امرأة تونس الحديدية
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

امرأة تونس الحديدية

امرأة تونس الحديدية

 الجزائر اليوم -

امرأة تونس الحديدية

سحر الجعارة
بقلم - سحر الجعارة

مرة ثانية تتصدر «عبير موسى» رئيسة الحزب الدستورى الحر فى تونس المشهد التونسى، وذلك بعد أن أخفقت، هى وتكتلها، فى سحب الثقة من «راشد الغنوشى»، رئيس البرلمان، يوليو الماضى بعد مصادقة 96 نائباً على لائحة سحب الثقة، وامتناع نواب كتلة قلب تونس، حليف النهضة فى البرلمان، عن التصويت.. علماً بأن المصادقة عليها تتطلب أغلبية بـ109 أصوات من بين 217.

كانت «موسى» قد تعرضت -أواخر يناير الماضى- لاعتداء وُصف بـ«الشنيع» من قِبل نائب فى ائتلاف الكرامة المقرّب من حركة النهضة، «سيف الدين مخلوف»، فى مبنى البرلمان، وهو ما اعتُبر انتهاكاً لحُرمة المؤسسة التشريعية.. لكنها تعلم جيداً أنها فى مواجهة أخطر تنظيم إرهابى عرفته المنطقة العربية: «الإخوان».. وتفضّل اللجوء إلى الآلية الديمقراطية «سحب الثقة» بدلاً من منهج العنف الذى تحترفه جماعة الإخوان.

وقد ظهرت «عبير موسى» فى الفيديو الذى أثار استنكار السوشيال ميديا، وهى تحاول حماية نفسها من نائب ائتلاف «الكرامة»، الذى خطف هاتفها المحمول بذريعة أن زعيمة الحزب الدستورى الحر كانت تقوم بتصويره.

وبدا النائب بوضوح وهو يكيل الشتائم لرئيسة «الدستورى الحر»، التى لم ترد بالأسلوب نفسه، إذ حرصت فقط على تفادى أى اعتداء جسدى عليها.

وفى إحدى اللحظات، هدّد النائب «عبير موسى» بكسر هاتفها المحمول، ولم يخفِ تهديده، حتى إن كانت العدسات تقوم بتصوير ما يقع.

هذا الاعتداء تم بعد يوم واحد من إعلان الحزب عن بدء اعتصام للاحتجاج على القوى السياسية المتقاعسة أمام احتجاجات شعبية تشهدها تونس فى مختلف المناطق.

هذا المشهد المشين أكد للجميع أن «الغنوشى» فشل فى إدارة المجلس، وأن لغة العنف حلت محل «الحوار السياسى»، رغم حرص «موسى» على رفضها للعنف ودعوة الشباب المحتج للالتزام بذلك.. لقد ارتفع سقف مطالب المعتصمين بالطبع، ليصبح الهدف من الاعتصام هو الدفع باتجاه إسقاط حكومة «هشام المشيشى» التى فشلت، حسب قول «موسى»، فى إنجاز أى إصلاح يعود بالنفع على الشعب التونسى!

«عبير» التى وُصفت بـ«المرأة التى هزت عرش الإخوان» وضعت حركة «النهضة» فى مفترق طرق، وقد عارضت رئيسة كتلة الدستورى الحر، ترشيح أحد نواب حركة النهضة لتولى رئاسة البرلمان، فى حال تم سحب الثقة من رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشى.

وقالت فى تصريحات صحفية إن «معركة حزبها هى ضد الغنوشى وجماعته وتنظيمه»، معتبرة أن إبعاد رئيس النهضة من البرلمان على خلفية «ما يشكله من خطورة على الأمن القومى كقيادى من الصف الأول للإخوان يُعد مرحلة من معركة متواصلة ضد الإسلام السياسى فى البلاد»، وفق تعبيرها.

وقد كان سبق لعبير أن اتّهمت «الغنوشى» باتهامات كثيرة، منها دعم ورعاية الإرهاب وتنفيذ أجندة الإخوان المسلمين فى تونس، وهى الاتهامات التى ينكرها ويرفضها «الغنّوشى» جملة وتفصيلاً.

كما قالت إنه يؤوى البؤر العائدة من مناطق النزاع، لافتة إلى أن «الغنوشى» له علاقات بأنظمة إرهابية.

وأكدت «موسى» أن جماعة الإخوان فى تونس تريد أخونة المحكمة الدستورية التونسية من خلال ترشيح أعضائها لرئاستها وعضويتها.

كما تشكك «موسى» فى ثروة رئيس البرلمان التونسى، فى تلميح إلى أنها نتيجة تعاونه مع الرئيس التركى «رجب طيب أردوغان»، مؤكدة أنه خرج عن البروتوكول المتعارَف عليه وحاد عن مهام منصبه عندما التقى بأردوغان!.

وكأن التاريخ يعيد نفسه، أو أن سيناريو إسقاط عصابة الإخوان يتكرّر فى تونس بالتفاصيل نفسها، مثلما تتدحرج قطع الدومينو، اللافت للنظر هو الجماهيرية الواسعة التى تحظى بها «موسى»، فخلال اعتصام نواب كتلة الحزب الدستورى الحر داخل مقر البرلمان التونسى، يوليو من العام الماضى، توافد مئات التونسيين من أنصار الحزب الدستورى الحر أمام مقر البرلمان لمساندة ودعم اعتصام الحزب.. وردّدوا هتافات، منها: «تونس حرة حرة والخوانجية بره».. لكن هذا المشهد لم يكتب نهاية الإخوان فى تونس.

ومع تردّد أنباء عن توتر العلاقة بين «الغنوشى» والكثير من قيادات «النهضة»، تلوح فى الأفق احتمالات إسقاطه عن رئاسة البرلمان التونسى.. وحتى كتابة هذا المقال كان 76 نائباً وقعوا على لائحة ثانية لسحب الثقة من «راشد الغنوشى».

ومع تزايد الاحتجاجات الشعبية لا يبدو أن الحكومة سوف تصمد، أو أن «النهضة» قادر على تخدير الشعب.

نحن أمام موقف تاريخى تقود فيه المرأة التونسية حركة التغيير والإصلاح بشكل ديمقراطى.. وتثبت قدرتها على استعادة البلاد من قبضة الإرهاب، والقضاء على حركة النهضة التى جرّدتها من حقوقها.. ثم أعادها الرئيس التونسى الراحل «قائد السبسى».. المرأة التونسية التى عرفت المساواة القانونية مع الرجل، (الميراث، عدم الزواج بأكثر من واحدة، الزواج من كتابى)، قبل أن تعصف بها «ثورة الياسمين» ثم تستعيدها.. هذه المرأة لن تتنازل عن حقوق شعبها.

ولن تكون أول أو آخر امرأة عربية تتعرض لإرهاب الإخوان وهى تغير الخريطة السياسية للبلاد، وتدون اسمها فى التاريخ.. أنا متفائلة من نجاح «عبير موسى» ليس انحيازاً للمرأة، ولكن انحيازاً للشعب الذى يقف خلفها.

المرأة التى تستطيع بكل ذكاء أن تجمع النخبة السياسية مع الجماهير وتتحرّك بعزيمة لا تلين، وتدفع ثمن النضال والمقاومة راضية.. لا بد أن تنتصر مهما طال ليل «النهضة المزعومة».

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

امرأة تونس الحديدية امرأة تونس الحديدية



GMT 00:33 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

لبنان والزحف نحو جهنم!

GMT 00:31 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

الرئيس و«المعارضة الهادفة».. ملاحظات أولية

GMT 03:53 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

قمة النمر الزهري

GMT 03:46 2021 الجمعة ,19 شباط / فبراير

بازار الوساطة الإيرانية

GMT 03:44 2021 الجمعة ,19 شباط / فبراير

«رامبول» في رداء المنزل لا المحاماة

GMT 15:13 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

كشف حقيقة واقعة العثور على جثة شخص في أوسيم

GMT 23:33 2016 الأربعاء ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونيسكو تعدّ "نوروز" أقدم عيد معنويّ في العالم

GMT 23:15 2018 الأحد ,29 تموز / يوليو

كل ماتريد معرفته عن ألم العصب الخامس

GMT 02:09 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

طقوس غريبة باحتفالات عيد الغطاس في البرتغال

GMT 22:46 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الكركم يساعد المرارة على إنتاج المزيد من الصفراء

GMT 22:40 2016 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

روني قام بعملية زراعة الشعر بعد أن فقد جزء كبير من شعره

GMT 16:36 2015 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

DAVID AND PHILLIPE BlOND HAUTE COTURE AT NEW YORK FASHOIN WEEK

GMT 02:35 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

فندق فرنسي يتيح قضاء ليلة تحت النجوم بدون خيمة

GMT 15:16 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

سعود السويلم يؤكد أن النادي لن يدفع ثمن أخطاء غيره

GMT 14:15 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

فيلم "122" يقترب من المليون الأول في أول أيام عرضه

GMT 00:57 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

مُصممة الأزياء مريم مُسعد تطرح "كوليكشن" جديد لشتاء 2019

GMT 22:07 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5,6 درجات قبالة تايوان

GMT 12:57 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

الجيش الجزائري يدمر مخبأين للإرهابيين في سكيكدة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria