«كورونا» حوّل «طالبان» إلى دولة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

«كورونا» حوّل «طالبان» إلى دولة!

«كورونا» حوّل «طالبان» إلى دولة!

 الجزائر اليوم -

«كورونا» حوّل «طالبان» إلى دولة

هدى الحسيني
هدى الحسيني

تناقلت الأخبار يوم الأحد الماضي مأساة لاجئين أفغان حاولوا التسلل من هرات إلى إيران، فإذا بحرس الحدود الإيرانيين يعتقلونهم ويعذبونهم ومن ثم رموهم في النهر. طفت جثث البعض ونجا خمسة ليخبروا بما حدث لهم، ولم يُعرف مصير الباقين

هذا يكشف الحالة الكارثية التي يعيشها الشعب الأفغاني، ذلك أنه في الأشهر الأخيرة عاد مئاتالآلاف من المهاجرين الأفغان إلى ديارهم من إيران هرباً من وباء «كورونا»، إذ تعاني إيران من أسوأ حالات تفشي الفيروس في العالم. هناك أكثر من 94 ألف حالة مؤكدة وأعلنت الحكومة عن 6 آلاف وفاة، ومن المرجح أن يكون الرقم أعلى من ذلك. أثار النزوح الأفغاني الجماعي المخاوف من ارتفاع وشيك في الإصابات بالفيروس في أفغانستان، مع تأثير الوباء على محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان».

وحسب المنظمة الدولية للهجرة عاد أكثر من 255 ألف أفغاني من إيران ما بين أول السنة ومنتصف الشهر الفائت. وقالت وكالة الأمم المتحدة للاجئين في منتصف أبريل (نيسان) إن نحو 1500 شخص يعودون يومياً إلى أفغانستان. وتفيد الأمم المتحدة أيضاً بأن الأفغان العائدين ذكروا كأسباب رئيسية لعودتهم: الخوف من الإصابة بالوباء، وفقدان وظائفهم

المعروف أنه حتى في الظروف العادية فإن حصول اللاجئين الأفغان على الرعاية الصحية في إيران محدود. وفي الظرف الحالي كان على المرافق الطبية الإيرانية التي تعاني بالفعل من نقص في الموارد بسبب فوضى ومحدودية التمويل وتأثير العقوبات، أن تتخذ خيارات صعبة حول مَن تعالج، وغالباً ما فضّلت الإيرانيين. وكشفت تقارير في الأشهر الأخيرة عن رفض المستشفيات الإيرانية المزدحمة بالمصابين بالفيروس، الأفغان، كما دفع الإغلاق الجزئي الذي فرضته حكومة الرئيس حسن روحاني العديد من الأفغان المقيمين في إيران إلى ترك العمل، ولأن معظمهم لا يملكون وثائق فإنهم لا يستطيعون الحصول على المساعدة الحكومية.

من الصعب تقييم مقدار انتقال المرض في أفغانستان من قبل العائدين من إيران، لكن ونظراً لأنهم يعودون إلى منازلهم من دون أن يتم اختبارهم طبياً عما إذا كانت لديهم عوارض الفيروس، ولأنهم غالباً ما يستخدمون وسائل النقل العام المكتظة، فإن تفشي المرض ضخم.
في أفغانستان وبعد كابل، فإن المقاطعة التي فيها أكبر عدد من الإصابات بفيروس «كورونا» هي هرات التي تتاخم إيران، وفيها المعبر الحدودي الأكثر استعمالاً بين البلدين. وفي 24 فبراير (شباط) الماضي عندما تم تأكيد أول إصابة في هرات، فرض عدد من المقاطعات الأفغانية حظر التجول، وقيوداً على عدد الأشخاص الذين يسافرون معاً، بالإضافة إلى القيود على السفر بين المدن. ومع ذلك يبدو أن هذه الإجراءات قليلة جداً ومتأخرة جداً.

حتى الآن قالت أفغانستان إن لديها 2100 حالة مؤكدة من الإصابات، لكنّ العدد الحقيقي أكبر بسبب القدرة المحدودة على الاختبار وتتبع الاتصالات وعزل المرضى والحجْر الصحي، ثم إن العديد من الأفغان لا يلتزمون بالقيود الشديدة المفروضة على تحركاتهم، ويرجع ذلك جزئياً إلى الثقافة الخاصة بهم، إذ إن الأسرة هي الوحدة الاجتماعية الرئيسية وبالتالي من الصعب جداً فرض التباعد الاجتماعي، ثم هناك الأسباب الاقتصادية، حيث تتحول الأزمة الصحية وبسرعة إلى أزمة غذاء مع ارتفاع سريع لأسعار المواد الغذائية نتيجة ارتفاع الطلب وصعوبة الحصول على الإمدادات فيضطر الناس ببساطة إلى الخروج وكسب بعض المال إذا كانوا يريدون البقاء على قيد الحياة. لهذا هناك بالتأكيد خطر كبير من انتشار الوباء في أفغانستان.


كان رد فعل الحكومة الأفغانية متماشياً مع ما فعلته معظم الحكومات الأخرى في العالم، أولاً أغلقت كابل في نهاية شهر مارس (آذار)، ثم تم إغلاق مقاطعات أخرى، وأطلقت حملات توعية عامة بالإضافة إلى برنامج لمساعدة المحتاجين في الغذاء والأساسيات الأخرى، وحاولت زيادة عدد مرافق الاختبار.

اللافت كان رد «طالبان» المثير للاهتمام. في حين أن المجموعات المتطرفة مثل «داعش» و«القاعدة» استغلت الوباء كفرصة لشن هجمات وتجنيد أتباع جدد، تصرفت «طالبان» كدولة مسؤولة، فأطلقت حملة توعية في الصحة العامة ووزعت معدات طبية وأنشأت مراكز للحجْر الصحي، وأمرت الناس بالصلاة في المنزل بدلاً من المسجد، كما أعلنت استعدادها للعمل مع المنظمات الإنسانية الدولية كالصليب الأحمر والعاملين الصحيين بدلاً من قتلهم كما فعلت في الماضي.
تعكس كل هذه المواقف محاولات الحركة استعادة الشرعية والتحول إلى قوة سياسية ذات مصداقية، لأنها في الوقت نفسه تستغل انتشار فيروس «كورونا» في حملة العلاقات العامة التي تعتمدها، في محاولة منها لإضعاف شرعية حكومة كابل الرسمية باتهامها بأنها غير قادرة على حماية المواطنين.
لقد صار معروفاً للمتابعين أن المفاوضات بين الحكومة و«طالبان» تكاد تترنح في ظل وباء «كورونا». من الناحية النظرية، فإن تفشي الأمراض المعدية وسط حرب أهلية يجب أن يجمع الأطراف المتحاربة، مؤقتاً على الأقل لإلقاء السلاح والتصالح من أجل البلاد، لكن من ناحية أخرى، لا يمكن إنكار أن أزمة الصحة العامة تتيح فرصة لنزع الشرعية عن الخصم.

في أوائل أبريل الماضي أعربت «طالبان» عن استعدادها لإعلان وقف إطلاق النار في المناطق التي شهدت تفشي الوباء، لكن يجب تفسير ذلك على أنه محاولة منها لاستعادة الشرعية لنفسها، وليس استعداداً حقيقياً للتنازل، لأنه كمؤشر إضافي على ذلك، فهي واصلت تحديها للحكومة في كابل، مع تصاعد هجماتها الأخيرة ضد القوات النظامية.

الوباء عرقل بالتأكيد سير المفاوضات، لكن الحقيقة أن الطرفين لم يكونا مستعدين للدخول في محادثات. ثم إن التأخير في المفاوضات تسببه أكثر الانقسامات الداخلية بين أعضاء الحكومة والتي سادت منذ الانتخابات الرئاسية «المتنازع» عليها في العام الماضي والتي جعلت من الصعب على حكومة الرئيس أشرف غني، تشكيل وفد لمحادثات السلام. كما أثّرت القيود على السفر سلباً على المفاوضات. وفي حين أن ممثلين عن الحكومة و«طالبان» يخوضون مفاوضات عبر «سكايب» حول شروط تبادل الأسرى، فإنه من المحتمل أن يتطلب التقدم الأكثر أهمية، اجتماعات وجهاً لوجه، ربما خارج البلاد.

ومع تركيز اهتمام المجتمع الدولي على مكافحة وباء «كورونا»، هناك خطر أن تفقد عملية السلام في أفغانستان اهتمام ودعم القوى الخارجية مثل الولايات المتحدة والأمم المتحدة، لذلك من الصعب القول متى ستتغلب المفاوضات داخل أفغانستان على حالة الجمود الحالية وتستعيد زخمها.

وقد يكون الممثل الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب، زلماي خليل زاد، شعر بتعقيدات الموقف؛ إذ هناك دول لا تستطيع تجاوز خلافاتها الداخلية إلا بتدخل أطراف خارجية، لذلك وجّه تغريدات قال فيها إن «طالبان» والحكومة في حاجة إلى تسريع الجهود لإطلاق سراح الأسرى وتخفيض نسبة العنف، فهذه أسرع الوسائل للمفاوضات وتأمين وقف إطلاق نار دائم (...) يجب أن تكون الحرب الحقيقية في وحدة الأفغان ضد فيروس «كورونا».

إنها أفغانستان الواقفة أبداً على حافة هاوية، قد تكون غزواً خارجياً، أو تدخلات إقليمية، أو حربا أهلية أو وباء. المشكلة أن الصراع على السلطة لا يختلف في الدول التي لا تعاني من كل هذه المشكلات، والدول التي تعاني منها. «طالبان» تريد السلطة بشروطها وأشرف غني والأفغان لا يثقون بأن النمر يغيّر جلده!

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كورونا» حوّل «طالبان» إلى دولة «كورونا» حوّل «طالبان» إلى دولة



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:17 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 23:10 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج الجوزاء

GMT 04:33 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أصالة تبهر جمهورها خلال احتفالات العيد الوطني في البحرين

GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 21:12 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الهلال السعودي يسعى لضم لاعب منتخب إكوادور

GMT 14:30 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

"ألوان الصيف" معرض تشكيلي في فنون الأحساء

GMT 04:15 2018 الأحد ,10 حزيران / يونيو

وفاة والد مطرب شهير بعد صراع مع المرض

GMT 12:58 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

الأهلي يوافق على إعارة شريف إكرامي إلى نادي النصر

GMT 15:36 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الروسي يؤكد أن جبهة النصرة هدفه في 2018

GMT 00:59 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة ريهام عبدالغفور تكشف سر انسحابها من مسلسل الزيبق

GMT 04:23 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم مثيرة باللون الأحمر في أحدث إطلالة لها

GMT 12:20 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا أنت هنا؟

GMT 01:55 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

بلاك بيري تكشف عن هاتفها الجديد بشاشة تعمل باللمس

GMT 13:02 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

سائق يعترف بقتل زوجته وتقطيع جثتها بسبب الهاتف المحمول

GMT 13:48 2015 الخميس ,29 كانون الثاني / يناير

عملية قذف النساء أثناء العلاقة الجنسية تحير العالم

GMT 14:18 2017 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

مايا طلام تخطف أنظار التونسيين في سلسلة "بوليس"
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria