رحيل الصادق المهدي
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

رحيل الصادق المهدي

رحيل الصادق المهدي

 الجزائر اليوم -

رحيل الصادق المهدي

مصطفى الفقي
بقلم - مصطفى الفقي

عرفته منذ أوائل سبعينيات القرن الماضى عندما كان يلقى محاضرة فى قاعة الأمير ألبرت الشهيرة فى لندن، ولشدة إعجابى بما قال لغة وفكرًا بإنجليزية رفيعة همست فى أذن جارى الذى لا أعرفه وقلت له: إن هذا المتحدث يأتى من دولة توأم مع بلادى، وتعرفت عليه بعد محاضرته ومنذ ذلك اليوم ارتبطت علاقتى به فى صداقة قوية حتى آخر لقاء لنا بالقاهرة منذ عدة شهور، ولذلك فإننى فقدت صديقًا عزيزًا تعودت أن أتحدث معه بصراحة ووضوح وأن أتبادل معه الرأى باحترام وتقدير، وهو مفكر عربى إفريقى ورث عن جده المهدى الكبير المهابة الشخصية واحترام الذات والتواصل مع الغير، ولقد كان معروفًا – ولو بشكل مغلوط أو مبالغ فيه – أن الحركة المهدية لم تكن على وفاق تاريخى مع مصر وأن حزب الأمة الذى كان الصادق المهدى آخر زعيم له لديه حساسيات تجاه القاهرة نتيجة تراكمات تاريخية، ولم يكن فى ذلك التصور رؤية دقيقة للأمور، فالدنيا تغيرت، والعالم تحول، والعلاقات المصرية السودانية فى صعودها وهبوطها يربطها جسر متين لا يتأثر بالأزمات العابرة، ولقد حضرت لقاءً منفردًا بين الرئيس الراحل حسنى مبارك والزعيم السودانى السيد الصادق المهدى، وأعترف بأنه لم يكن لقاءً موفقًا على الإطلاق فالكيمياء الشخصية لم تتوافق بينهما، فالصادق المهدى مفكر منظر وحسنى مبارك حاكم واقعى وتفكيره مباشر ولا يهوى التنظير، وعندما قامت ثورة ما سمى بالإنقاذ الوطنى فى السودان عام 1989 بدأ الصادق المهدى يتردد على مصر بشكل منتظم ويبقى فيها فترات أطول من ذى قبل فى مسكنه على مشارف مصر الجديدة ومدينة نصر، وكنت ألتقيه دائمًا مع مجموعة من المثقفين المصريين والسودانيين نتحدث فى الشأن العام، وقد لاحظت وقتها أن الراحل الكبير قد بدأ يتفهم الشخصية المصرية أكثر ويألف طريقة التفكير فى شمال الوادى ويخرج تمامًا من دائرة التحفظ الذى كان معروفًا به تجاه مصر، وبدأ يمارس لعبة التنس فى نادى هليوبوليس ويختلط بالمصريين الذين أحبوه وقدروه بسبب ثقافته الواسعة وفكره العميق وعائلته العريقة، وكنت أتذاكر معه أن جده الراحل المهدى الكبير كان يريد أن يقايض الإنجليز بين جوردون باشا وعودة عرابى من منفاه دليلًا على أن جذور المحبة بين شطرى الوادى قديمة ومستمرة، وقد احتفلنا بعيد ميلاده الثمانين منذ أربع سنوات تقريبًا فى جمع غفير من أنصاره ومريديه بين مصريين وسودانيين فى أحد نوادى وسط القاهرة بحى المنيرة، وقد شاركت فى المناسبة وتحدثت بكلمة صافية تكريمًا له وإعزازًا لشخصه، وكذلك فعل السيد عمرو موسى وزير الخارجية المصرى الأسبق، والأمين العام لجامعة الدول العربية حتى عام 2011، وسادت المناسبة روح المحبة والإكبار لذلك المناضل الوطنى الذى ترتبط به شخصية السودان الحديث حتى لدى المختلفين معه أو المعارضين لآرائه، ولقد علمت أن عشرات الآلاف كانوا فى استقباله عند عودته من منفاه أثناء فترة حكم البشير، وعندما كنت أعمل مع الرئيس الراحل مبارك كان يوفدنى لزيارة الرئيس السودانى جعفر نميرى فى منفاه الاختيارى بالقاهرة وكان معظم حديثنا- نميرى وأنا- يدور حول شخصية الصادق المهدى الذى كان يعاديه الرئيس السودانى الراحل بصورة واضحة، وكنت من جانبى أدافع عن مكانة السيد الصادق وتاريخه الطويل، وعندما كنت مساعدًا لوزير الخارجية للشؤون العربية والشرق الأوسط لاحظت أن السيد عمرو موسى وزير الخارجية يستقبل أسبوعيًا إما السيد الصادق المهدى زعيم الأنصار أو السيد محمد عثمان الميرغنى زعيم الختمية، وذلك تأكيدًا لحرص مصر على متابعة الشأن السودانى وتقديم الدعم السياسى للقوى الوطنية دون تدخل فى الشأن الداخلى لذلك القطر الشقيق، ولقد كان آخر لقاء لى مع السيد الصادق المهدى منذ عدة شهور على مائدة عشاء فى منزل صديق مشترك بالقاهرة وطال بيننا الحوار وامتد الحديث لساعات، وكان هو فيها بالغ الود معى كعهدى به فى صداقتنا الطويلة ولم أكن أعلم أن ذلك هو اللقاء الأخير مع زعيم وطنى ومفكر عربى إفريقى ومنظر إسلامى، وحين نعاه الناعى شعرت أن فصلًا كاملًا من تاريخ السودان الحديث قد طوى صفحاته وحزنت لفراق صديق عزيز ومفكر جليل وابن بار للمدرسة السياسية السودانية المعروفة بالصراحة والشجاعة والقدرة على إبداء الرأى فى أحلك الظروف وأصعب الأوقات.. رحمه الله رحمة واسعة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل الصادق المهدي رحيل الصادق المهدي



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 04:20 2015 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

فساتين وردية وسترات واسعة في فعاليات "أسبوع الموضة"

GMT 20:05 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لترتيب غرفة نوم الطفل وتخزين الأغراض فيها

GMT 08:16 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على طرق ونصائح للقضاء على القمل نهائيًا

GMT 07:29 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

جماهير ليفربول تُطالب بالاستغناء عن خدمات محمد صلاح

GMT 11:30 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الإيزيدية فريدة تمحو ذكريات مأساة "داعش" بفرحة العمر

GMT 06:58 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تعرفي على ألوان أحمر الشفاه الرائجة في خريف 2018

GMT 12:25 2018 السبت ,04 آب / أغسطس

كيا أوبتيما 2019 المحدثة تصل إلى السعودية

GMT 11:10 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

الصور الأولى لحادث مقتل مدير مشروع سد النهضة

GMT 13:41 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

الأهلي يقترب من ضم المدافع الإسباني ألكسيس
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria