توقفوا عن الاعتداء على الثقافة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

توقفوا عن الاعتداء على الثقافة

توقفوا عن الاعتداء على الثقافة

 الجزائر اليوم -

توقفوا عن الاعتداء على الثقافة

حسن العاصي

مرة أخرى تجدنا مضطرين للوقوف أمام ظاهرة الإساءة إلى الأدب بكافة أنواعه من شعر ورواية وقصة من خلال تشكيل جمعيات ومؤسسات وأطر ثقافية في الدانمرك بهدف الحصول على مكاسب وامتيازات ضيقة وأنانية، يقوم بها بعض الأفراد المفلسين والذين يبحثون عن الشهرة وتصدر المشهد الثقافي في الدانمرك إضافة إلى الطمع بالحصول على المكاسب المالية التي تدفعها الدولة من خلال مؤسساتها المختلفة ومن خلال منظمات المجتمع المدني والوزارات والأقاليم وكذلك البلديات.

 

فالقانون في الدانمرك على سبيل المثال يتيح تشكيل جمعيات وأطر متنوعة ومتعددة المهام والوظائف ابتداء من جمعيات الهواة في مختلف النشاطات البدنية والفكرية مرورًا بلجان الأحياء السكنية التي تتعدد مهامها وتختلف من الإشراف على الشباب الذين يقطنون هذا الحي أو ذاك أو رعاية كبار السن إلى جمعيات ذات طابع واسع قد تتجاوز أنشطتها حدود الدانمرك إلى بعض الدول خاصة النامية والفقيرة منها.

 

والقانون أيضًا يعطي الحق لمن يشكلون واحدة من هذه الأطر في الحصول على أموال من الدولة من أجل تنفيذ خطط هذه الجمعيات والمؤسسات، والحقيقة أنَّها مبالغ قد تصل إلى مئات آلاف الكرونات سنويًا في بعض هذه الجمعيات.

 

هذا القانون قديم وقد سنَّه المشرع الدانمركي للشعب الدانمركي قبل وصول موجات الهجرة واللجوء إلى الدانمرك لاسيما من المنطقة العربية على أثر الحرب الأهلية اللبنانية في نهاية السبعينيات ومن بعدها خلال الحرب العراقية في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، وقد استغل بعض من العرب بذكاء هذا القانون/ الحق خلال السنوات المنصرمة، واستغلوا طيبة وكرم الدانمركيين مع الوافدين الجدد، وشكلوا أطر في معظمها وهمية على الورق فقط أو الاكتفاء بالإعلان عن هذه الجمعيات وكتابة نظامها الداخلي ووضع خططها السنوية، وما أن يحصل القائمين على هذه الجمعيات على الأموال من الدولة حتى لا يعد يربطهم بهذه الأطر إلا كشف الحساب للجهة الداعمة في آخر كل عام، وهنا كانت تقدم فواتير وهمية أو مضاعفة أرقامها،ل ذلك فقد استفاد العشرات بل المئات من ضعاف النفوس وحولوا إلى جيوبهم الخاصة مبالغ مالية كبيرة منهم من تم كشف أمره بالصدفة والغالبية العظمى منهم لم يتم اكتشاف سرقاتهم، إلى أن جاء يوم وقامت الدانمرك بتعديل هذا القانون وحصره في أضيق المجالات، وهذا يعني أنَّه مازال بإمكانك أن تعلن عن تشكيل جمعية لوظيفة وأهداف ما مهمة وتحصل على دعم الدولة المالي.

 

ولكن ما هي مناسبة هذه المقدمة؟

 

اليوم يخرج علينا مرة أخرى البعض من مدعي الثقافة في الساحة الدانمركية بتشكيل إطار ثقافي يعنى بالشعر والنثر والقصة والرواية، الذي أعلن عن تأسيسه قبل بضع أشهر باسم "همسة سماء الثقافية" كجمعية جديدة للأدب، المصيبة أنَّ صاحب الفكرة ومن قام بتسجيل الجمعية ومن أعلن عنها وأشهرها هم زوج وزوجة عربيان لا علاقة لهما لا بالأدب ولا بالشعر ولا بالثقافة ولا بالسياسة، فطوال فترة إقامتي في الدانمرك لم أسمع باسميهما ولم أراهما يومًا في نشاط ثقافي أو سياسي أو في مناسبة وطنية وما أكثرها، ولم يشاركا يومًا في مسيرة ولا مظاهرة.

 

وقد قاما بأنفسهما في توزيع المناصب على بعضهما فتم بعونه تعيين الزوجة رئيسة الجمعية، والزوج أمينًا السر!!

 

الزوجان في سن التقاعد وهذا يفسر واحد من الدوافع وراء تشكيل الجمعية، فيبدو أنَّهما يريدان إشغال نفسيهما بما يعبئ وقتهما، وهذا شيء لا غبار عليه، فكان بإمكانهما أن يضعا خطة لزيارة بعض الدول، كما يفعل الدانمركيين، أو السفر للمعيشة في بلدهما الأم كما يفعل كثير من المهاجرين بعد أن يتقدم بهم العمر، أما أن يتمخض تفكيرهما عن الإعلان عن تشكيل جمعية ثقافية للأدب فهذا والله لعجب العجاب. فما هو سر هذا الاهتمام المفاجئ بالثقافة بعد الستين؟

 

المفارقة الأكبر أنهما وجدا بعض مدعي الثقافي وبعض الشعراء المغمورين ممن لم يسمع بهم أحد يومًا يصفقون لهذا المشروع.

 

الزوج والزوجة يبدو أنَّه تربطهما علاقات مع بعض المتنفذين في وزارتي الإعلام والثقافة في بلدهم الأصلي، وهم يستغلون هذه العلاقات لصالح تسويق جمعيتهم الثقافية في الدانمرك، بل أن أحد أصدقاءهم رتّب لقاء تلفزيوني مع الزوجة مديرة الجمعية للحديث عن الثقافة ومشاكلها وهمومها والأدب والشعر والشعراء في الدانمرك !!!!

 

الزوجان المثقفان يعملان بطريقة الثلاث ورقات، ويعتمدان بشكل أساسي على العلاقات العامة وعلى دور الصورة لنشر مشروعهم، وحولهم بعض ممن انتهت صلاحيتهم الغاية من وجودهم هو التدليس والتلميع بهدف التقاط بعض الفتات من وراء هذا المشروع.

 

هل هانت علينا الثقافة هكذا؟ هل الشعر أصبح عمل من لا عمل له؟ هل ذهب الحياء من نفوس البعض منا إلى هذه الدرجة؟

 

مما لا شك فيه أن من ينتحل صفة مثقف أو شاعر لن يستطيع الاستمرار في الكذب على نفسه وعلى الآخرين، ولابد من يوم سيأتي وسينكشف الوجه الحقيقي له، خاصة في أجواء المبدعين، فكل مدعي سوف يظهر جهله في أول احتكاك مع الآخرين، والعودة مرة أخرى إلى اللعب على وتر الجمعيات والمؤسسات في الدانمرك، يسيء لنا حتى لو حاول القائمون على همسة سما الثقافية الإيحاء لنا أنهم أصحاب مشروع جدي.

 

إن الثقافة والعمل الثقافي يحتاجان إلى كل تجرد من المصالح الشخصية، ويحتاجان إلى أناس متخصصين بالأدب وأنواعه، فليس مقبولا أن يأتي زيد أو عبيد من هنا أو هناك ليرعى مشروع ثقافي، وعدم وجود أطر ثقافية عديدة خاصة بنا في الدانمرك ليس عذرًا مقبولًا لأولئك الذين ينتسبون إلى مثل جمعية همسة سما بحجة أننا نريد أن يصل ما نكتبه إلى الآخرين، فهم يتحملون المسؤولية المباشرة بالمساهمة في الانحطاط الثقافي من خلال مشاركتهم، أما هؤلاء المغمورين الذين ركبوا موجة الشعر وصدقوا أنهم شعراء أقول كفوا عن الإساءة إلى الشعر وإلى الأدب، وقوموا بما تجيدون فعله لعلكم تبدعون فيه واتركوا الشعر لأهله، وكفاكم نفاقًا ورياءً في تعاملكم مع القائمين على جمعية همسة سما الثقافية، كفوا عن التصفيق والتهليل وارحمونا رحمكم الله.

 

ماذا بعد..

 

إن الثقافة ليست ربطة عنق نضعها في المناسبات، وليست يافطة جاهزة عليها بعض الشعارات نرفعها ونعلقها أينما حللنا، والثقافة ليست كذلك مجموعة صور وليست منصة وميكرفون، وليست علاقات عامة، وهي بالطبع ليست عمل براغماتي.

 

إن الموهبة الحقيقية تدل على نفسها، فلتتوقف ثقافة المهرجانات وثقافة التطبيل والتزمير التي لا نحصد منها سوى الخيبات.

 

ويجب أن لا يكون اهتمامنا بالثقافة شبيه بحرصنا على وجود منتجعات سياحية فخمة للجذب السياحي.

 

أيها القائمون على جمعية همسة سما الثقافية يحتاج الأمر إلى بعض الخجل.

 

فإني أسمع جعجعة ولا أرى طحينًا.

 

algeriatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توقفوا عن الاعتداء على الثقافة توقفوا عن الاعتداء على الثقافة



GMT 14:42 2021 الثلاثاء ,18 أيار / مايو

”أعطنى مسرحًا أُعطِكَ شعبًا مثقفًا”

GMT 10:33 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

صندوق أسرار الزمن المعتّق

GMT 16:24 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

أجيال

GMT 19:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هذا ما أراده سلطان

GMT 17:50 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

في نسف الثّقافة..

GMT 14:29 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

الحُرّيّة

GMT 00:23 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سبب بكاء الإعلامي توفيق عكاشة على الهواء

GMT 07:36 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

أوكرانية تصمم مجوهرات مخيفة مستوحاة من الأساطير

GMT 22:05 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

شركة كيا موتورز إيجيبت توفر سيارة "سورنتو" 2018

GMT 20:35 2018 الخميس ,23 آب / أغسطس

فوائد البلح المذهلة وأنواعه المختلفة

GMT 19:09 2018 الثلاثاء ,21 آب / أغسطس

الثدي الصغير هو الأفضل لهذه الأسباب

GMT 09:02 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

افتتاح "Paw Cats Hotel" أول فندق للقطط في سورية

GMT 12:25 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تعرف على سعر الدينار الأردني مقابل الدرهم المغربي الإثنين

GMT 02:26 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

أكسفورد تزيد الوقت المخصص لامتحانات الرياضيات
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria