المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى
آخر تحديث GMT06:19:37
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

20 عامًا تستنطق الجثث وتتكلم بلغة الحزن

المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى

الدار البيضاء ـ سعيد بونوار

"تستمد الحياة قيمتها من الموت"، هكذا يفكر أهل الهند، فـ"سر الموت يلتمس في قلب الحياة، لأنهما واحد، كما النهر والبحر واحد"، كما يقول جبران خليل جبران، والدكتورة فريدة بوشتة واحدة من النساء العربيات القليلات جداً واللواتي سبرن أغوار بحر الموت بحثاً عن تفاسير لأسرار كادت تموت وتدفن مع إزهاق أرواح الموتى. طبيبة آثرت العيش لساعات الليل والنهار مع الجثت، السليمة منها والمشوهة والمقطعة الأطراف وغير الواضحة المعالم، عالم مرعب يهابه الرجال ولا تهابه فريدة المغربية التي أمضت أكثر من 20 عاما تحقق مع الجثت وتستنطقها بالمشرط والمقص، باحثة عن الحقيقة الضائعة. هي فريدة بوشتة رئيسة مركز الطب الشرعي في الدار البيضاء..إمرأة تحكم الجثت، وتتكلم بلغة الحزن.  كثيرات وكثيرون يغمضون أعينهم رعباً من جثة، ويصمون آذانهم رهبة من سماع لفظ  الموت، إلا فريدة تبدأ صباحها المشرق بتشريح جثة، وتنهي نهارها بأخرى، لا تمل ولا تكد ولا يتسرب الخوف في فؤادها، تمشي مع الجثت وتحلم بأطيافها. هي أميرة الصمت، فالمركز الذي يستقبل العشرات من ضحايا الإجرام أو حوادث السير أو الوفيات الغامضة يومياً لا يتلمس إلا لغة الهدوء إلى درجة تعتقد معها أنك تسمع الموتى يتكلمون أو يتألمون، تضع فريدة وزرتها البيضاء وتبدأ في تشريح الجثت، وابتسامة المرأة لا تفارقها، حتى يُخيل إليك كما لو أن ابتسامتها تزرع الدفء بين ثلاجات التبريد الموزعة على أرجاء المركز. لا تبرح فريدة بوشتة مركز التشريح، حتى الدقائق التي تقضيها رفقة أسرتها محرومة منها، إذ عليها أن تظل على أهبة الاستعداد لأي حادث طارئ يستوجب منها التدخل لتحديد هوية جثة عثر عليها ليلاً، وعليها أن تقضي ساعات الراحة  والعطل في إعداد التقارير. تقول فريدة بوشتة إن المركز مطالب باستقبال أكثر من 1800جثة في العام، وهو الأكبر من نوعه في إفريقيا إذ يتوفر على 16 قاعة تبريد، والمرز مدعو إلى تقديم الحجج والبراهين بشأن قضية كل جثة، وعليه أن يبقى على اتصال مع الشرطة والدرك ومسؤولي السلطات المحلية والقضاء والمواطنين، فالكل ينشد الحقيقة، وهي بين يدي الطبيب الشرعي. وعن شعورها وهي بين الموتى، تقول فريدة:"تغيرت حياتي رأساً على عقب منذ أول يوم بدأت فيه بالتشريح، لا أخفيكم أن هذه الوظيفة تعلمك كيف تحزن كل دقيقة، ولا أخفيكم أن هذا العمل علمني أن أنسى الموت وأعيش، أن ننسى الموت أصلاً". لا ترغب فريدة في مغادرة المهنة، فهي عندما درست الطب، ظلت تمني نفسها بعلاج الناس ومنحهم "رويشتة" العلاج والسعادة، هي اليوم تشعر أن تهدي المجتمع والعدالة حلول الجرائم، وتمنع عن عدد من الأسر الهم لفقدان مقرب بتحديد هويته وضمان قبر له عليه اسمه". فريدة بوشتة وطاقمها الصغير مطالبون في كثير من الأحيان بمرافقة رجال الدرك والشرطة حال اكتشاف جثة، وتقول:"لعل أكثر اللحظات تأثيراً في نفسي هي عندما أشرح جثة رضيع متوفى لتحديد أسباب وفاته". يعرف علماء القانون الطب الشرعي بأنه يهتم بدراسة العلاقة القريبة أو البعيدة التي يمكن أن توجد ما بين الوقائع الطبية والنصوص القانونية، فهو من العلوم التي يعتمد عليها البحث الجنائي للتوصل إلى الحقائق، وترى فريدة أن هذا الدور يجعلها تشعر بالفخر رغم إكراهات المهنة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى المغربية فريدة بوشتة تعيش وسط أرواح الموتى



GMT 11:20 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف
 الجزائر اليوم - موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف

GMT 07:38 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الوردي الجريء والذهبي آخر صيحات موضة 2018

GMT 20:38 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

بيب غوارديولا يكشف مدة غياب ليروي ساني

GMT 07:17 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سعر الدينار التونسي مقابل دينار بحريني الجمعة

GMT 03:03 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

انجي علي تحتفل بعيد ميلاد ابنتها تالا على "الانستغرام"

GMT 17:46 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

فرقتا سوهاج والتنورة تشاركان في مهرجان الشيخ زايد

GMT 08:30 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أحدث صيحات ديكورات غرف النوم لعام 2018

GMT 00:31 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شينولا تقدّم أفضل سماعات للرأس بتصميمات مثيرة

GMT 05:26 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

ساو تومي وبرينسيب تعد المغامرة المذهلة للأماكن الخضراء
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria