طهران ـ موسكو ومتلازمة هلسنكي
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

طهران ـ موسكو ومتلازمة هلسنكي

طهران ـ موسكو ومتلازمة هلسنكي

 الجزائر اليوم -

طهران ـ موسكو ومتلازمة هلسنكي

بقلم : مصطفى فحص

أطلق علماء الاجتماع تسمية متلازمة استوكهولم على الحالة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوّه، أو مع من أساء إليه بشكل من الأشكال، وقد استندوا في تفسيرهم لهذه المتلازمة إلى حادثة سطو جرت في أحد بنوك العاصمة السويدية استوكهولم سنة 1973، حيث تعاطف الرهائن مع خاطفيهم، وقاموا بالدفاع عنهم بعد تحريرهم. وبعد مرور 35 عاماً على اكتشاف هذه المتلازمة تتجه الأنظار إلى العاصمة الفنلندية (هلسنكي)، التي تبعد 484 كلم عن استوكهولم، حيث من المتوقع أن يطرح خبراء الأمن القومي والأنتلجنسيا متلازمة جديدة تحمل اسم هلسنكي، كونها المدينة التي اختارها الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين لعقد لقائهما في السادس عشر من الشهر الحالي، وعلى رأس أولوياتهما الأوضاع في أوكرانيا وسوريا وسلوك إيران في الشرق الأوسط. تُعتبر القمة هلسنكي تتويجاً للعلاقة الخاصة التي تربط بين الرئيسين ترمب وبوتين، والتي باتت تملك تأثيراً واضحاً على العديد من الملفات الدولية والإقليمية بعيداً عن مواقف «الاستبلش» الأميركي التقليدية من روسيا، وكذلك مواقف بعض مراكز القوة في الكرملين المتمسكة بموقف عقائدي من واشنطن رغم انتهاء الحرب الباردة، فقد تحولت «الترمبوتينية» إلى ظاهرة في السياسة الدولية، تمكنت من تحقيق نجاحات محدودة، ولم تُقدم حلولاً فعلية ونهائية لقضايا إقليمية معقدة تؤثر على الأمن والاستقرار العالميين، في مقدمتها أوكرانيا وسوريا وإيران المعنية الأولى في قمة هلسنكي التي ستتيح لها إمكانية معرفة مدى التزام روسيا الدفاع عن مصالحهما المشتركة من أفغانستان إلى لبنان، والتي تتناقض مع ما تُصر على ترويجه واشنطن من أن الأولوية الروسية قد تبدلت، وأن إيران لم تعد تملك غطاءً روسياً كاملاً لسياساتها التوسعية. قلق طهران من موسكو يتراكم وبدأت النقاشات الخاصة بين صناع القرار الإيراني تتسرب من داخل الغرف المغلقة، وتتحول إلى تصريحات علنية لمسؤولين وشخصيات إيرانية مشككة بإمكانية التزام موسكو الدفاع عن طهران في المرحلة المقبلة، وقد عبر النائب في مجلس الشورى الإيراني بهروز بنيادي عن هذا القلق باستياء شديد، فقد حذر بنيادي من مغبة التقارب الروسي السوري على حساب إيران، وأضاف أنه «ليس من المستبعد أن يضحيا بنا هذان البيدقان السياسيان - في إشارة إلى الأسد وبوتين - على مسلخ ترمب ونتنياهو». في المقابل ما زالت فكرة تضحية موسكو بطهران بالكامل مستبعدة نظراً لصعوبة تلبية واشنطن لدفتر الشروط الروسية مقابل قيام موسكو بإنهاء دور إيران في سوريا أو تحجيمه، فموسكو التي نجحت في انتزاع تكليف دولي وإقليمي في سوريا، وقلبت المعادلة لصالح نظام الأسد وداعميه في طهران، تبقى أولوياتها الأزمة الأوكرانية والعقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها بعد احتلال القرم، حيث تدرك موسكو جيداً أن واشنطن لا تملك وحدها قرار حلها دون الرجوع إلى شركائها الأوروبيين، الذين قاموا مؤخراً بتسليفها مواقف داعمة لقراراتها تجاه إيران، ووافقوا على مضض على مقاطعتها اقتصادياً وتجارياً، إلا أنهم غير مستعدين لتقديم تنازلات استراتيجية لموسكو في أوكرانيا تمس اعتبارات الأمن الجماعي الأوروبي، وذلك بسبب تخوفهم من فشل المقايضة التي تسعى لها إدارة ترمب مع الكرملين في سوريا وفي إيران، مقابل ملفات أخرى حساسة بالنسبة لموسكو،

وذلك بسبب حاجة موسكو الملحة للميليشيات الإيرانية للحفاظ على بقاء نظام الأسد، وقد نقل الكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس في مقاله بعنوان «هل يمنح ترمب نصراً في سوريا لبوتين»، الذي نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» في 2 يوليو (تموز) الحالي عن خبير أوروبي قوله إن «بريطانيا وفرنسا حذرتا الولايات المتحدة من أنه من غير المحتمل بدرجة بالغة أن يكون لدى الروس وجود على الأرض كاف لطرد النفوذ الإيراني»، فما نقله إغناتيوس يتقاطع مع ما يتداوله قادة روس حذروا الكرملين من الثقل العسكري والأمني، الذي سيلقى على عاتق موسكو في حال أجبرت طهران على الخروج من سوريا.
في الطريق إلى هلسنكي مروراً باستوكهولم تتراكم عوامل عدم الثقة بين كافة الأطراف، حيث يتضح لأغلب اللاعبين الدوليين والإقليميين، ومهما كبر دورهم، أن الخاطف واحد مقيم في واشنطن، وأنهم جميعاً رهائن لديه، ومطلوب منهم التعاطف مع خاطفهم والدفاع عنه، بعدما أتاح لهم هامشاً يسمح لكل طرف منهم بتقمص دوره، ولكن شريطة أن يتعامل مع شريكه الحالي الذي يمكن أن يتحول إلى خصمه غداً، أو خصمه الحالي الذي يمكن أن يتحول إلى شريكه غداً، كرهينة تتضامن مع شروط خاطفها، ولكن لمدة محدودة، ستنتهي صباح السابع عشر من الشهر الحالي موعد إعلان واشنطن عن متلازمة هلسنكي.

المصدر: جريدة الشرق الأوسط

المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طهران ـ موسكو ومتلازمة هلسنكي طهران ـ موسكو ومتلازمة هلسنكي



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

GMT 03:27 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

الفرنسي سيلفيان هونودو يحظى بحُب ابنة آخر ملوك مصر

GMT 01:02 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

ندى عادل تكشف عن رأيها في الراحل نور الشريف

GMT 12:49 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

ابنة مسن بولاق الدكرور دليل الأمن لكشف قاتل والدها

GMT 08:30 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

أبواب الحظ مفتوحة أمامك في كافة مجالات الحياة

GMT 20:49 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

مايلي سايرس تتألق بفستان بسيط في حفلة زفافها

GMT 14:19 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

88 خيلاً تتنافس على 490 ألف درهم في مضمار أبوظبي

GMT 06:42 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

هيلاري داف تظهر أنيقة في استوديو سيتي

GMT 21:00 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إصدار جديد للروائية أحلام مستغانمي في "الشارقة الدولي للكتاب"

GMT 08:03 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

زوري أيسلندا للتمتع بمغامرة فريدة من نوعها

GMT 06:46 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

خمس طرق يمكن بها اتقاء ويلات مرض السكري

GMT 12:29 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أجمل 10 سيارات في العالم لعام 2017

GMT 16:13 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

وفاء عامر تستأنف تصوير " السر" مع حسين فهمي

GMT 07:46 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فولفو تطلق سيارتيها من فئة "XC60" و"XC90"

GMT 05:53 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"سيتروين" تكشف عن سيارتها الجديدة "Aircross C3"

GMT 18:09 2016 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

وزير المال السوداني يؤكد زيادة الأجور في موازنة العام 2017

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,06 حزيران / يونيو

مجموعة مكياج Minnie Beauty من سيفورا لصيف 2017
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria