الكتّاب الصيادون
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الكتّاب الصيادون

الكتّاب الصيادون

 الجزائر اليوم -

الكتّاب الصيادون

سمير عطا الله
سمير عطا الله

يولدُ الكاتبُ وتولدُ معه محنة ترافقه طوال العمر: ماذا يكتب؟ وإذ يكثُرُ من حولِهِ النقّاد أو القراء أو المعجبون، يبقَى هو في قرارة نفسه الناقد الأكثر قسوة والقارئ الأقل حماساً لما يكتب. ونفهم مما روى معظم الكتّاب الكبار في العالم، أن المؤلف ما أن ينتهي من وضع عملٍ ما، حتى يكرره ولا يعود إلى قراءته مرة أخرى. أي أنَّ المنحة في الأساس هي شعوره الدائم بأنه لم يولد بعد، وبأنَّه لم يبلغ بعد ما أراد الوصول إليه، وعاجزٌ عن التعبير عن مكنوناته الكبرى لأنه لا يستطيع نقلها إلى الورق.

هذا هو حال الشعراء أيضاً وربما حال جميع المبدعين في كلِّ المهن والحرف. ولذلك يتطوّر الرسامون والكتّاب والمهندسون من مرحلة إلى مرحلة مختلفة تماماً، فلا يعود الفنان نفسه يتعرّف على ما وضعهُ في البدايات، أو حتى يقبله ويعترف بهِ. يقول بابلو نيرودا: «إن عمل الكتّاب، في رأيي، له شبه كبير بعمل أولئك الصيادين في القطب الشمالي، على الكاتب أن يبحث عن النهر فإن وجده متجمداً فإنه يضطر أن يثقب الجليد. عليه أن يُجلَد ويصبر، أن يتحمل الطقس المعادي والنقد المضاد. أن يتحدى التفاهة، أن يبحث عن التيار العميق، أن يرمي بالصنارة الصالحة الصائبة، ليُخرج بعد جهد جهيد وصبر شديد سمكة صغيرة. بيد أنه لا بد له من أن يرجع الكرة ويعود للضجيج من جديد، ضد البرد، ضد الصقيع، ضد الماء، ضد النقد، وهكذا دواليك حتى يُخرِج في كل مرة صيداً أكبر وأعظم».
نيرودا أيضاً لم يكتفِ بأنّه أعظم شعراء أميركا اللاتينية، ومنذ اللحظة الأولى ظلَّ يسافر في أقاسي الأرض والقارات، من المكسيك إلى سريلانكا إلى الصين إلى باريس إلى موسكو إلى الأرجنتين وإلى سائر العالم. وقال مرة عندما التقى أحد رواد الفضاء الروس إنّه لم يبقَ عليه سوى رحلة إلى مدار الأرض، لكنّه لم يعد قادراً عليها بسبب تقدّمه في السن. هكذا تختلِطُ حياة الكتّاب والشعراء والصحافيين، جميعهم يبحث عن العمل القادم، وجميعهم لا يرضى عن العمل الماضي، وجميعهم يخشى أن يصل ذات يوم إلى الجدار المسدود فلا يعود أمامه شيءٌ يقدِّمه إلى الناس. أي نفسه.
روائي أميركا الأول فيليب روث أعلن التوقّف عن العمل عندما بلغ الثمانين قائلاً إنّه لم يعد لديه شيءٌ يعطيه. وأعتقد أنه لم يكن صادقاً ولا حتى ضجراً أو ملولاً وبعد هذا الإعلان بقليل غاب تاركاً خلفه أعمالاً فائقة في وصف الحياة الأميركية على نحوٍ درامي. لقد كان واحداً من رسامي العمق الاجتماعي مثل ويليام فوكنور وجون أبدايك وأرنست همنغواي. أي تلك الكوكبة التي عاشت – كما قال – نيرودا مثل الصيادين تبحث عن الزمرد والحصى وكآبة الحياة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكتّاب الصيادون الكتّاب الصيادون



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 01:56 2015 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

دراسة توضّح أن الطيور الحالية من سلالة الديناصورات الطائرة

GMT 07:06 2015 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحويل برج إيفل إلى غابة خضراء لمكافحة إزالة الغابات

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

"قفّازات ذكية" تحوِّل لغة الإشارة إلى نصٍ صوتي بعدة لغات

GMT 09:29 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

إطلاق مجموعة جديدة ومميزة من حقائب" LONGCHAMP"

GMT 22:44 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اهتمامات الصحف الفلسطينية الصادره الثلاثاء

GMT 09:59 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

تعرف علي حقيقة الخلاف بين كيت ميدلتون وميغان ماركل

GMT 13:47 2018 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أنغام تشارك في تغسيل شقيقتها غنوة وتنهار من البكاء

GMT 10:27 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُوضِّح مدى قبول كلّ برج للاعتذار
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria