تبصير وتنجيم وتفكير
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

تبصير وتنجيم وتفكير!

تبصير وتنجيم وتفكير!

 الجزائر اليوم -

تبصير وتنجيم وتفكير

حسين شبكشي
بقلم - حسين شبكشي

لجأ بعض القنوات التلفزيونية العربية في السنوات الأخيرة، وفي آخر أيام السنة الميلادية من كل عام، إلى اعتماد فقرة ترفيهية ثابتة يكون بطل السهرة فيها شخصية مشهورة عُرفت بالتنجيم، لتقدم للمشاهدين توقعات مثيرة للعام القادم، تعتمد فيها على صياغة الخبر بطريقة رمادية ومطاطة حمالة أوجه بامتياز. وبدأت أسماء مثل ميشال الحايك، ومايك فغالي، وماغي فرح، وليلى عبد اللطيف، وبسنت يوسف، تعامَل معاملة كبار نجوم الفن والرياضة، ويتم تناول «توقعاتهم» كأنها بحوث علمية عميقة ومدققة.
ولعل الشخصية التي تثير الإعجاب وتحظى بالمتابعة الأكبر من ضمن هؤلاء هو ميشال الحايك، بسبب سمعة تكونت عن صدق توقعاته (رغم كون التحليل الدقيق لتوقعاته يثبت أنه خاب في توقعاته بنسبة أعظم بكثير مما أصاب فيها)، ولكن الشيء الطريف أنه في السنوات الأخيرة أضيف للرجل سمعة أخرى وهي تلقيه توجيهات من أجهزة مخابرات أجنبية لترويج أفكار بعينها، ليضاف للرجل بعد مؤامراتي، بالإضافة إلى جانب التنجيم نفسه.
هؤلاء ليسوا أول حالة معروفة لظهور نجومية المنجمين، فالثمانينات الميلادية من القرن الماضي، شهدت صعود نجم الفلكي العراقي المقيم في عاصمة الضباب لندن والمعروف باسم «الألوسي»، الذي كان يُستشار في أمور كثيرة لدى أعضاء من النخبة السياسية في العالم العربي، وكان بذلك أول سوبر ستار فلكي. وهذا حصل في نفس الفترة التي سرّب الإعلام الأميركي أن الرئيس رونالد ريغان كان يستشير خبراء الفلك قبل الإقدام على اتخاذ قراراته الكبيرة.
تذكّرتُ كل ذلك وأنا أُعيد قراءة الكتاب الاستشرافي البالغ الأهمية بعنوان «الأعوام المائة القادمة: استشراف للقرن الحادي والعشرين» للدكتور جورج فريدمان، وهو من أهم المفكرين الاستراتيجيين في العالم اليوم. ولعل أخطر وأهم ما يخلص إليه هذا المفكر البالغ الأهمية هو أن القرن الحادي والعشرين سيشهد حروباً أكثر وأخطر بكثير مما شهدته مرحلة القرن العشرين، رغم توضيحه اللاحق بأن هذه الحروب سوف تكون أقل كارثية بسبب المتغيرات التكنولوجية، وأيضاً بسبب التحديات الجيوسياسية.
ومن المتوقع أن يكون التعصب الديني العنصري، وقوداً مثالياً للعديد من هذه الحروب المنتظرة. وهذه مسألة ليست بالغريبة أبداً لأي قارئ موضوعي وأمين للتاريخ، كما توضح ذلك الكاتبة والباحثة الإنجليزية المتخصصة في تاريخ الأديان كارين آرمسترونغ في كتابها اللافت والمهم جداً «حقول الدم: الدين وتاريخ العنف»، فتوضح بشكل جليّ العنف المنسوب إلى الدين عبر إزاحة الستار عن الدوافع المركّبة، والعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية المعقّدة والمتشابكة وإن كانت تثبت التهم على العصابات الصهيونية، والجيوش الصليبية، وحركات الخوارج والحشاشين، وصولاً إلى «حزب الله» و«القاعدة» و«داعش». وهي ذات الفكرة التي تعمّق فيها بشكل أكثر تركيزاً كلٌّ من فكري جواد عبد وعبد الأمير زاهد في كتاب «الأسس الدينية للأصولية في الأديان الإبراهيمية» بتقديمهما منهجية تاريخية لتكرار التطرف الأصولي في دائرة بعينها في الأديان الإبراهيمية الثلاثة.
لا أعرف تحديداً عدد المرات التي قرأت فيها أو سمعت عن عبارة تجديد الفكر الديني أو تجديد الخطاب الديني، ولكنها أصبحت مسألة تشبه الأسطوانة المكررة. وآخر ما وصل إليّ في هذا الإطار سِفر محترم في كتاب مهيب من 770 صفحة بعنوان لا يقل فخامة: «رواد التجديد في الإسلام: 1840 – 1940 م» يسرد فيه المؤلف تشارلز كورزمان تجارب جريئة ومتعددة لمن أقدموا، في مختلف المواقع الجغرافية من الوجود الإسلامي حول العالم، على التفكير بشكل مختلف في تجديد الخطاب الديني والمصير الذي اضطروا إلى مواجهته بعد ذلك.
الخلاصة الأهم أن التجديد يتطلب الانفكاك من إرث الماضي الثقيل المحدود بزمنيته وجغرافيته إلى منطقة لا وجود للقطبية التقسيمية العدائية الحادة التي لا نزال عالقين فيها حتى الآن. صلاحية الدين لكل زمان ومكان تحتّم علينا عدم تقييد تفاسير وأحكام النصوص بقيود ذلك. مسيرة التاريخ والإرث المعرفي البشري التراكمي يوضح لنا أموراً كثيرة؛ لعل أهمها أن المعرفة البشرية تراكمية تحتّم على الجميع الاستفادة من تجربة الجميع، فالناس لا تعيش في جزر معزول بعضها عن بعض.
الاستشراف المستقبلي يتطلب احتراماً للعلوم وتجديداً للفكر وتبجيلاً للقادم بقدر تقديس الماضي، ولكنّ هناك بديلاً جاهزاً كل نهاية سنة اسمه التنجيم.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تبصير وتنجيم وتفكير تبصير وتنجيم وتفكير



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 02:07 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

العلماء يكتشفون ديناصوراً بحجم غريب وريش ملون

GMT 21:16 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

86 حضانة حكومية تُقدم خدماتها لأطفال الشارقة بحلول 2026

GMT 01:15 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

إيلي هاتفول أشهر مدمني الملابس الداخلية على "انستغرام "

GMT 03:46 2016 الإثنين ,19 كانون الأول / ديسمبر

"الزجاج الملون" الحل الأمثل لنافذة أنيقة في المنزل 

GMT 04:46 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لوسيان فافري يدخل اهتمامات"الاتحاد" خلفًا لبولوني

GMT 19:51 2019 الإثنين ,29 تموز / يوليو

سر غضب أحمد عز في عزاء فاروق الفيشاوي

GMT 04:52 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

أفضل طاولات المكياج لتنظيم مستحضرات التجميل الخاصة بك

GMT 02:12 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

سمكة قرش عملاقة تسبح بسلام مع غواصين في هاواي

GMT 20:52 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة البنانية نجوى كرم في إطلالة جذابة باللون الأسود

GMT 09:52 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الأطعمة في دبي خيارات عديدة وأسعار متفاوتة تعرف عليها

GMT 01:58 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على كيف تفاعل الحيوانات المفترسة في الطبيعة

GMT 08:22 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "هواوي" تطلق ساعتها الجديدة «GT»

GMT 21:17 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الأطفال الفضوليين هم الأفضل أداء في المدرسة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria