دروس المومياوات الملكية
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

دروس المومياوات الملكية

دروس المومياوات الملكية

 الجزائر اليوم -

دروس المومياوات الملكية

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

موكب المومياوات الملكية لم يكن مجرد رحلة عجلات حربية من ميدان التحرير إلى الفسطاط، لكنه كان رحلة عقول وقلوب مصرية من فكر إلى فكر آخر، فكر التعامل مع الحضارة المصرية القديمة على أنها حضارة أصنام إلى فكر التعامل معها على أنها حضارة فجر الضمير وبداية الإنسانية واحترام العلم والدقة والرغبة فى الكمال، نقلة لها دلالات، نستخلص منها دروساً عديدة، فالمجتمع الذى تقبل حبس مومياواته بفتوى من شيخ الأزهر عبدالحليم محمود ووافق عليها الرئيس حينذاك، هو نفس المجتمع الذى خرج الآن ليحتفى ويصفق ويفرح بتلك المومياوات وهى تخرج إلى النور لتعرض فى مكان أفضل ومتحف أحدث، مجتمع زيف وعيه بفتوى تتحدث بعقلية الحانوتى لا بعقلية خبير الآثار، فتوى تحذر من عرض المومياوات وتتعامل معها بقاموس فقهى يفتقد إلى المرونة، هو نفس القاموس الذى يتحدث عن حمل الأربع سنوات ورجم القردة الزانية ورضاع الكبير، فتوى لا تعرف ما هو علم التحنيط ولا ما هى السياحة، فتوى كل غرضها الاحتفاظ بالسطوة والسلطة من خلال آخر أسلحة الجماعات الدينية، سلاح فزاعة الموت وزرع الإحساس بالذنب والخطيئة لقاء بيزنس بازارات صكوك الغفران.

درس الموكب والاحتفال الأول هو احترام الدقة والرغبة فى الكمال الـperfection، الموكب سار بدقة الفيمتوثانية، تزامن نغمات الأوركسترا مع مسيرة الموكب بمنتهى الانضباط، تنسيق معروضات متحف الحضارة والعرض المختصر الموجز الشامل الذى قدمه وزير الآثار بدون مط أو ثرثرة، كل تلك العناصر تشير إلى الدقة المتناهية واحترام الوقت وهما من أهم ما ميز عصر الفراعنة.

الدرس الثانى احترام العلم ومنهجه الذى أدى بتلك الحضارة إلى تقديم معجزات علمية ما زلنا نحاول فك شفرتها حتى الآن، مثل ذلك التحنيط الذى استطاع الاحتفاظ بأجساد هؤلاء الملوك آلاف السنين، فمتحف الحضارة ليس مجرد قاعة عرض، ولكنه مدرج تعليم وقاعة درس وكأنك فى أكاديمية.

الدرس الثالث هو أننا أثبتنا أننا أحفاد هؤلاء المبدعين حقاً، أوركسترا على أعلى مستوى عالمى، مايسترو فنان استطاع أن يضبط الإيقاع بميزان الذهب وعصا السحر، عازفون وعازفات بمستويات احتراف يقف لها العالم إجلالاً واحتراماً، ومتذوقون كانوا متعطشين لمثل هذا الفن الرفيع.

درس آخر هو احترام وتقدير المرأة، فقد كان الموكب وكانت الاحتفالية عيد تاء التأنيث بحق، مذيعات لهن حضور وثقافة، مطربات شرقى وغربى على أعلى مستوى، راقصات باليه فى منتهى الرشاقة والجمال، بنات مصريات يتقدمن الموكب فراشات ملونة هن رمز للبهجة والفرح والأمل فى مستقبل مشرق لمصر يخلصها من خفافيش الظلام وغربان النكد، السوبرانو التى غردت أنشودة العظمة الفرعونية مصحوبة بالربابة والناى التى اقشعرت معها الأجساد بموسيقى الجميل هشام نزيه، ريهام عبدالحكيم، عازفة التمبانى، عازفة الرق، عازفة الكمان، كلهن نجمات، كلهن مصريات.

الدرس الأخير والأهم هو أن أهم ثروة هى منتجنا الثقافى، أهم كنز هو فننا ومخزوننا الثقافى، أهم بئر نفط هم هؤلاء الفنانون الذين كنا نجلدهم استجابة لتيار فاشى يكره الفن ويحتقره، لأنه يعرف أن من يتذوق الفن لا يمكن أن يذبح أو يقتل، لأنهم يعرفون أن الفن هو رصاصة الرحمة للإرهاب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس المومياوات الملكية دروس المومياوات الملكية



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 23:31 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

مختبر في الغابون لمكافحة "الفيروسات القاتلة"

GMT 05:05 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

تناول اللبن قبل وجبة الإفطار يعزز من صحة القلب

GMT 19:47 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

جهّز نفسك هذا الشهر للصعوبات على الصعد كافة

GMT 07:13 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على القيمة الحقيقية لثروة كيت ميدلتون

GMT 01:55 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

سعر الريال القطري مقابل اليورو الثلاثاء

GMT 08:15 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

مصر تعلن عن بدء ضخ الغاز الطبيعي من حقل "ظهر"

GMT 08:07 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

5 طرق تربوية تمنح الطفل الثقة بالنفس وتعزّز قوة شخصيته
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria