منبج الأتراك والأكراد والجغرافيا القاتلة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

منبج... الأتراك والأكراد والجغرافيا القاتلة

منبج... الأتراك والأكراد والجغرافيا القاتلة

 الجزائر اليوم -

منبج الأتراك والأكراد والجغرافيا القاتلة

بقلم : مصطفى فحص

عامل الأتراك بكثير من الريبة مع الأوروبيين٬ ينتابهم الشعور بأن كثيرا من الدول الأوروبية أغلقت أبوابها في وجوههم٬ وبأن ما تبقى من نوافذ دبلوماسية لا يرتقي إلى المستوى المطلوب في العلاقات بين الدول٬ إذا ما قورنت بتلك التي كانت قائمة في السابق٬ حين كانت تركيا جزءا من الأمن الجماعي الأوروبي وأحد الشركاء الأقوياء في الناتو٬ ما دفع أنقرة إلى التعامل بحذر مع الدرس الهولندي والألماني والدنماركي٬ يضاف إليهم مواقف أوروبية رسمية سابقة٬ باتت تشكل التعبير الأكثر وضوحا عن المزاج السياسي الأوروبي في العلاقة مع ما تمثله أنقرة الجديدة في الوعي الجماعي الأوروبي٬ الذي استعاد جميع حساسياته التاريخية٬ متخليا عن البراغماتية التي حكمت علاقته بأنقرة كحليف ضروري أثناء الحرب الباردة وما بعدها.

هذا الموقف الأوروبي المتشنج من الأتراك منذ الثورة السورية لا يخلو حاليا من انتهازية سياسية أوروبية تحاول توظيفه في معاركها الانتخابية من خلال تحويل تركيا إلى مادة أساسية في 13 استحقاقا انتخابيا ستشهده أوروبا خلال عام من الآن٬ خصوصا أن الأتراك يشكلون نحو 20 في المائة من إجمالي الجالية الإسلامية المقيمة في أوروبا٬ ما يحولهم إلى قضية مربحة لدى اليمين الأوروبي.

في المقابل٬ لم يغفر الأتراك للأوروبيين تخليهم عن دعم ومساندة أنقرة في سوريا٬ التي تركت وحدها في الميدان تواجه روسيا وإيران٬ اللتين استفادتا من التواطؤ الغربي ضدها٬ ونجحتا في إفشال رغبتها في تحقيق أول إنجاز توسعي لها على المستوى الجيوسياسي في منطقة كانت تمثل لعدة قرون المجال الحيوي التركي. عندها سارعت أنقرة إلى القيام بأول خطوة انتقامية٬ وبين ليلة وضحاها جعل الأتراك سوريا محاذية جغرافيا لألمانيا وإيطاليا واليونان وفرنسا٬ عندما سمحوا بعبور مئات آلاف السوريين إلى القارة الأوروبية عبر الحدود التركية٬ فكان على أوروبا التي رفضت عرض أنقرة في ترحيل شخص سوري واحد مقيم في قصر المهاجرين٬ أن تتحمل أعباء قيام الأسد بترحيل أكثر من 8 ملايين سوري.

التصدع التركي – الأوروبي٬ والتركي ­ الأميركي الذي ظهر في سوريا٬ أعاد القضية التركية إلى الواجهة٬ حيث تعمد كثير من الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة٬ الاستثمار في هذه القضية للضغط على النخبة السياسية في أنقرة٬ المنشغلة منذ تأسيس الجمهورية التركية بمعضلة حماية الأمن القومي التركي٬ حيث تسيطر العقدة الكردية على الحيز الأكبر من العقبات الداخلية٬ خصوصا بعد فشل أغلب نماذج الاندماج القسري التي فرضتها السلطة التركية المتعاقبة في أنقرة على المناطق الكردية.

أما خارجيا فقد بدأت المسألة الكردية تحظى باهتمام كبير في الأروقة الدولية٬ بعد أن تم استخدامها من أكثر من جهة دولية للتأثير على الاستقرار السياسي التركي٬خصوصا أن الجماعات الكردية المسلحة التي تتبنى مشروعات انفصالية في مناطق كردستان الكبرى٬ المقسمة جغرافيا بين تركيا وإيران وسوريا والعراق٬ استفادت من ضعف الحكومتين المركزيتين في بغداد ودمشق٬ بهدف التحرك سياسيا وعسكريا لتحقيق أهدافها.

يدرك الأتراك أنهم خسروا كثيرا من نفوذهم في الشمال السوري٬ وأن أحد أسباب تراجع دورهم هو ربما تقاعسهم في أخذ دور في حلب٬ وهذا ربما يحرمهم مستقبلا من الوصول إلى منبج٬ فبعد أن مكنتهم موسكو من السيطرة على مدينة الباب٬ أجبروا على التوقف عند أبواب منبج التي تحولت من قرية منسية في الشمال السوري إلى حيز جغرافي تتشكل فوق ترابه ملامح نظام عالمي جديد.

في منبج٬ لمس الأتراك استمرار الأوبامية السياسية٬ فبالنسبة لهم لم تتغير مواقف واشنطن كثيرا حتى الآن٬ لم تتخ ّل إدارة البيت الأبيض عن الورقة الكردية. ولكي تتلافى أنقرة مزيدا من التصعيد مع واشنطن التي تتناقض تصريحاتها حول سوريا منذ شهرين٬ فضلت القيادة التركية تمديد إقامتها السياسية في موسكو٬ مراهنة على إمكانية الاستفادة من التقارب الروسي ­ الأميركي الذي كان الاجتماع العسكري الثلاثي في أنطاليا أحد أبرز مؤشراته٬ حيث كان رئيس الأركان التركي خلوصي آكار أحد أركانه٬ إضافة إلى رئيس هيئة الأركان الأميركية ونظيره الروسي٬ والذي لم تزل نتائجه غامضة٬ ما ينذر بمزيد من التعقيدات بعد تمسك كل طرف بموقفه٬ وبعد أن تحول جزء من مهمة القوات الأميركية المنتشرة في منبج٬ للفصل بين حليفي واشنطن الأتراك والأكراد٬ وهي المهمة التي تقوم بها أيضا القوات الروسية للفصل بين قوات النظام و«درع الفرات»٬ ومن هنا لا يمكن استبعاد الاشتباك بين هذه القوات إذا قرر أحد الأطراف تحقيق مزيد من المكاسب على حساب طرف آخر٬ حينها ستتجاوز الاستعدادات الروسية الأميركية التركية الكردية تحرير الرقة إلى ما هو أخطر على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم٬ ما يحول منبج إلى ساحة يتم فيها القضاء على مشروعات وقيام أخرى.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منبج الأتراك والأكراد والجغرافيا القاتلة منبج الأتراك والأكراد والجغرافيا القاتلة



GMT 00:40 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

محسن رضائي وعقدة الماضي

GMT 21:02 2019 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

جنبلاط وملامح تفكيك الصيغة اللبنانية

GMT 07:40 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

ضائقة إيران وحرب المضائق

GMT 11:49 2019 الجمعة ,19 تموز / يوليو

جنبلاط وضفة نهر جاف

GMT 08:48 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

المرجعية الدينية ورعاية المواطن العراقي

GMT 13:17 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 23:10 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج الجوزاء

GMT 04:33 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أصالة تبهر جمهورها خلال احتفالات العيد الوطني في البحرين

GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 21:12 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الهلال السعودي يسعى لضم لاعب منتخب إكوادور

GMT 14:30 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

"ألوان الصيف" معرض تشكيلي في فنون الأحساء

GMT 04:15 2018 الأحد ,10 حزيران / يونيو

وفاة والد مطرب شهير بعد صراع مع المرض

GMT 12:58 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

الأهلي يوافق على إعارة شريف إكرامي إلى نادي النصر

GMT 15:36 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الروسي يؤكد أن جبهة النصرة هدفه في 2018
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria