ربيع يريفان وخريف موسكو
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

ربيع يريفان وخريف موسكو

ربيع يريفان وخريف موسكو

 الجزائر اليوم -

ربيع يريفان وخريف موسكو

بقلم - مصطفى فحص

أن يأتي متأخراً أفضل من أن لا يأتي أبداً، وعلى الرغم من تأخره 15 عاماً، إلا أن ربيع القوقاز قد عاد وقرع أبواب أرمينيا أخيراً، بعد أن حلّ سنة 2003 على جارتها جورجيا. فمنذ 13 أبريل (نيسان) الحالي تشهد العاصمة الأرمينية يريفان حركة احتجاجات شعبية أجبرت رئيس الوزراء القريب جداً من موسكو سيرغ سركيسيان على الاستقالة بعد ستة أيام على تعيينه، فيما يستمر ضغط المعارضة على البرلمان من أجل تسمية زعيمها الشاب نيكول باشينيان رئيساً للوزراء كشرط أساسي من أجل وقف حركة الاحتجاجات وعودة الاستقرار السياسي إلى البلاد.

وبخروج سركيسيان من السلطة تكون موسكو قد خسرت آخر حلفائها في جمهوريات ما وراء القوقاز السوفياتية السابقة، والتي تتشكل من أذربيجان وجورجيا إضافة إلى أرمينيا، فسركيسيان الذي حكم أرمينيا 10 سنوات رئيساً للجمهورية حاول تطبيق النموذج البوتيني (نسبة إلى الرئيس الروسي بوتين) من خلال نقل صلاحيات رئيس الجمهورية إلى رئيس الوزراء تمهيداً لتعيينه في هذا المنصب من قبل البرلمان الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري الحاكم.

بعد تمرد جورجيا على الإرادة الروسية على يد الرئيس السابق ميخائيل سكاشفيلي المدعوم من الغرب، والذي قاد في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2003 أول ثورة ملونة ضمن الحدود الجغرافية للاتحاد السوفياتي السابق، التي فتحت أبواب التغيير داخل هذه الجمهوريات، حيث امتدت عدواها سنة 2004 إلى أوكرانيا التي استطاعت ثورتها البرتقالية منع مرشح السلطة القريب من الكرملين يانكوفيتش من تزوير الانتخابات، ومكنت زعيمها يوشنكو من الوصول إلى السلطة، بعد أن استطاع الشارع إجبار المحكمة الاتحادية على إجراء جولة انتخابات ثانية فاز فيها يوشنكو، الذي أعلن استعداده التكامل مع الاتحاد الأوروبي وحتى الانضمام إلى حلف الناتو، الأمر الذي اعتبرته موسكو تهديداً استراتيجياً مباشرا لأمنها القومي، خصوصاً أن أسطولها النووي يرسو على ميناء سيفاستوبل الأوكراني ضمن اتفاقية أجار بين البلدين تنتهي سنة 2042.

أزمة أسطول البحر الأسود الروسي الذي دفع موسكو إلى احتلال القرم والسيطرة على موانئها، على الأرجح ستتكرر مع أرمينيا، في حال مارست موسكو سياسة معادية للمعارضة التي تمكنت من إسقاط آخر حلفائها فيما وراء القوقاز. ففي مدينة غيومري التي تقع على بعد 126 كلم من العاصمة يريفان يوجد آخر القواعد العسكرية الروسية في هذه المنطقة المعروفة باسم (قاعدة الوحدة المؤللة 102) والتي يبلغ عددها قرابة 4 آلاف جندي، وهي قاعدة مزودة بعدة بطاريات لصواريخ إس 300. إضافة إلى عدد من طائرات الميغ 29. وفي سنة 2016 قرر الكرملين نشر منظومة صواريخ إسكندر المتطورة جداً فوق الأراضي الأرمينية بهدف تحقيق التوازن في هذه المنطقة الاستراتيجية الغنية بالموارد الطبيعية بعد خسارته لجورجيا، ونجاح أذربيجان الغنية بالنفط في اتباع سياسة مستقلة بعيده عن إملاءات موسكو، وإقامتها لشراكة استراتيجية مع واشنطن وأنقرة، اللتين مكنتاها من نقل نفطها الخام إلى أوروبا عبر خط أنابيب باكو - جيهان التركية، وهو الخط الذي ينافس خط نوفيرسيسك الروسي. فالصراع على نفط بحر قزوين إضافة إلى الوجود الغربي في باكو دفع موسكو وطهران إلى الوقوف بجانب أرمينيا في نزاعها مع أذربيجان على منطقة ناغورني كراباخ، وقامت طهران بإرسال خبراء من الحرس الثوري وذخائر إلى الجيش الأرميني لمواجهة أذربيجان الشيعية، ضمن معركة المصالح الاستراتيجية في محيط بحر قزوين.

في أغلب المراجعات التي أجرتها موسكو لسياساتها الخارجية في السنوات العشرة الأخيرة، التزمت الوقوف إلى جانب الأنظمة ضد شعوبها، تحت حجة الحفاظ على الاستقرار والسلم العالميين، لم تكن القيادة الروسية قادرة على استيعاب فكرة التغيير الديمقراطي وحرية تداول السلطة، ولم تترد في اتهام كل من خرج إلى الشارع بالعمالة للغرب، الذي يهدف بنظرها إلى نشر الفوضى في الدول المجاورة لها والصديقة، حيث تتمسك بدعم ديكتاتوريات ما بعد الحرب الباردة.

تتوجس موسكو من الثورات الملونة التي جرت في نطاق مجالها الحيوي، وتتهمها بأنها حركات مدفوعة سلفاً يحركها الغرب، وقد تمسكت بهذا المنطق في تعاملها مع ثورات الربيع العربي خصوصاً في سوريا، فموسكو التي اعتبرت أنها لو منعتها في ليبيا لما وصلت إلى دمشق، وبأن وقوفها بقساوة إلى جانب نظام الأسد منع وصولها إلى طهران وموسكو. لم ينجح جدار الخوف الذي بنته في سوريا في منع المظاهرات من الوصول إلى حديقتها الخلفية أرمينيا، التي يحقق شبابها اليوم ما قاله قائد ربيع براغ دوبتشيك «يمكن أن تدوس الأزهار لكنك لن تؤخر وصول الربيع».

المصدر :جريدة الشرق الأوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ربيع يريفان وخريف موسكو ربيع يريفان وخريف موسكو



GMT 14:57 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

صدّام وايران... والعناد

GMT 14:44 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

(المحقق الخاص أمام الكونغرس)

GMT 05:41 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

إيران: جَلد الشاة ميتة أمر غير مجدٍ

GMT 05:38 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

قطر والوقيعة بين الرياض وأبوظبي

GMT 03:27 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

الفرنسي سيلفيان هونودو يحظى بحُب ابنة آخر ملوك مصر

GMT 01:02 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

ندى عادل تكشف عن رأيها في الراحل نور الشريف

GMT 12:49 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

ابنة مسن بولاق الدكرور دليل الأمن لكشف قاتل والدها

GMT 08:30 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

أبواب الحظ مفتوحة أمامك في كافة مجالات الحياة

GMT 20:49 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

مايلي سايرس تتألق بفستان بسيط في حفلة زفافها

GMT 14:19 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

88 خيلاً تتنافس على 490 ألف درهم في مضمار أبوظبي

GMT 06:42 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

هيلاري داف تظهر أنيقة في استوديو سيتي

GMT 21:00 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إصدار جديد للروائية أحلام مستغانمي في "الشارقة الدولي للكتاب"

GMT 08:03 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

زوري أيسلندا للتمتع بمغامرة فريدة من نوعها

GMT 06:46 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

خمس طرق يمكن بها اتقاء ويلات مرض السكري

GMT 12:29 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أجمل 10 سيارات في العالم لعام 2017

GMT 16:13 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

وفاء عامر تستأنف تصوير " السر" مع حسين فهمي

GMT 07:46 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فولفو تطلق سيارتيها من فئة "XC60" و"XC90"

GMT 05:53 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"سيتروين" تكشف عن سيارتها الجديدة "Aircross C3"

GMT 18:09 2016 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

وزير المال السوداني يؤكد زيادة الأجور في موازنة العام 2017

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,06 حزيران / يونيو

مجموعة مكياج Minnie Beauty من سيفورا لصيف 2017
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria