إسرائيل تتحسب من فوضى في مصر وتمتنع عن إعادة سفيرها إلى القاهرة

ذكرت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الثلاثاء، أن جهاز الأمن الإسرائيلي يتخوف من نشوء حالة فوضى في مصر عقب المظاهرات المليونية المطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي، فيما قررت وزارة الخارجية الإسرائيلية عدم عودة السفير الإسرائيلي إلى القاهرة. وقالت صحيفة "معاريف"، إن إسرائيل مدركة أن الرئيس المصري أصبح على ما يبدو "غير ذي صلة" بالحكم في مصر، لكن الإسرائيليين "لا يسارعون إلى الاحتفال بسقوط الإخوان المسلمين، الذين ظهروا في المدى القريب أنهم عامل استقرار". وأضافت الصحيفة أن تقديرات الجهات الأمنية الإسرائيلية هي أن الثورة في مصر في ذروتها، وأن احتمالات بقاء مرسي في الحكم ضئيلة جدا، وأن "إسقاط مرسي عن الحكم هو مجرد حلقة أخرى بسلسلة الأحداث الحاصلة في الشرق الأوسط بالسنوات الأخيرة.. وستبقى المنطقة غير مستقرة لمدة تتراوح ما بين 5 إلى 10 سنوات في أفضل الأحوال". واعتبرت أن سقوط حكم الإخوان المسلمين قد يكون لمصلحة إسرائيل بدعوى أن الإخوان سيشكلون خطرا على معاهدة السلام بين الدولتين في المستقبل، لكن من الجهة الأخرى فإن سقوط الإخوان ليس في مصلحة إسرائيل بالمدى القريب كونهم كانوا عامل استقرار وقد يكون وجودهم في الحكم من هذه الناحية أفضل من فوضى محتملة ستأتي بعد سقوط مرسي. وأضافت الصحيفة أن التعاون الأمني المصري – الإسرائيلي بعد صعود مرسي للحكم "فاق التوقعات"، إذ استمر هذا التعاون والحوار بين الجهات الأمنية في الدولتين وخاصة محاربة تهريب الأسلحة من سيناء إلى قطاع غزة بإشراف أميركي. وتابعت أن حكم الإخوان في مصر "تبين أنه عامل استقرار إقليمي" خاصة فيما يتعلق بالضغط على حركة حماس بوقف إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، وحرب مصر ضد التنظيمات الجهادية في سيناء ووقوف مصر إلى جانب "المحور السني" ضد محور إيران وسوريا وحزب الله. ووفقا للصحيفة فإن الإنذار الذي وجهه الجيش المصري لمرسي مساء أمس هو "بشرى هامة بالنسبة لإسرائيل"، وأن الأحداث الحالية في مصر وأداء جيشها "يبعد خطر حرب تقليدية (عن إسرائيل) في الجبهة المصرية، لأن أي انشغال للجيش في دولة عربية بحروب داخلية يؤدي إلى تضاؤل الرغبة في مواجهات خارجية". ومن ناحيتها، اعتبرت صحيفة "هآرتس" أن الإنذار الذي وجهه الجيش المصري لمرسي بحل الأزمة في غضون 48 ساعة ووقوفه بذلك إلى جانب حركة "تمرد" هو انتقام الجنرالات المصريين للتغييرات في الجيش التي نفذها مرسي. وبدورها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن وزارة الخارجية الإسرائيلية قررت عدم عودة طاقم السفارة الإسرائيلية في مصر إلى القاهرة وفي مقدمتهم السفير يعقوب أميتاي، وهم في إسرائيل حالياً لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. واضافت الصحيفة أنه لا يوجد حالياً أي مندوب إسرائيلي في مصر. والى ذلك، اعتبرت صحيفة "يسرائيل هَيوم" (إسرائيل اليوم) أن "الإخوان المسلمين انتظروا 84 عاما للفوز بالحكم، لكن خلال عام واحد أثبتوا أن المعادلة السحرية القائلة 'الإسلام هو الحل' ليست ناجحة، ومصر تبحث اليوم عن زعيم جديد ويفضل أن يكون من دون لحية".