مرثية «مارك لينش»
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

مرثية «مارك لينش»..!

مرثية «مارك لينش»..!

 الجزائر اليوم -

مرثية «مارك لينش»

بقلم - عبد المنعم سعيد

«مارك لينش» هو أستاذ العلوم السياسية والشؤون الخارجية فى جامعة جورج واشنطن وزميل فى مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى، وكلتاهما فى العاصمة الأمريكية واشنطن.

وبغض النظر عن تخصصه الأكاديمى، فهو يعد من خبراء الدارسين لجماعة الإخوان، وخبرته لا تستند فقط إلى دراسة الموضوع والكتابة عنه، وإنما إلى صلات وثيقة بالجماعة، جعلته يكتب، ويتحدث باعتباره عالما متبحرا فى الموضوع.

الصدفة وحدها هى التى جعلتنى أتعرف إليه، عندما اطلعت- مطلع خريف عام ٢٠٠٧- على مخطوطة دراسة عن الإخوان، قدمها للنشر فى مركز كراون لدراسات الشرق الأوسط بجامعة برانديز بالولايات المتحدة الأمريكية. كانت الدراسة مفاجئة لى حينما وجدتها تقدم الجماعة باعتبارها عنوانا للاعتدال والليبرالية والاستعداد للانخراط فى العملية الديمقراطية، لولا العسْف السلطوى الذى يمنعها من المشاركة.

وللحق فإن ذلك لم يكن بعيدا عن الجماعة وما تقوله فى القاهرة فى ذلك الوقت، خاصة بعد أن بات لها ٨٨ مقعدًا فى مجلس النواب المصرى عقب انتخابات ٢٠٠٥، ولكن سرعان ما ظهرت عندما أرسل المرشد العام لجماعة الإخوان فى ذلك الوقت إلى عدد من المثقفين والكتاب والسياسيين ببرنامج للجماعة يطرح فيه خطواتها لتغيير النظام السياسى فى مصر. لم يكن البرنامج سوى صورة نقية للفاشية الدينية تأخذ من النظام الإيرانى هدًى ونبراسًا لسيطرة جماعة الإخوان على كل السلطات السياسية فى مصر من الدستور، للبرلمان، لسلطات دينية أخرى فوق كل ذلك.

وقتها اعترضت على نشر دراسة «مارك لينش» مقدما للبرنامج الجديد للجماعة الذى يخالف ما يطرحه، وبمجرد علمه بهذا البرنامج سافر إلى القاهرة والتقى بقيادات الإخوان، وعاد ليؤكد مرة أخرى ما قاله من قبل مع الإشارة إلى وجود جماعات محافظة داخل الجماعة، تحاول جذبها بعيدا عن التيار الديمقراطى!.

ولما قمت بتحليل البرنامج فى دراسة تحت عنوان «فهم الإخوان» باعتبارها المعبر عن التيار الأصيل فى الجماعة، فقد قام المركز بنشر الدراستين كنوع من «الحياد العلمى». ما حدث فعلا أن الإخوان عندما نالوا حكم مصر ٢٠١٢ /٢٠١٣ كان دستور ٢٠١٢ الذى قدموه للحكم متفقا فى الجوهر مع برنامج عام ٢٠٠٧. وبعدها بست سنوات تقريبا نشر «مارك لينش» دراسة فى دورية «الشؤون الخارجية» الأمريكية تحت عنوان «النظام العربى الجديد: السلطة والعنف فى الشرق الأوسط الآن» قدم فيها لمرثية ما سماه «الربيع العربى»، وكيف كان تقديما لمشروع ليبرالى مجيد، وجاء فشله بسبب النزعة السلطوية الكامنة فى المجتمعات العربية، ومع هذا الفشل جاءت نكبات الحروب الأهلية والتراجع السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى.

المرثية تعتمد على ثلاث مقولات جوهرية:

الأولى أن ثورات «الربيع العربى» كانت تسعى إلى الديمقراطية وإقامة مجتمع ليبرالى.

والثانية أن جماعة الإخوان كانت السند الرئيسى لهذا الاتجاه.

والثالثة أن نتيجة الفشل قيام نظام عربى جديد ضعيف ومتهافت وعاجز عن اللحاق لا بالعصر ولا بالتقدم.

المقولات الثلاثة لا يوجد ما يؤيدها تاريخيا فيما شاهدناه، وعلمناه خلال السنوات الماضية؛ فالحقيقة أنه لا يوجد إطلاقا ما يؤيد وجود نزعة ديمقراطية أو ليبرالية فى الثورات التى جرت خلال العامين ٢٠١٠ و٢٠١١، وفيما عدا كلمة «الحرية» التى ارتفعت ضمن شعارات الثورات على «العيش» و«العدالة الاجتماعية» و«الكرامة الإنسانية»، فلم يكن هناك فى أى وقت برنامج أو تصور لكيفية تحقيقها أو حتى ماذا تعنى فى الواقع العملى.

كان هناك تصورات لبعض الجماعات السياسية ذات الأصول الماركسية، مثل الاشتراكيين الثوريين والجماعة التروتسكية التى فى حقيقتها «الشيوعية» لم يكن يعنيها شىء كثير من الحريات العامة، وكان هناك جماعات ناصرية لم يكن كل ذلك موضوعها، وإنما كيف تستأنف النضال ضد الإمبريالية والصهيونية، وكان هناك بالطبع جماعة الإخوان، الذين بدأوا منذ اللحظة الأولى الاستعداد لتطبيق برنامج ٢٠٠٧.

