تشيىء الطفولة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

تشيىء الطفولة

تشيىء الطفولة

 الجزائر اليوم -

تشيىء الطفولة

سحر الجعارة
بقلم - سحر الجعارة

غالبية الأطفال فى السنوات الأولى من أعمارهم يتصرفون بنفس السلوكيات، نفس البراءة والعفوية، الأحلام المتشابهة بدمية أو طائرة، نفس المخاوف من الظلام، من غياب أنفاس الأم.. نفس الاحتياج العاطفى والاجتماعى للأسرة، البحث عن «القدوة».. حتى قصص الغرام البريئة.

حتى سن المراهقة لا تعرف الطفلة أن «الرقص» عيب، ولا يجرّم الولد أوراقه الملونة باسم زميلته فى الفصل.. لكننا على ما يبدو فقدنا البراءة، كل شىء فى حياتنا تحول إلى سلعة.. حتى «الأحلام».. إنه عالم السوشيال ميديا!.

فى عالم السوشيال ميديا لكل شىء «مقابل»، (على اليوتيوب أو إنستجرام أو تيك توك.. إلخ)، العِبرة هنا بعدد المتابعين ونسب المشاهدة، بغض النظر عن «قيمة المحتوى»: السياسة تتساوى بالعرى، والدين بالجنس، والفن بالطهى.. المهم أن تسجل «رقمًا» فى نسبة مشاهدة أى حدث حتى لو كان كارثة أو جثة.. هكذا تحول الطفل «محمد» إلى «شىء»!. هذا «الشىء» كليب يروى فيه «محمد» نزاعًا مع زميله «ياسين» فى الفصل على قلب زميلته «بسنت» بهدايا لن تخرج عن كونها «مصاصة أو شيكولاتة».. وانتهت المعركة ببوكس أسقط أسنان «محمد» الذى يروى لأبيه «سره» بحرقة.. يتلعثم فى الكلام وتخرج الحروف من حلقه مكسرة «بحكم السن».. لكن الأب «فنان شعبى» يعرف كيف يستغل هذا «السر» ويجعله مثارًا لسخرية الجميع، ويتحول الفيديو إلى فيديوهات!.

إنها صناعة جديدة فى «الإعلام الموازى»، الذى أفرز نجومه بلا أى ضوابط أو رقابة أو قانون يحكمه، اللهم إلا «الرقابة الشعبية» التى تضغط أيضا بنفس الأداة «السوشيال ميديا»، لحجب فيديو أو صورة ينتهكان حقوق الطفل أو المرأة أو يروجان للعنف أو الكراهية. وكأننا أمام فريقين، أحدهما يحترف صناعة «القبح» والترويج للخرافة والتطرف الفكرى والدينى، والآخر يتصدى للدفاع عن الإنسانية والقيم النبيلة.

«محمد» هو تجسيد لتلك المعركة المتكررة، التى يفرض مفهوم «الحرية» نفسه خلالها كل مرة، وتتصارع كل الأضداد: التنوير ضد خفافيش الظلام، الإبداع ضد «المخدرات الفنية»، الحرية ضد الفوضى.. هذا بخلاف مواقع جماعة الإخوان الإرهابية وما تبثه من شائعات وأكاذيب.. إلخ. كل من ابتعدوا عن الإعلام الرسمى سوف تجدهم بشكل عشوائى على السوشيال ميديا: (الداعية الذى مُنع من الشاشات يتربح 180 ألف جنيه شهريا من اليوتيوب، والمغنى الذى رفضته نقابة الموسيقيين لعدم إجادته القراءة والكتابة يتجاوز الـ 100 ألف دولار شهريًا ومن بعده أغانى المهرجانات، وقِس على ذلك «فوتوسيشن سقارة»، أو رقصة خليعة أو سحل حيوان أو ضرب امرأة).

هذا العالم حقق معادلة «العرض والطلب»، حتى امتلك قانون (العرض أو الحجب) بكل ما فيه من معرفة أو تغييب ليس هو قضيتنا.. القضية هى فيديو «ياسين وبسنت» الذى تحول إلى بلاغ من المجلس القومى للطفولة والأمومة، لمكتب حماية الطفل بمكتب المستشار النائب العام، تحت عنوان «واقعة استغلال الطفل من قبل والده المطرب الشعبى».

وبحسب الدكتورة «سحر السنباطي»، أمين عام المجلس القومى للطفولة والأمومة، فإنه قد تم رصد قناة على موقع «يوتيوب» تتضمن نشر فيديوهات بها إساءة وبث للعنف بين الأطفال، بالإضافة إلى نشر الصفحة الخاصة بذلك المطرب على «فيسبوك»، بالإشارة إلى بث مهرجان غنائى بعنوان خادش للحياء العام سيكون بطله الطفل نفسه موضوع الفيديوهات، وذلك ما أثار استياء شديدا من هذه الأفعال غير المقبولة.

وأضافت «السنباطي» أن استغلال الأطفال من أجل التربح والشهرة هو أمر مخالف لأحكام قانون الطفل وبما فى شأنه تعريض طفل للخطر، ومخالف لحكم المادة 291 من قانون العقوبات المصرى فيما يتضمنه من حظر المساس بحق الطفل فى الحماية من الاتجار به أو الاستغلال الجنسى أو التجارى أو الاقتصادى. لقد فتح «محمد» دون قصد ملف استغلال الأطفال فى الميديا أو فى التسول أو النشل بالشوارع، والإكراه والعنف لاستثمار الطفولة بأبشع الوسائل.. وهو ملف ضخم يعجز القانون عن مواجهته، لكن السوشيال ميديا فعلته.. ويبقى التناقض: محاكمة الأب فيما لاتزال الفيديوهات متاحة على اليوتيوب ويتربح منها

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشيىء الطفولة تشيىء الطفولة



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 00:10 2017 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أزمة بين أحمد سعد وسمية الخشاب بسبب طليقها

GMT 10:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد قدرة صلاح على التألق من جديد

GMT 16:18 2018 الثلاثاء ,10 إبريل / نيسان

غلق جناح سورية في معرض تونس الدولي للكتاب

GMT 20:03 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

"إم ميسوني" تطلق قطعًا بطابع "نيويوركي"

GMT 02:09 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة علمية حديثة تتوصل إلى تقنية متطورة لعلاج السمنة

GMT 00:45 2016 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم زينو تُشارك زوجها المخرج مهند قطيش في "هواجس عابرة"

GMT 11:20 2015 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

حمام أمونة الدمشقي يجمع بين التراث والحداثة

GMT 01:00 2017 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

وفاء عامر تؤكد أن شخصيتها في "السر" جديدة تمامًا

GMT 19:26 2019 السبت ,27 تموز / يوليو

العثور على جثة عروس بعد 24 ساعة من زفافها

GMT 13:27 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

أحمد حاتم وأحمد فريد ضيفا برنامج "on set" الجمعة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria