ترامب والمجتمع المدني العربي
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

ترامب والمجتمع المدني العربي

ترامب والمجتمع المدني العربي

 الجزائر اليوم -

ترامب والمجتمع المدني العربي

بقلم : صلاح منتصر

أثار فوز دونالد ترامب، موجة من الارتياح والاسترخاء في أوساط بعض نظم الدكتاتورية والفساد، على اعتبار أن الرجل لم يول للحظة واحدة، أي اهتمام بقضايا التحول الديمقراطي والإصلاح السياسي ومنظومة حقوق الانسان في المنطقة العربية، وهو كلما استطرد في شرح توجهات إدارته المقبلة حيال هذه المواضيع، كلما اتضح إصراره على إلقاء هذا الملف في سلة المهملات … أمس أضاف أن إدارته ستكف عن المطالبة بالتغيير الأنظمة أو العمل لإسقاطها أو التدخل لإحداث أي تأثير في هذا السياق.

تزامنت تصريحات ترامب الأخيرة، مع كشف موسكو عن “عقيدة سياساتها الخارجية”، وثمة ما يوحي بوجود قدر من التماثل بين السياستين الأمريكية والروسية حيال موضوعات الديمقراطية وحقوق الإنسان، إذ اكدت العقيدة الروسية على مبدأ “سيادة الدول” وعدم جواز التدخل في شؤونها الداخلية، وبما يعيد الجدل الكوني من جديد، حول معنى السيادة وحدودها وعلاقتها بحقوق الانسان وتطلعات الشعوب لانتزاع اختياراتها الديمقراطية.

لا جديد في “عقيدة موسكو الخارجية”، فحفز الديمقراطية واحترام منظومة حقوق الانسان، لم يكونا يوماً مدرجين على جدل أعمال السياسة الخارجية لهذا البلد، حتى في زمن الإمبراطورية السوفياتية … بيد أنها من المرات النادرة، التي تتقارب فيها الرؤى الأمريكية والروسية حيال أمر كهذا … وهي المرة الأولى التي تعلن فيها واشنطن، تخليها عن هذا الملف، الذي طالما استخدمته كرافعة للتغيير، وأداة صلبة للضغط على حكومات وأنظمة سياسية، وصولاً لإسقاطها وإحداث التغيير القسري في بنى الدول والمجتمعات.

صحيح أن الطعن جائز، في جدية السياسة الخارجية الأمريكية حين يتصل الأمر بحفز التحولات الديمقراطية واحترام قيم حقوق الانسان، فواشنطن ذاتها، لطالما ارتبطت بشراكات استراتيجية مع أنظمة استبدادية وفاسدة، وهي لا تزال حتى اليوم، تدرج في قائمة أصدقائها المقربين، أنظمة استبدادية و”قروسطية”.

صحيح أن القليل من العمل والجهود قد بذلت من أجل الانتقال من الأقوال إلى الأفعال، وأن قيم الديمقراطية ومنظومة حقوق الانسان كانت تسقط على الدوام عند أول صطدام لها مع مصالح واشنطن في الإقليم، وأحياناً مع مصالح أحد حلفائها الكبار …. وصحيح أن “ازدواجية المعايير” كانت السمة الأقرب لوصف سياسات واشنطن وممارساتها في الحقل الخارجي، عندما يتعلق الأمر بهذا الملف بالذات.

لكن الصحيح أيضاً، وبرغم هذا وذاك وتلك، أن واشنطن ظلت تضع في حسابات سياساتها الخارجية ومعايير تحالفاتها، مطالب تتصل بالديمقراطية وحقوق الانسان … أقله على الصعيد اللفظي … وفي بعض الأحيان، كان للضغوط الأمريكية (والأممية) أثراً مهماً في حفز أو عرقلة مسارات التحول الديمقراطي ونشر ثقافة حقوق الانسان.

سيتبع ذلك، بالضرورة، تقليصاً في موازنات المؤسسات السياسية الأمريكية العاملة على نشر الديمقراطية وحقوق الانسان، وستتقلص إلى أدنى الحدود، قدرة هذه المنظمات على تقديم الدعم وإنفاق المال على المنظمات غير الحكومية في المنطقة العربية، وربما تصل مبادرة من نوع مبادر “الشراكة من أجل الشرق الأوسط- ميبي” التي حظيت بدور كبير في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 إلى خواتيمها، وستتأثر بالتوجه الجديد وكالات من نوع “يو إس إيد” و”إن دي آي” و”أر أي أر”، وغيرها كثير.

مثل هذه الأنباء، ستسقط برداً وسلاماً على معظم إن لم نقل جميع حكومات المنطقة وأنظمتها السياسية، الصديقة للولايات المتحدة والمناهضة لها … وستلقي على كاهل مؤسسات المجتمع المدني، بتحديات وأعباء جديدة، ولن يكون كثير من الحكومات، بحاجة للمضي في مشاريعها الرامية فرض قيود إجرائية وتشريعية على الجمعيات والمؤسسات المدنية، وستتراجع كثيراً الحملات المناهضة والمشككة بـ “التمويل الأجنبي” … هذه العناوين كافة، ستصبح وراء ظهورنا، حال استمرار إدارة ترامب على المواقف والسياسات التي يروّج لها الرئيس المنتخب.

ذلك بالطبع، سيضعف إلى حد كبير المجتمع المدني العربي، الضعيف أصلاً … لكن تطوراً كهذا، ربما يكون من نوع “رب ضارة نافعة”، فقد تفضي مثل هذه المستجدات إلى فرز غث هذه المؤسسات عن سمينها … وقد تدفع إلى إعادة الاعتبار للجهود الرامية إلى توفير مصادر دعم مالي ذاتية ومحلية … وقد يترتب عليها، انتعاش ثقافة العمل التطوعي، وقد يعاد الاعتبار لنشطاء المجتمع المدني، بوصفهم مناضلين من أجل قضايا التحديث والعصرنة، بعد أن طغت على أعمالهم مفاهيم تنتمي لعالم “البيزنس” والمرابحة … إلى غير ما هنالك من تداعيات يصعب التكهن بها جميعاً من الآن.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب والمجتمع المدني العربي ترامب والمجتمع المدني العربي



GMT 09:26 2019 الجمعة ,31 أيار / مايو

ابتسامات جاهلية

GMT 08:26 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

هل تعتذر لزوجتك؟

GMT 03:50 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

القهوة الخضراء!

GMT 07:58 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

القهوة الخضراء!

GMT 07:56 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

الرقص للرجالة والإعلانات

GMT 14:15 2020 السبت ,02 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 23:16 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج السرطان

GMT 19:18 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 15:24 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

التخوين في مواجهة ترامب

GMT 01:11 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

يوسف قديح يكشف عن إنجازات القطاع الخاص

GMT 06:35 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"بورش سبيدستر" اكتسبت متابعتها بعد قيادة دين

GMT 03:36 2017 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

دراسة تؤكد أنّ 4 من أصل 5 نساء لا يصلن إلى الذروة

GMT 17:54 2015 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات سيارة "تويوتا يارس 2016"

GMT 16:43 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"فنجاء" يسقط "صلالة" و"مسقط" يتعادل مع "صور"
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria