خالد منتصر يكتب رسالة من آخر صحفى ودع العندليب
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

خالد منتصر يكتب: رسالة من آخر صحفى ودع العندليب

خالد منتصر يكتب: رسالة من آخر صحفى ودع العندليب

 الجزائر اليوم -

خالد منتصر يكتب رسالة من آخر صحفى ودع العندليب

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

وصلتنى تلك الرسالة من الصحفى والمؤرخ أحمد عثمان الذى يقيم بلندن منذ أكثر من نصف قرن، والذى كان آخر من ودّع العندليب يقول فيها:كنت أزور عبدالحليم حافظ فى كل مرة يأتى فيها إلى لندن، ولم يكن «عبدالحليم» ينزل فى فندق، بل كان يفضّل استئجار شقة مفروشة فى البناية 55 شارع بارك لين -المواجهة لحديقة هايد بارك- حيث كان يحضر معه عادة بعض الأصدقاء، مثل مجدى العمروسى وبليغ حمدى، إلى جانب ابن خالته شحاتة، الذى يلازمه دائماً فى رحلاته.

عند ذهابى لشقته كان عبدالحليم أحياناً يكون نائماً أو فى الخارج، فكنت أنتظر فى غرفة الجلوس حتى ألقاه. وفى إحدى المرات عندما ذهبت للقاء عبدالحليم وكان معه صديقى بليغ حمدى، استقبلنى الملحن منير مراد الذى فتح الباب وأبلغنى أنهما نائمان، وظل واقفاً فى طريقى حتى لا أدخل، فذهبت وقررت ألا أزور عبدالحليم بعد ذلك.

وفى 30 مارس 1977، اتصلت فتاة خليجية -كانت معجبة بعبدالحليم- بزوجتى وطلبت منها إرسال باقة ورد باسمها إلى عبدالحليم فى المستشفى، فقررت أن آخذ الورد لأوصله إليه بنفسى، حيث إننى لم أكن قد زُرته لنحو سنتين.

فى نحو الخامسة مساء وصلت إلى مستشفى كينجز كوليدج بجنوب لندن، المتخصّص فى أمراض الكبد، وهو مبنى قديم موحش له أسقف عالية، واتجهت إلى قسم المرضى الخارجيين. وعندما وصلت إلى الجناح الذى يقيم به عبدالحليم، وجدت مجدى العمروسى وشحاتة فى طريقهما للخروج وهما مكتئبان. تركنى «العمروسى» مع شحاتة دون أن ينبس بكلمة، وغادر الجناح، وقال لى «شحاتة» إن «الأستاذ جاله نزيف، والدكتور مانع الزيارة».

وقفت أمام باب غرفة عبدالحليم الذى كان مفتوحاً، فرأيته مستلقياً فوق السرير، استدار برأسه وقال: «إزيك يا أحمد»، فأبلغته بباقة الورد وتمنيت له الشفاء، ثم جلست مع شحاتة فى الصالون، فقال لى: «الأستاذ كان جايب سيرتك وبيقول ليه ماعدتش بتيجى تزورنا زى زمان»، لم أرد الحديث عما فعله منير مراد، وقلت له إننى مسافر القاهرة فى اليوم التالى لقضاء إجازة الربيع، وسوف أكون معهم يومياً بعد عودتى. وتعجّبت عندما سألنى شحاتة إذا كنت لا أزال ألتقى بسعاد حسنى، حيث لم يكن شحاتة يعرف علاقتى بها، ولا بد أن عبدالحليم هو الذى سأل عن سعاد وهو نائم فى المستشفى.

فى ظهر اليوم التالى، ذهبت مع زوجتى وابنتى إلى مطار هيثرو، وركبنا طائرة «مصر للطيران» المتجهة إلى القاهرة. لكن الطائرة ظلت واقفة فى مكانها بعد إغلاق الأبواب مدة طويلة، ولم تتحرك. سمعت الرجل الجالس ورائى يقول لزوجته إن سبب تأخر الطائرة أنهم يجلبون جثمان عبدالحليم حافظ بعد وفاته، فلم أصدق الخبر وقلت لزوجتى: شوفى الإشاعات، ده أنا كنت معاه فى المستشفى إمبارح لغاية الساعة ستة.

وصلنا إلى القاهرة مساء، وفى صباح اليوم التالى صُدمت عندما قرأت جريدة «الأهرام»، فقد نشر كمال الملاخ خبر وفاة عبدالحليم فى الصفحة الأخيرة، وفهمت أن السيدة نهلة القدسى -زوجة محمد عبدالوهاب- اتصلت بمجدى العمروسى بعد مغادرتى للمستشفى، وأبلغها بخبر الوفاة.

أصابتنى حالة اكتئاب لفترة طويلة بعد ذلك، وعندما قابلت البروفيسور روجر ويليامز -طبيب عبدالحليم- بعد ذلك بعدة سنوات، سألته: لماذا لم تقم بعملية زرع الكبد لعبدالحليم، فقال لى إن هذه العملية لم تكن ممكنة فى عام 1977 عند وفاته، وكان أول نجاح لعملية زرع الكبد عام 1999، بعد 22 عاماً من وفاة عبدالحليم.

وداعاً عبدالحليم بعد 44 عاماً من اللقاء الأخير

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خالد منتصر يكتب رسالة من آخر صحفى ودع العندليب خالد منتصر يكتب رسالة من آخر صحفى ودع العندليب



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:36 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على سر إطلالة الفنانة سميرة سعيد "الشبابية"

GMT 10:25 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

"المراعي" تعين الويس هوفباور رئيسًا تنفيذيًا للشركة

GMT 13:23 2018 الثلاثاء ,29 أيار / مايو

تركي آل الشيخ يعلن خبرًا صادمًا بشأن محمد صلاح

GMT 23:16 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

​"سوبر تيتة" أكبر بطلة رماية في الهند عمرها 80 عامًا

GMT 08:25 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين تتعاون مع مصمم الأزياء مايكل سينكو

GMT 09:00 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق مشروع "كوي فيش" لإنقاذ أديس أبابا من الزحف السكاني

GMT 01:06 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تؤكّد أنّ ألعاب تدريب الدماغ لا تحسّن ذكاء الانسان
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria