السعودية وقوتها الناعمة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

السعودية وقوتها الناعمة

السعودية وقوتها الناعمة

 الجزائر اليوم -

السعودية وقوتها الناعمة

أمل عبد العزيز الهزاني
بقلم: أمل عبد العزيز الهزاني

استغلال القوة الناعمة، أو استحداثها، واصطناعها، هو أهم ما يمكن أن تقوم به دولة تمتلك رؤى استراتيجية حول مستقبلها، مقدرة المخاطر التي قد تمر من خلالها، وتستبق الأزمات قبل حدوثها بأرضية صلبة.
القوى الناعمة أدواتها كثيرة، والجيد أن لا حدود لحصرها. وخلال كل عقد زمني، ستظهر لنا أوجه جديدة منها، سيلتقطها الفطِن، ويستثمرها لصالحه في زمن تتغير فيه الأحداث بشكل متسارع، فإما أن يلحق بالقطار أو يركض لاهثاً بجانبه، لكن لا مجال للانتظار في المحطة.
القوة الناعمة بشكل عام هي القدرة على توصيل ونقل مفاهيم وقيم معينة إلى العالم، سواء كان جمهور الناس أو الدول ومؤسساتها، طبعاً في حالة ما إذا كانت لديك فعلياً أدوات لتقديم هذه المفاهيم. القوة الناعمة، التي منها وسائل الاتصال والإعلام بكل أدواته غنية عن التعريف، لأنها مباشرة ومجربة، وكل دولة تجتهد لتقديم نفسها للشعوب الأخرى باستخدام إعلامها الذي يعكس هويتها والتوجه السياسي لقيادتها.
أكبر دولة رأت أنها بحاجة لاستخدام القوة الناعمة للتأثير على الشعوب الأخرى بقيمها ومفاهيمها وثقافتها هي الولايات المتحدة، خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، وهي أيضاً الدولة الأكثر نجاحاً في هذا الجانب. استخدمت أميركا الثقافة بما فيها ترجمة الكتب والمنح التعليمية، والفنون من خلال صناعة الأفلام، والسياحة والترفيه، وغيرها، لتحسين صورتها ونقل ثقافتها إلى كل شعوب العالم. إن كانت أميركا قامت بإنفاق مليارات الدولارات لتضع نفسها في مقدمة العالم ثقافياً وعلمياً وفنياً، وهي الدولة العظمى، فكم هي حاجتنا نحن في الشرق الأوسط لبث ثقافتنا وللاتصال بالجماهير والشعوب اتصالاً إيجابياً، والأهم تعزيز المصالح المشتركة التي تؤسس لعلاقات عميقة يصعب خلخلتها تحت أي ظرف طارئ أو أزمة.
السعودية نموذج واضح جداً لإعادة صياغة استراتيجية الاتصال والتخاطب مع الآخرين. ولن أبتعد، سأعطي مثالين حصلا خلال الأسبوع الماضي فقط. الأول كان قرار الحكومة السعودية عزمها إيقاف التعاقد مع أي شركة ومؤسسة تجارية أجنبية لها مقر إقليمي في المنطقة غير أرض المملكة، وسيسري القرار بعد ثلاثة أعوام. مدة كافية للشركات للإعداد والتجهيز اللوجيستي. وبالفعل، أعلنت 24 شركة عالمية خلال منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار عن نقل مقراتها الإقليمية إلى العاصمة الرياض. كيف نقرأ هذا القرار؟ أول قراءة موضوعية أن السعودية بذلت جهداً كبيراً لتعزيز بيئة الاستثمار خلال السنوات الماضية، لجذب رؤوس الأموال، وأهم وسائل التعزيز نقطتين؛ التشريعات، والمشروعات. التشريعات التي تحفز الشركات على الدخول للسوق السعودية مثل إعفاء هذه الشركات من ضريبة الدخل. أما المشروعات فهي ضخمة وتستوعب عمالقة الشركات العالمية في أكثر من مجال، مثل مشروع نيوم، والبحر الأحمر، و«ذا لاين»، ومشروعات الرياض العاصمة التي اختيرت من قبل ولي العهد السعودي لتكون من أكبر 10 اقتصادات في العالم. هل استقطاب المراكز الإقليمية للشركات يدخل ضمن استخدام القوة الناعمة؟ قطعاً نعم. هذا يعني الاتصال والتواصل مع العالم من خلال محركات اقتصادية ضخمة، وبالتحديد تجذير المصالح المشتركة بيننا وبين دول العالم. لاحظنا كيف هرعت الولايات المتحدة والدول الأوروبية لتهدئة الأوضاع في هونغ كونغ عندما نشبت فيها المظاهرات، ووعدت واشنطن، بكين، بأن لا تتدخل. لماذا؟ لأن هونغ كونغ مركز لشركات كبرى أميركية وأوروبية سيلحق بها ضرر وشيك في حال تزعزع استقرارها. الشركات هناك يمكن أن نطلق عليها ما يسمى «جماعة المصلحة». هذه الجماعات هي قوة ناعمة للتواصل مع الجمهور وللاتصال مع الحكومات.
المثال السعودي الثاني، هو استضافة الرياض لكأس السعودية العالمية لسباق الخيل. ما حصل هو تجمع عالمي على درجة عالية من التنظيم، وقيمة فوز مالية هي الأعلى في العالم. كان الحضور متعدد الجنسيات وبتغطية إعلامية كبرى. ولأن السائد في مثل هذه السباقات ارتداء الحضور للزي الوطني للبلد المضيف، وجه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي بارتداء السعوديين للباسهم الوطني بتنوعه الجغرافي المناطقي. لذلك كانت أبرز صورة ظهرت في وسائل الإعلام هي حضور النساء السعوديات بأزياء وطنية شعبية خلابة، فائقة الجمال، أضفت على الحفل هوية البلد المضيف في صورة بهية غير مسبوقة. الرسالة التي وصلت للعالم، ليس أن الحكومة السعودية مكنت المرأة من العمل وقيادة السيارة والنظام العدلي فقط، بل قدمت المرأة السعودية شريكاً في التعريف الثقافي بالموروث الوطني، والتواصل مع الحضور الأجنبي بالهوية السعودية بكل تفاصيل جمالياتها، إضافة إلى حضور الموسيقى السعودية وفنون النحت والأكلات الشعبية.
أدوات القوة الناعمة التي تمتلكها السعودية متعددة وتلامس عدة مناحٍ، ومع الثورة الإصلاحية التي تمر بها الدولة في كل اتجاه خلال رحلة «الرؤية 2030» سيولد مع كل مشروع فكرة، ومع كل استراتيجية مبادرة، لمزيد من الانفتاح على العالم، بشكل متحضر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية وقوتها الناعمة السعودية وقوتها الناعمة



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 15:30 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

وزارة القوى العاملة المصرية تعلن عن توفير 11502 فرصة عمل

GMT 01:23 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

تشييد فندق كاديلاك الأول من نوعه في الشرق الأوسط

GMT 15:30 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

البشير يتسلم أوراق اعتماد عدد من السفراء لدى الخرطوم

GMT 19:30 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لاختيار عطور تتناسب مع برودة فصل الشتاء

GMT 11:56 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تأهل سموحة إلى ربع نهائي تصفيات أفريقيا لكرة السلة

GMT 02:33 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

"فورد" تستعرض مميزات F-Vision"" العملاقة

GMT 03:00 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

إبداع في التصاميم يميز أزياء رامي قاضي لشتاء 2019
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria