وا أسفاه على يوسف
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

وا أسفاه على يوسف

وا أسفاه على يوسف

 الجزائر اليوم -

وا أسفاه على يوسف

مصطفى الفقي
بقلم - مصطفى الفقي

رحل يوسف والى بعد حياة حافلة ارتبطت بالزراعة المصرية لأكثر من عقدين كاملين، اتصف خلالها الرجل بالهدوء الشديد والأدب الجم والزهد الواضح فى الثروة والمنصب فهو ابن بيت عريق، وعندما ثارت حوله شائعات مغرضة تتحدث عنه باعتباره سليل عائلة يهودية لم يكن هذا صحيحًا على الإطلاق ولكن الذين لاحظوا التعاون المصرى مع بعض نظم الزراعة الإسرائيلية، خصوصًا ما يتصل منها بالصوب وترشيد المياه من خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة، تصوروا أن ذلك يمكن أن يكون تعاطفًا عائليًا لا وجود له، بينما واقع الأمر يؤكد بالوثائق أن الجد الأكبر ليوسف والى هو موسى ميزار من كبار أعيان محافظة الفيوم وقد كان داعمًا رئيسيًا بالمال للحركة العرابية، فالعكس إذًا صحيح تمامًا، فيوسف والى سليل عائلة مصرية وطنية، وما أكثر الافتراءات وما أسهل الأكاذيب، ولقد سمعت الرئيس الراحل مبارك يقول عشية خروج الدكتور يوسف والى من الوزارة عبارة لا أنساها لقد قال إن هذا الرجل لم يتقاض مليمًا واحدًا من الدولة المصرية فكان راتبه دائمًا موجهًا لفقراء العاملين بالوزارة، كما أنه لم يتربح من عمله طوال حياته فقد كان زاهدًا أقرب إلى الصوفية منه إلى أهل الدنيا، ولكن أساء إليه أحيانًا وجود بعض ضعاف النفوس من مساعديه وأعوانه، فاضطر يوسف والى لأكثر من مرة أن يذهب بنفسه للإدلاء بشهادته أمام المحكمة توضيحًا للحقائق وإقرارًا صادقًا بما يعرف، وعندما شاعت قصة المبيدات المسرطنة كان الرجل مندهشًا وفقًا للمعايير العلمية المعروفة، ولكن نسى الناس أن الزراعة المصرية كانت ولاتزال مستهدفة باعتبارها القطاع التقليدى العريق فى حياة الشعب المصرى، لقد عرفت الرجل عن قرب وأكبرت فيه بساطته وتسامحه وعزوفه عن الأضواء والبعد الكامل عن استغلال المنصب، فلا أكاد أذكر له سفرة واحدة إلى الخارج لمهمة أو لسبب شخصى وكان حريصًا على أن يلتقى بالناس من طالبى الحاجات وأصحاب المشكلات من ريف مصر كله فى قاعة واحدة يتحدث فيها مع كل طرف أمام الجميع فى ساعة مبكرة من الصباح بكل شفافية ونزاهة وشرف، وكان يميل دائمًا إلى التيسير والبعد عن التعقيدات والرغبة القوية فى الارتقاء بالزراعة المصرية، ولأنه كان أستاذًا فى قسم البساتين بكلية الزراعة فإن الطفرة الكبرى فى الفاكهة المصرية جاءت على يديه حتى إن العامة كانوا يقولون (كنتالوب والى)، وعندما قامت انتفاضة 25 يناير جرى العصف بالرجل فى قضية لا مصلحة له فيها ولا عائد له منها وقضى فى السجن فترة وهو فى الثمانينيات من عمره وكان دائمًا هو الصابر المحتسب الذى يمتثل لإرادة الله ولأحكام القضاء، وأتذكر أننى سمعت عن يوسف والى أول مرة من زميلى فى الخارجية وأحد أصدقاء العمر شقيقه السفير أحمد والى عندما كنا شبابًا فى السفارة المصرية بلندن مع مطلع سبعينيات القرن الماضى وكان أحمد والى يحدثنى عن أخيه الأكبر الذى كان يعمل فى ليبيا وقتها بانبهار واحترام شديدين، ورغم أن لهما شقيقًا آخر كان وزيرًا للبترول هو على والى إلا أن يوسف والى كان هو نجم العائلة المتألق وأيقونة الأسرة فى كل مكان، وما أكثر ما كان يوسف والى يغفو أحيانًا أثناء الاجتماعات الطويلة بأن يغلق عينيه يقظًا فإذا كان له رأى أو جاء دوره فى الحديث وجدناه وكأنما لم يغب لحظة واحدة عن الحوار الدائر، وكان دوره الحزبى هادئًا ورصينًا، ولقد زرته منذ ثلاثة أعوام بعد أن أصبح حرًا طليقًا ورأيت علامات الشيخوخة قد امتدت إلى صحته بشكل واضح ولكن ذهنه كان متقدًا وصندوق ذكرياته مفتوحًا وأدهشنى كثيرًا أنه كان راضى النفس متفهمًا لكل الظروف متجاوبًا مع كل التطورات مؤمنًا أن التغيير سنة الحياة وأن دوام الحال من المحال كما كان يتحدث عن الجميع بخطاب المحبة الذى لا يعرف الكراهية ولا يضمر الشر، إننى لا أملك فى هذه اللحظات والرجل فى رحاب ربه إلا أن أدعو له بالرحمة والمغفرة وأن أردد مع غيرى وا أسفاه على يوسف.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وا أسفاه على يوسف وا أسفاه على يوسف



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 01:56 2015 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

دراسة توضّح أن الطيور الحالية من سلالة الديناصورات الطائرة

GMT 07:06 2015 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحويل برج إيفل إلى غابة خضراء لمكافحة إزالة الغابات

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

"قفّازات ذكية" تحوِّل لغة الإشارة إلى نصٍ صوتي بعدة لغات

GMT 09:29 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

إطلاق مجموعة جديدة ومميزة من حقائب" LONGCHAMP"

GMT 22:44 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اهتمامات الصحف الفلسطينية الصادره الثلاثاء

GMT 09:59 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

تعرف علي حقيقة الخلاف بين كيت ميدلتون وميغان ماركل

GMT 13:47 2018 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أنغام تشارك في تغسيل شقيقتها غنوة وتنهار من البكاء

GMT 10:27 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُوضِّح مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 00:24 2018 الإثنين ,25 حزيران / يونيو

شعبان يؤكّد على أهمية فوائد "الحماية الطاقية"
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria