بوتين الحقيقة والخيال
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

بوتين... الحقيقة والخيال

بوتين... الحقيقة والخيال

 الجزائر اليوم -

بوتين الحقيقة والخيال

بقلم - أمير طاهري

مع الاستعداد لعقد مؤتمر دولي آخر عن سوريا، فإن روسيا والمدافعين عنها في الغرب يحاولون تغيير قصة الشعب الذي مزقته الحرب. وللقصة التي يقترحونها أربعة أفكار رئيسية، الأولى هو أن الحرب التي بدأت منذ سبع سنوات قد انتهت بهزيمة «الإرهابيين» المرتبطين بـ«القاعدة» وتنظيم «داعش» الإرهابي. 
الفكرة الثانية هي أننا نشهد تحقيق انتصار كاسح لروسيا التي يجب أن ننظر لها باعتبارها الحكم الذي بيده تحديد مصير سوريا. والفكرة الثالثة هي أن بشار الأسد، الذي لا يزال الرئيس الاسمي للبلاد، يجب أن ينظر له باعتباره المتحدث باسمها. والفكرة الرابعة هي أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يبحث مليا في جيوبه عن المال اللازم لتمويل مشروع طموح لإعادة إعمار بلاد دُمرت 70 في المائة من بنيتها التحتية. 
مشكلة هذه القصة كما روجت لها موسكو هي أن أفكارها لا تتناسب مع بعضها البعض. لكن دعونا نبدأ بالزعم بأن الحرب قد انتهت. لو أن هذه هي الحكاية، كيف تعمل روسيا على تعزيز وجودها العسكري في الأراضي السورية إذاً؟ هذا بالإضافة إلى أن التعزيزات العسكرية التركية زادت وتيرتها في الأسابيع الأخيرة. وبالنسبة للولايات المتحدة، وهي القوة العظمى الأخرى ذات الوجود العسكري في سوريا، فقد أصدر الرئيس دونالد ترمب قراراً يقضي ببقاء القوات الأميركية هناك إلى أن تنسحب إيران وحلفاؤها المرتزقة بالكامل من هناك. لكن من جانبها، ورغم أنها لم تعد تعمل على تعزيز وجودها العسكري في سوريا، لم تشرع إيران في الانسحاب أيضا. لكنها في الحقيقة تبني مرافق جديدة وشبكات لوجستية تبدو وكأنها تنوي البقاء هناك لفترة طويلة، وإن كان في موقع بعيد عن المناطق السورية المزدحمة. 
وفيما يخص ما يفترض أنه هزيمة «الإرهابيين»، فصحيح أنهم لم يعودوا يقومون بعمليات كبرى ضد قوات الأسد وسادتها الروس والإيرانيين. لكن هناك مؤشرات على أن الأفعى التي يقال إن فلاديمير بوتين قد قتلها لم تمت ولم تدفن بعد. وفي إدلب التي جرى بشأنها اتفاق بين روسيا وتركيا لإيقاف عملية تطهير عرقي، لا يزال هناك نحو 80 إلف إرهابي موجودين ومستعدين للعمل. وفي العديد من المناطق الأخرى، أهمها درعا ومحور حمص حماة، فقد قرر نفس «الإرهابيين» الاندماج مع السكان المحليين، أو لنقل مع أهلهم، والاختباء للتفكير في الخيارات المتاحة أمامهم. 
إن القتال الفعلي على الأرض ليس أكثر من جانب واحد من الحرب، وهي الحقيقة المعقدة متنوعة المقادير السياسية والثقافية والدينية والاقتصادية. في الحقيقة، الحرب لا تنتهي بإعلان طرف واحد للانتصار، لكنها تنتهي عندما يعلن أحد الأطراف الهزيمة ويتبني وضع قائم جديد. 
لكن اليوم لا ينطبق هذا الحال على سوريا التي لا تزال تعيش حرباً بين عدد كبير من أبنائها، دعونا لا نقول الأغلبية، وبين الأقلية من الصفوة التي تهيمن على بعض مفاصل البلاد بدعم من روسيا وإيران. بعد ذلك يأتي الزعم بأن روسيا يجب أن تكون لها الكلمة الأخيرة في سوريا بفضل «الانتصار» الذي حققته. لو أن تلك هي الحقيقة، ما الحاجة إلى مؤتمر دولي إذاً؟ ألا يجب أن يعامل بوتين سوريا على أنها نسخة أخرى من الشيشان ويقرر من يحكم في دمشق، كما فعل عندما اختار الحاكم في غروزني؟ 
ربما يجادل الانتهازيون المخضرمون في الوقت الحالي بأنه من الأفضل ترك سوريا بالكامل لبوتين باعتبارها هدية مسمومة. فالزعم بأن الأسد لا يزال صالحاً يتناقض مع الزعم بأن روسيا يجب أن تكون لها الكلمة الأخيرة. والزعم بأن الأسد يرأس أي حكومة كانت في أي مكان في سوريا، ربما خارج دمشق، ليس سوى رواية خيالية. فالمشكلة هي أن سوريا قد تحولت إلى منطقة غير محكومة مثلما الحال في الصومال وفي مناطق واسعة في الكونغو الديمقراطية. والتحدي يكمن في مساعدة سوريا في تشكيل حكومة جديدة وألا تتعلق بشبح الحكومة الميتة. 
أي شخص ذي فهم معقول لوضع سوريا اليوم يدرك أن شخص بشار الأسد في حد ذاته يمثل عائقاً أمام إحياء دولة وشعب في تلك الأرض البائسة. وحتى في تلك المساحة المنكمشة التي لا يزال الأسد يتحكم بها، فهناك قوات أدركت أنه لم يعد من الممكن تمديد فترة حكمه. لن نفاجأ لو أن بعضا من تلك القوات انقلب على الأسد وقدم رأسه ثمناً لضمان كلمه في تشكيل مستقبل دمشق. إن الفكرة الأخيرة للقصة الروسية فيما يخص مرحلة إعادة البناء تعد مشكلة في حد ذاتها؛ إذ كيف يمكن لأي برنامج أن يبدأ من دون اتخاذ قرار بتسمية قائد البلاد ووفق أي شروط. وحتى في ظل مشاركة إيران، فروسيا لا تملك الموارد الاقتصادية ولا الوسائل التكنولوجية الضرورية لإعادة بناء سوريا الجديدة على أنقاض الدولة القديمة. 
وحتى حال توفرت الموارد الضرورية بطريقة أو بأخرى، فإن قوات رجال الأمن المطلوبة لضمان الحد الأدنى من الأمن في البلاد لن تتوفر. فأقلية الأسد لن يكون بإمكانها توفير 500 ألف جندي للسيطرة على سوريا بالكامل وبشكل فعال وقوي يسمح ببدء مشروعات جادة لإعادة التعمير. هل بوتين في موقف يسمح له بنشر مثل هذه القوة الضخمة؟ أشك في ذلك! ففي غياب سلطة قادرة على فرض سلطتها على الأرض، من غير المرجح أن تفكر دول الغرب الكبرى في الاستثمار بصورة كبيرة ووضع أيديها في جيوبها كما يطالب بوتين. 
فالتراجيديا التي دامت أكثر من سبع سنوات حتى الآن لم تحل أزمة سوريا المركزية والتي تتمثل في رفض أغلبية شعبها لشخص بشار الأسد وعصابته المنعزلة. ونتيجة للتدخل الروسي، فقد فشل خصوم الأسد في حل هذه المشكلة بالتخلص منه. وفي نفس الوقت، وحتى مع الدعم الروسي، فقد فشل الأسد في حل المشكلة بجعل نفسه مقبولاً لدى شعبه. 
ولذلك فإن الموضوع الأهم في أي مؤتمر عالمي قادم سيكون عن كيفية الترتيب لخروج الأسد من خلال تقاسم السلطة بين الأقلية التي ينتمي إليها وبين غالبية السوريين. فبوتين الحالم يحتاج إلى العودة إلى لوح الرسم ليبحث عن مشروع يستند إلى حقيقة لا وهم.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتين الحقيقة والخيال بوتين الحقيقة والخيال



GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

GMT 08:29 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

ترامب يدّعي نجاحاً لم يحصل

GMT 08:24 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

فلسطين وإسرائيل بين دبلوماسيتين!

GMT 08:23 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

أزمة الثورة الإيرانية

GMT 05:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

كيت ميدلتون تظهر بإطلالة مُفاجئة خلال زيارتها قبرص

GMT 00:51 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

توقُّعات أبو علي الشيباني لعام 2017 وقراءات في الأبراج

GMT 17:29 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 11:38 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوبارو تكشف عن موديل خاص من "WRX STI" بقوة 354 حصان

GMT 02:40 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

صابرين تؤكّد أنها تنتظر عرض الجزء الثاني من"أفراح إبليس"

GMT 00:03 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سويسرية تبني مصنعاً للروبوتات في شنغهاي

GMT 12:00 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفضل المعالم السياحية في "كوتا كينابالو"

GMT 06:36 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

شابة تصاب بالشلل التام بسبب حبوب منع الحمل

GMT 13:16 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

ابنة عمرو دياب تُثير الجدل بسبب صورتها مع صديقها

GMT 02:34 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

عروس البحيرة تقتل زوجها بسم فئران

GMT 06:56 2018 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

"كولينان" أول سيارات الدفع الرباعي لـ"رولز رويس"

GMT 10:24 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن سالم القاسمي يفتتح مهرجان الفنون الإسلامية

GMT 05:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

خادم الحرمين يقبِّل يد أخيه في عزاء الأميرة مضاوي

GMT 05:31 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على اتيكيت التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria