بقلم : صلاح منتصر
كانت مفاجأة الامتحان التجريبى للسنة الأولى ثانوى الذى بدأ قبل أسبوع أننى لم أسمع الطلبة يشكون من جهل التعامل مع جهاز «التابلت» الذى تم توزيعه عليهم، بل كانت الشكوى فى عدم تمكنهم لأسباب فنية بالنظام من الدخول على الامتحان المطلوب. وهذا يهدم حجة قوية بنى عليها الذين يعارضون نظام التعليم الجديد معارضتهم، وهى أن ثقافة طلبتنا ومنهم مثلا الذين فى كفر البطيخ والقرى البعيدة فى الصعيد والوادى لا تتفق مع ثقافة طلبة الدول الأوروبية التى تعرف التعامل مع التابلت، ولذلك سيفشل الطلبة. بينما الذى حدث أن معظم الطلبة نجحوا سواء بالغريزة المصرية أو الملاحظة أو سرعة التعلم، فى محاولة استعمال التابلت، ولكن خذلتهم التكنولوجيا مما أثبتت معه التجربة نجاح الطلبة وسقوط السيستم!
سقط السيستم! وهذه ملاحظة مهمة أخرى ـ لأن أعداء النظام وقد اتضح أنهم بالملايين تحالفوا على اختراق موقع الامتحان الذى كان معدا لنصف مليون طالب ففوجئ بأكثر من أربعة ملايين ونصف مليون يتكالبون عليه من داخل وخارج مصر، وكانت النتيجة بالطبع سقوط السيستم وعدم قدرة الطلبة على الوصول إلى امتحانهم، لأن هناك من زاحمهم عمدا وقطع الطريق عليهم. وقد تصرف أعداء النظام فى رأيى بغباء شديد لأنهم كشفوا أنفسهم ووسائلهم التى لابد سيتم علاجها، بينما لو انتظروا حتى الامتحان الحقيقى وقاموا بهجمتهم لأحرجوا كثيرا صاحب النظام .
ليست هناك بالتالى مشكلة، وقد أعلن طارق شوقى وزير التربية والتعليم أنه سعيد بما تحقق لأن ما انكشف مقدور عليه، وفى رأيى أنه لابد من تجارب أخرى سواء على مستوى الجمهورية أو على مستوى المحافظات حتى يتكشف المزيد من الأخطاء لعلاجها، خاصة أن الطلبة أثبتوا مهارة فى استخدام الأداة وصلت فى اليوم الخامس من الامتحان من الشكوى من صعوبة امتحان الجغرافيا وهى شكوى تدل على معان كثيرة أنهم بدأوا التفاعل مع النظام.
أهتم كثيرا برأى الآباء فى التجربة ولعلهم يكتبون لى فما زلنا فى أول طريق علينا إصلاحه.