كان التوجه العام قبل كل هذا وذاك تدمير الدولة وأجهزتها ومؤسساتها، وعندما طرح فى مصر السير فى طريق الانتخابات، فإن الثوار ظلوا على إصرارهم فى البقاء فى الشوارع والميادين، فذهب الإخوان إلى الصناديق، ووضعوا الدستور الذى يضع مصر بامتياز على الطريق الإيرانى.

وفى سوريا والعراق واليمن وليبيا واليمن بدأ الطريق ممهدا نحو الحرب الأهلية الشاملة.

الإخوان لم يكونوا لا ليبراليين ولا ديمقراطيين، وكل ما كانوا يستطيعون تقديمه هو أنهم معتدلون، بالمقارنة مع القاعدة وداعش، ولكنهم فى كل الأحوال ظلوا على طريقتهم فى تفريخ الكوادر لهذه الجماعات، وعندما جرى الفرز السياسى، فإنهم كانوا فى مقدمة العنف المستخدم ضد السلطات.

القاعدة الشبابية لثورات «الربيع العربى» كانت من التفتيت والتشرذم ما أفقدها الفعالية، وعندما وضعت فى الاختبار فإنها فشلت فشلا ذريعا.

فى مصر كان الأداء فى الانتخابات فاشلا، وفى سوريا فإنها سرعان ما فقدت كل مكانة لها فى تمثيل «الثورة السورية»، وفى بقية الجبهات وضعت الثورات المقدمة للتقسيم وتبديد الثروات والتمهيد لكافة أشكال التدخل الأجنبى الإقليمى والدولى.

هل معنى ذلك أن ما تبقى من العالم العربى ليس سوى نظام عربى جديد لا يملك سوى الفشل، ومحكوم عليه بالتراجع الأبدى وفقا لمرثية «مارك لينش»، طالما أن الضوء الذى جاء به «الربيع العربى» تحول إلى ظلام حالك؟

الواقع العربى الراهن لا يقطع بذلك، وتبدو التجربة التى مرت بها الدول العربية كأنها قدمت التحصين ضد العديد من الأمراض المستعصية؛ فقد خرجت الدولة منها وهى الفكرة الوحيدة الواقية من الفوضى والعنف والاحتراب والتعصب.

ورغم كل شىء فالتقسيم لم يحدث لا فى سوريا ولا فى ليبيا ولا فى اليمن، وظهر أن نتائج القسمة فى العراق عندما طرح الاستفتاء الكردى غير قابلة للتطبيق.

ولكن أهم ما انتهى الأمر إليه ليس فقط أنه لا يمكن العودة إلى الماضى، وأن الاستمرار فى «الثورة» والعنف والإرهاب لن يكون المصير المقبول، وإنما أنه لا مفر من عملية إصلاحية، بدأ السعى فيها فى أكثر من دولة عربية. مثل هذه العملية السائرة فى مصر والسعودية والأردن والمغرب وتونس والإمارات البحرين، لا تجد لها مكانا فى مرثية «مارك لينش»، لأن العرب ليس أمامهم سوى خيار السير فى طريق الإخوان، فيكونون من الديمقراطيين أو أن تتلبسهم لعنة أبدية من الفشل الذى ليس له بديل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرثية «مارك لينش» مرثية «مارك لينش»



GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

GMT 08:29 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

ترامب يدّعي نجاحاً لم يحصل

GMT 08:24 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

فلسطين وإسرائيل بين دبلوماسيتين!

GMT 08:23 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

أزمة الثورة الإيرانية

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 00:48 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

خالد سرحان يُوضِّح سعادته بالعمل في مسلسل "قيد عائلي"

GMT 13:37 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"جاكوار" تنافس تسلا وتطرح أول سيارة كهربائية

GMT 22:38 2016 الجمعة ,03 حزيران / يونيو

تعليم الصلاة للأطفال مسؤولية الأمهات

GMT 00:00 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

عائلة الفنان سمير غانم تجتمع في مسلسل كوميدي استعراضي

GMT 19:31 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

ذهبية كويتية تاريخية في بطولة آسيا لألعاب القوى

GMT 06:30 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

العثور على سيارة قديمة علقتْ في قبو طوال 35 عامًا

GMT 03:42 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

محسن يسعى لتخريج دفعات لقيادة الطائرات

GMT 20:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

أنواع مختلفة من الماء يمكن استخدامها للعناية ببشرة الوجه

GMT 14:22 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

تواصل مفاوضات الأهلي مع اللاعب دا كوستا

GMT 03:12 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح مُهمّة لتنظيف أدوات المطبخ الأساسية

GMT 17:09 2018 الأحد ,30 أيلول / سبتمبر

انقاذ فتاة من الغرق بالقرب من استراحة صور

GMT 01:00 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

"أمازون" تتبرع بمليون دولار لموسوعة ويكيبيديا

GMT 11:27 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

كيف تحافظ على جهازك الهضمي ومعدتك في رمضان
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria