موسكو ـ حلب وعقدة برلين
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

موسكو ـ حلب وعقدة برلين

موسكو ـ حلب وعقدة برلين

 الجزائر اليوم -

موسكو ـ حلب وعقدة برلين

بقلم : مصطفى فحص

لم يعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معنًيا بمواقف الدول الكبرى ومؤسساتها الدولية والإقليمية٬ إن كانت متواطئة معه في حربه على ثورة الشعب السوري٬ وقبولها ا لوجهة نظر الكرملين٬ أو إن كان جز ًءا من هذا الصمت العالمي عما يجري الآن في حلب لا يخلو من الخبث والتآمر على موسكو من أجل الضمني في إنهاء النزاع وفقً ج ّرها إلى مزيد من الغرق في المستنقع السوري٬ فالرئيس الروسي بكل ما يملك من قوة عسكرية بحرية وجوية وبرية٬ لن يتوقف تدخله في سوريا قبل أن يتمكن من إخراجه.

آخر مقاتل للمعارضة السورية من مدينة حلب٬ حًيا كان أو ميتً فقد التقط بوتين الإشارة باكًرا منذ أن تخلى باراك أوباما عن معاقبة الأسد على استخدامه السلاح الكيماوي ضد مواطنيه٬ وأيقن أن العالم ترك السوريين يواجهون وحدهم مصيرهم المجهول٬ وأن الرأي العام الدولي المنشغل في تحديد أولوياته الاستراتيجية بين الإرهاب والاستبداد٬ لن يخرج رأسه من الرمال قبل إعلان موسكو انتصارها في حلب٬ فبعض ما تكتبه الصحف الأميركية والأوروبية٬ إضافة إلى بعض التصريحات المتفرقة الخجولة٬ لن تدفع بوتين إلى التريث أو التفكير بتخفيف اندفاعه أو خفض مستوى نيرانه٬ فحتى اللحظة٬ لا توجد أي مؤشرات إيجابية من موسكو تجاه ما كشفته صحيفة «واشنطن بوست» عن مساعٍ حثيثة يجريها وزير الخارجية الأميركي جون كيري٬ من أجل التوصل إلى تسوية تفضي إلى إخراج مقاتلي جبهة فتح الشام من المدينة٬ وفك الحصار عن مناطق المعارضة٬ والتوصل إلى تسوية ميدانية تقطع الطريق على الروس
في استغلال التقدم في حلب لإقناع ترامب بالتخلي عن دعم المعارضة٬ إلا أن القيصر المستمتع بأصوات مدافعه وغارات طيرانه٬ ما ٍض في استغلال فرصة ذهبية٬ من المستحيل أن تتاح مرة أخرى في ملء الفراغ الأميركي خلال مرحلة انتقالية بين إدارتين متناقضتين٬ تحول لأول مرة في التاريخ الأميركي إلى ضياع في القرارات والسياسات.

فبوتين المنشغل بالتجربة السوفياتية٬ يضغط من أجل السيطرة على الشطر الشرقي من مدينة حلب قبل دخول دونالد ترامب البيت الأبيض٬ ويتصرف من موقع القوي الذي يمتلك زمام المبادرة٬ غير مستعد أن يعطي خصومه الغربيين الفرصة كي يتمكنوا من عرقلة تقدمه العسكري الحاسم في الصراع السوري٬ والضغط عليه من أجل إبقاء أجزاء من المدينة خارج سيطرته٬ تتحول إلى موطئ قدم يستغلها بعض الصقور في إدارة ترامب والحزب الجمهوري وبعض من حلفائهم الأوروبيين الرافضين للتقارب مع موسكو٬
من أجل إضعاف موقع الكرملين التفاوضي.

فعلى الرغم من التقدم الميداني الحاسم٬ لا تخفي موسكو قلقها من خلفيات التصريح الأخير لوزير الخارجية البريطاني٬ بوريس جونسون٬ عن ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في حلب وتجنب كارثة إنسانية٬ الذي تزامن مع قيام أكثر من 120 عضًوا في مجلس العموم البريطاني بتقديم طلب إلى رئيسة الوزراء٬ تيريزا ماي٬ بإسقاط المساعدات

الإنسانية جًوا فوق مناطق حلب المحاصرة٬ وجاء في نص الطلب أن «وقت الأعذار قد انتهى٬ وليس من المقبول أن نقف لنشاهد أكثر من 100 ألف طفل يواجهون موتً ا قاسًيا٬ لأننا لا نستطيع أن نوفر لهم الإمدادات الطبية والغذائية»٬ حيث بات من غير الوارد في قناعات فلاديمير بوتين الاستراتيجية التراجع عن حلب والقبول ببرلين بطيئً

جديدة٬ فبالنسبة للقيادة الروسية الحالية من غير الممكن الوقوع بالفخاخ نفسها التي نصبها الحلفاء للسوفيات في الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الثانية٬ عندما كان الجيش الأحمر المنتصر على الجبهة الشرقية على مسافة 60 كلم من عاصمة الرايخ الرابع برلين٬ بينما كانت قوات الحلفاء على الجبهة الغربية تبعد مسافة 400 كلم عنها٬ لكن القيادة السوفياتية أوقفت الزحف ووافقت على لقاء في يالطا 4 فبراير (شباط) 1945 يضم الرئيس الأميركي روزفلت٬ ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل٬ والديكتاتور السوفياتي ستالين٬ الذين اتفقوا على رسم خريطة جيوسياسية جديدة للعالم ما بعد النازية٬ حيث كانت برلين أول ضحاياها بعد أن تحولت إلى خط التماس الذي قسم العالم طوال الحرب الباردة إلى معسكرين.

في يالطا٬ تعمد السوفيات ترك المخلفات العسكرية للجيش الألماني مرمية على جانبي الطريق المؤدي إلى قصر ليفاديا الذي عقد فيه الاجتماع الثلاثي٬ كي يظهروا للأميركيين والبريطانيين قوة الجيش السوفياتي٬ وانتشاره الواسع على كل جبهات أوروبا الشرقية٬ وهو ما يحاول الكرملين إعادة تمثيله٬ فهو يستعرض في حلب أضخم وأهم ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية الروسية٬ ويعمل على إظهار ضعف المعارضة وتقهقرها٬ لكنه لن يتردد في دخول المدينة٬ فهي باعتقاده المعبر الوحيد إلى يالطا جديدة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسكو ـ حلب وعقدة برلين موسكو ـ حلب وعقدة برلين



GMT 00:40 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

محسن رضائي وعقدة الماضي

GMT 21:02 2019 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

جنبلاط وملامح تفكيك الصيغة اللبنانية

GMT 07:40 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

ضائقة إيران وحرب المضائق

GMT 11:49 2019 الجمعة ,19 تموز / يوليو

جنبلاط وضفة نهر جاف

GMT 08:48 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

المرجعية الدينية ورعاية المواطن العراقي

GMT 14:29 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

مقتل 20 ألف سوري من بينهم 1437 طفلاً في 2018

GMT 01:33 2017 الثلاثاء ,06 حزيران / يونيو

"الزلابية " سيدة موائد الجزائريين في شهر رمضان

GMT 02:07 2016 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

الكشف عن سيارة "بنتلي مولسان" ليموزين 2016

GMT 18:43 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أمل حمادة صاحبة مقولة "انقرضوا الرجال" الشهيرة

GMT 14:38 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غريندل يؤكّد أهمية فوز المنتخب الألماني على هولندا

GMT 10:29 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير عبدالله بن بندر يعزي أسرة الكاتب عبدالله عمر خياط

GMT 04:27 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات تحذيرية لشيخوخة الشعر وكيفيّة محاربتها

GMT 15:02 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تطبيقات خبيثة على تطبيق جوجل بلاى لسرقة أموال المستخدمين
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria