«وطن» لـ«عم خليل» قصتان
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

«وطن» لـ«عم خليل».. قصتان

«وطن» لـ«عم خليل».. قصتان

 الجزائر اليوم -

«وطن» لـ«عم خليل» قصتان

بقلم : عمار علي حسن

1 - «وطن»

فى باكورة الشباب، وذات صباح ندىّ، عاهدت الوطن أن أحرره من قيد الغاصبين، وأنفخ فى أوصاله من مخزون ولائى فيشتد عوده. تراءت أمامى وقتها صور لفلاحى الغيطان تحت لهيب الهجير. عمّال المصانع بين أحضان التروس. عيون المثقفين التى أكلها الورق وأجهدها الانتظار. الشبان المأخوذون من صحون المساجد، وفصول المدارس، إلى غياهب السجون. نساء البيوت الحبيسات فى جدران غشم الأزواج و.. و..

راح الشباب يتداعَى، وجاء خريف المشيب بانكساره وتهالكه، فلاح الموت فى الأفق.

ذات صباح كنت أسير فى الميدان الفسيح المطل على المقاهى، التى شهدت ساعات غضبنا.

نظرت هناك وهنا.. عشرون شُرطياً يقذفون أمامهم شاباً نحيلاً. الباعة الجائلون يهربون بعرباتهم الصغيرة وأقفاصهم إلى جوف الأزقة ويتنادون فزعاً من «البلدية». امرأة متشحة بالسواد والعفاف، تسأل الناس على قارعة الطريق. فلاح ملفوف فى جلباب ممزق يُسرع الخُطى باتجاه محطة القطار. أبراج تعانق الفضاء على أول الميدان وتجثو فى آخره على بنايات متداعية. تتلاقى جدرانها على أجساد أوجعها الكدح ونفوس مزقتها المفارقة..

لمحت عينى فتى يافعاً قادماً من الشارع الجانبى يُهرول نحو قلب الميدان. فى يديه كتاب، وشعره يُهفهف فى النسمات التى وهبتها السماء للناس.

كنت ذاهباً إلى الشارع الذى هلّ منه. التقينا عند أول نقطة فى جانب الميدان. رُحت أتابعه وهو يغوص فى الزحام مخلفاً وراءه جملته المخنوقة بالدمع:

«غداً سنُحررك يا وطن».

2 - «عم خليل»

كان يوماً عصيباً. جاءوا بعمى خليل فى دوار العمدة. وقف مصفر الوجه، يرتعش، العرق والدموع يمتزجان فى تجاعيد الوجه، فيلمع فى صهد الشمس. الناس ينظرون من ثقوب الأبواب والحيطان. نحن الصغار تسلقنا السور. صراخ زوجة عم خليل ينداح فى شوارع القرية. يرتد صداه فى أذن الرجل، يزداد الدمع جرياناً. يرفع قدميه الحافيتين من لهب التراب، ويدس وجهه فى كفيه.

بعد دقائق أتت عربة الشرطة «الجيب». نزل منها الضباط والعساكر. رآهم العمدة فأقبل مهرولاً نحوهم.

اتجه الجميع إلى عم خليل. تفحّصه كبير الضباط وسأله بغضب:

- أين البندقية يا خليل؟

- خطفوها الحرامية..

- حرامية يا روح أمك..

وطبع قساوته فوق وجهه. صفعة كادت تطرحه أرضاً..

عم خليل حبيبنا نحن الصغار. نصاحبه حتى السحر. هو الخفير الوحيد الذى يسهر ويطارد اللصوص. حين يجن الليل يُشعل أمامه أزاهير اللهب فى الشتاء. نجلس حوله نتسامر على نواصى الشوارع. لا يبخل علينا برشفات الشاى فى قعر كوبه الصاجى.

لم يُنجب، فكنا جميعاً أولاده. يربت أكتافنا ويحكى لنا عن «أبوزيد الهلالى» و«الزير سالم»، فتنبت بين جوانحنا البطولة، نقول له:

- لا تنَم مثل غيرك من الخفر؟

- الواحد لازم يحلل لقمة عيشه.

ها هو عم خليل يقف أمامنا شبه عارٍ. جرّده العسكر من ملابسه. ألصقوه بشجرة النبق المنتصبة فى وسط الدوار. أتوا بحبل من ليف النخيل وربطوه. رأينا التحدى يقفز فى عينى عم خليل، يصرخ فيهم:

- أنا كنت طوال الليالى أحاربهم، وانتم كل واحد فيكم نايم فى حضن مراته.

نهره الضابط:

- اخرس يا كلب..

- ما كلب إلا أنت وعساكرك..

ولمّا رأينا السياط تنهال عليه وهو جلد يقاوم تحفّزنا. حجورنا مليئة بالحجارة. أجسادنا متخندقة خلف السور. أيدينا أقواس تمطر سهام الحصى كالرصاص من كل جانب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وطن» لـ«عم خليل» قصتان «وطن» لـ«عم خليل» قصتان



GMT 05:46 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

المشتبه بهم المعتادون وأسلوب جديد

GMT 05:29 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هل يستطيع الحريري؟!

GMT 00:24 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الحديث عن زلازل قادمة غير صحيح

GMT 00:22 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الـقـدس .. «قــص والصــق» !

GMT 00:19 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد النظم وتحديث الدول

GMT 19:36 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 01:10 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

" آبل " تعاني من انخفاض مبيعات هواتف " أيفون "

GMT 23:26 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

آسر ياسين ضيف "ليل داخلى" على إينرجى الثلاثاء

GMT 00:43 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

منال سلامة تقدم شخصية شريرة في مسلسل " عائلة الحاج نعمان "

GMT 12:23 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على فوائد الهندباء البرية المتعددة لـ الجهاز الهضمي

GMT 10:11 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 2.4 درجة يضرب سواحل محافظة نابل التونسية

GMT 07:26 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

كرواتيا تأمل أن تعزز سياحة عيد الميلاد نمو اقتصادها

GMT 19:34 2016 الجمعة ,01 تموز / يوليو

أغرب تصريح من نيرمين ماهر عن عمرو زكي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria