17 تشرين الأول (أكتوبر) في العام الفائت.
أحزاب الطوائف لم تقتصد في التشهير بـ«العلمانيين» و«المستقلّين»، شعوراً منها بأنّ هناك من بدأ يقضم أطراف قاعدتها التقليديّة التي تتلاحم على قاعدة العصبيّة. هذا موقف جاهز ومتوقّع.
لكنّ المحتفلين بالانتصارات مطالَبون أيضاً بقدر أكبر من الدقّة في تقييمهم لانتصاراتهم ولحدودها وللإمكانات التي تتيحها والتحدّيات التي تطرحها. تجنّب المزيد من الإحباطات يضاعف الحاجة إلى هذه الدقّة.
فأوّلاً، هناك إشكال عالق ومديد فيما خصّ العلمانيّة، ومدى قدرة العلاج الذي اقتُرح لنزاعات الأديان في أوروبا على نزاعات الطوائف أو، في بلدان أخرى، الإثنيّات في مجتمعاتنا أو مجتمعات كالاتّحاد السوفياتي ويوغسلافيا السابقين. هذان البلدان العلمانيّان تكشّفا عن مصنعين لحروب الطوائف والإثنيّات. وهذا كي لا نذكّر بسجالات أخرى عرفتها منطقتنا، من تركيّا إلى سوريّا، وألقت بعض الضوء على تعقيدات مسألة العلمانيّة: هل تُفرض من منصّة السلطة أم يُنتَظر صعودها من الصلب الاجتماعي في مناخ من الحرّيّات، وماذا عن التحايل عليها في بلدان كثيرة بـ«المدنيّة» التي «لا تجرح الحساسيات الدينيّة»...
إنّ الوقع السحريّ، في البيئة الشبابيّة والمدينيّة اللبنانيّة خصوصاً، لمصطلحي «علمنة» و«علمانيّة» لا يضمن تذليل المشكلات بالضرورة.
ثانياً، ما يتحقّق في الجامعات الخاصّة ليس، على أهميّته، مساوياً لما يتحقّق في المجتمع الواسع ودوائره «السياسيّة». في هذه الحدود، قد تكون انتخابات طلاّبيّة في الجامعة اللبنانيّة أدقّ تعبيراً وتمثيلاً مما في الجامعات الخاصّة. يصحّ هنا ما يصحّ في الانتخابات البلديّة في العاصمة، حيث الأدقّ هو الانتخابات النيابيّة في الأطراف.
بعض هذا التفاوت ناجم، وعلى عكس ما يظنّ كثيرون، من أنّ بيئات الطبقة الوسطى المتعلّمة والمدينيّة أقلّ طائفيّة من البيئات الأكثر شعبيّة، وبالتالي الأكثر فاعليّة وتأثيراً أيضاً.
ثالثاً، ليست العلمانيّة و«المدنيّة» بلا تاريخ في لبنان. الحزب الشيوعي اللبناني كان، ولا يزال، علمانيّاً. الحزب السوري القومي الاجتماعيّ، على رغم موقفه من اليهود بشراً وديناً، عُدّ ولا يزال يُعدّ علمانيّاً. قبل اندلاع الحرب في 1975 أسّس جوزيف مغيزل وباسم الجسر وآخرون حزباً علمانيّاً عُرف بـ«الحزب الديمقراطيّ»، كما تأسّست في الجامعات «حركة الوعي». هذه جميعاً إمّا اندثرت أو تقلّص حجمها وفاعليّتها وانتهت ملحقة بالطوائف.
رابعاً، وهو الأهمّ: ما دام الهدف هو إزاحة الطائفيّة عن صدر الحياة السياسيّة في لبنان، فإنّ أكثر ما يعزّز الطائفيّة هو ارتباطها بالصراعات الإقليميّة، وبالتالي بجرعة آيديولوجيّة متخمة يرافقها السلاح والتسلّح. مقتل العلمانيين كان بالضبط أنّ بعضهم لم تستوقفه يقظة الطوائف والجماعات المسلّحة، ولا استوقفه خوف الطوائف والجماعات غير المسلّحة، بينما بعضهم الآخر التحق بالوجهة السلاحيّة هذه في ظلّ شعارات قوميّة أو طبقيّة أو غير ذلك. التجربة المتكرّرة منذ 1969 حتّى اليوم تقول أن لا نجاح للعلمنة من دون الحدّ من الأدلجة وتحييد لبنان عن الانخراط في الحروب الإقليميّة التي ترتدّ حرباً داخليّة. غضّ النظر عن هذه مسألة يشبه أن يُهدَم باليد اليسرى ما يُبنى باليمنى.
اليوم، «حزب الله» هو أداة السلاح وصوت الأدلجة الفائضة. هو، بالتالي، أداة تحويل المجتمع إلى خائف ومخيف يعتصم كلّ منهما بالطائفة والعصبيّة. لهذا إذا كانت «أحزاب السلطة» سيّئة بما فيه الكفاية، فهو ليس فقط الأسوأ، بل أيضاً العائق الفعلي دون مواجهة «أحزاب السلطة». هذا ما كان واضحاً وضوح الشمس بعد ثورة تشرين: إنّه حاميها الأقوى والأكثر مواظبة وعناداً، وهو الحائل دون انضمام إحدى أكبر الطوائف اللبنانيّة إلى الثورة. على هذا النحو، بات الانتصار على «أحزاب السلطة» شبه مستحيل.
إنّ ما حصل ويحصل في الجامعات اللبنانيّة إشارة مضيئة من دون شكّ، وهي طبعاً قابلة للبناء عليها. لكنْ يُستحسن ألا يقع رموز هذا المكسب وأصحابه في التضخيم وألا يتوهّموا أنّ في وسعهم تقصير طريق طويل جدّاً، خصوصاً متى استند وهم تقصير الطريق إلى تجاهل المشكلة التي هي أكبر المشاكل من دون منازع.
هذه قد تكون معركة صعبة، وهي كذلك. إلا أنّ التجاهل يفعل شيئاً واحداً هو جعلها أصعب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتصارات «العلمانيين» و«المستقلّين» في الجامعات اللبنانيّة الفرح والحذر انتصارات «العلمانيين» و«المستقلّين» في الجامعات اللبنانيّة الفرح والحذر



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 23:36 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج الميزان

GMT 00:54 2018 الخميس ,13 أيلول / سبتمبر

نتنياهو يشيد بقرار تتخذه أميركا ضد فلسطين

GMT 05:52 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة محمد علي كلاي تكشف حقيقة إدمانه للجنس

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 03:44 2016 الأحد ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة إيمي آدامز تتألق في فستان أسود طويل وأنيق

GMT 19:47 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

وولف مستعد لبحث أوامر الفريق مجددًا لدعم "هاميلتون"

GMT 14:37 2018 الجمعة ,10 آب / أغسطس

رد فعل حنان ترك على خلع حلا شيحة للحجاب

GMT 09:04 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

لورا ويتمور تخطف الأنظار بإطلالاتها السوداء المذهلة

GMT 16:29 2018 الخميس ,11 كانون الثاني / يناير

جوستافو يعلن تشكيل فريق النصر أمام الفيحاء

GMT 02:29 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أنس الزنيتي يؤكد سعادته بتتويج فريقه بلقب الكأس المغربي

GMT 03:58 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

انطلاق الملتقى الثاني للطيران في الرياض
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria