وقف إطلاق النار في سوريا أو «سايكس ـ بوتين» مرة ثانية
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

وقف إطلاق النار في سوريا أو «سايكس ـ بوتين» مرة ثانية

وقف إطلاق النار في سوريا أو «سايكس ـ بوتين» مرة ثانية

 الجزائر اليوم -

وقف إطلاق النار في سوريا أو «سايكس ـ بوتين» مرة ثانية

بقلم : مأمون فندي

من يقرأ بتر ٍو وهدوء ما طرحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقف إطلاق النار تتكشف له خطة روسيا الاستراتيجية لشرق أوسط جديد روسي هذه المرة٬ أو على الأقل ملامح السياسة الخارجية الروسية التي تشكل رؤية جديدة سميتها حينها ولا أزال بـ«سايكس ­ بوتين» («الشرق الأوسط» 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2015(٬ أي إعادة ترتيب الشرق الأوسط وتحالفاته بما يخدم تزايد النفوذ الروسي في منطقتنا. لم يلفت نظري وقف إطلاق النار بقدر اهتمامي بتوقيته ونوعية المدعوين ومكان الدعوة للمباحثات لإنهاء الأزمة السورية.

وفي هذا التوقيتً إعلان وقف إطلاق النار في سوريا الذي أعلنته روسيا مع تركيا والذي وافق عليه النظام والمعارضة باستثناء الجماعات شديدة التطرف٬ لا يأتي عبثًا ما بعد حلب إقليمًيا وانتقال السلطة في أميركا من إدارة باراك أوباما إلى إدارة دونالد ترامب. واضح أنه ليس بالأمر وليد التفكير اللحظي أو المستعجل.. إنه اختراق استراتيجي لروسيا بوتين في منطقة الشرق الأوسط وربما على لوحة الشطرنج العالمية.

كتبت في مقالي عن «سايكس ­ بوتين» منذ عام مضى٬ أن «التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط قد يتغير جذرًيا بالتدخل الروسي المباشر في الأزمة السورية٬ تدخل يأتي في سياق دولي٬ علاماته الواضحة هي التردد الأميركي حيال قضايا الاستقرار في المنطقة»٬ نحن لسنا اليوم وفي المرحلة الانتقالية بين إدارتين في أميركا٬ إزاء تردد أميركي٬ بل فراغ استراتيجي ناتج عن انسحاب أميركي من المنطقة تملأه روسيا. وتصاحب هذا الانسحاب الأميركي حالة ضعف أوروبية غير مسبوقة٬ وقد اختبر الروس كلاً من الأميركان والأوروبيين في أوكرانيا فشجعتهم النتائج على اختبارهم في الشرق الأوسط٬ وكانت سوريا وحتى الآن تبدو من منظور روسيا تدخلاً لوقف إطلاق النار في سوريا٬

ناج ًحا. أما على السياق الإقليمي فواضح أن هناك رغبة إيرانية عارمة في توسيع وفرض نفوذها إقليمًيا. أما اشتمال روسيا لتركيا كراعٍ فقد يعني أي ًضا أن روسيا تراعي التوازن الطائفي الإقليمي٬ ولكنها تحدد من يمثل السنة في اللوحة الروسية الجديدة للإقليم. هذه المحددات المقلقة تضع العرب برمتهم في مأزق استراتيجي شامل لا مخرج منه إلا بإعادة ترتيب أولويات العرب إزاء التحالفات الكبرى أو الاعتماد على النفس في تغيير ملامح المشهد الاستراتيجي الإقليمي٬
.

ومع ذلك فالأمر ليس سهلاً الاستراتيجية الروسية تبدأ بنقل الحوار حول سوريا من جنيف إلى الآستانة عاصمة كازاخستان٬ أي من أوروبا إلى آسيا٬ وتدعو للحوار تركيا ومصر المتناقضتين في المواقف وكذلك قطر٬ ولمن يعرف طبيعة المؤتمرات هذه يدرك أن عين الروس ليست على سوريا فقط٬ وإنما على حوار جانبي بين دول بينها جفوة مثل مصر وتركيا من ناحية٬ ومصر وقطر من ناحية أخرى. هذان مؤشران لرؤية روسيا للمشهد الاستراتيجي في الشرق الأوسط٬ شرق أوسط جديد بتحالفات جديدة وبصبغة روسية.

يبقى التناقض الكبير بين إيران والسعودية الذي قد تتوسط فيه كل من روسيا وتركيا٬ مع أن فرص نجاحه محدودة٬ وكذلك حالة التوتر المؤقتة في العلاقات السعودية المصرية. كل هذه الألوان ستحاول روسيا مزجها في لوحة استراتيجية جديدة بصبغة روسية. فهل سينجح مؤتمر «سايكس ­ بوتين» في كازاخستان في تحقيق كل هذا؟ لا شك أن روسيا قد تنجح في التوصل إلى حل فيما يخص سوريا والأسباب كثيرة٬ وأولها أن روسيا هي الموجودة على الأرض وتحقق انتصارات٬ أما السبب الثاني فهو تعب الأطراف كلها من حرب لم تحسم تما ًما (fatigue war(٬ والسبب الثالث هو التعاون ولأول مرة بين قوة عالمية (روسيا) وقوة إقليمية (تركيا) لحسم الأمور في سوريا. بالطبع هناك الدور الإيراني المختبئ في العباءة الروسية. وكما أن هناك أسباًبا تدعو للتفاؤل لإنهاء الصراع٬ هناك أسباب أخرى تدعو إلى التشاؤم.

السبب الأول يكمن في القضية الكردية وتناقض كل من الموقفين الروسي والتركي وربما الإيراني تجاه قضية الأكراد٬ وهذا سبب كفيل بانهيار التصور النهائي للحل٬ كما أن المعارضة السورية تقول إن إيران قد تلعب دور المخرب لأنه ليس من مصلحتها إنهاء الأزمة٬ ولكن إيران وسوريا مًعا اليوم تخضعان لإرادة بوتين. سبب ثالث هو الدور الأميركي غير المعروف لإدارة دونالد ترامب٬ رغم أن ترامب يستنفد السنة الأولى من حكمه من أجل تثبيت قدميه أولاً ومن أجل مزيد من الإلمام بالقضايا العالمية٬ لذا ستكون أمام روسيا فرصة سنة كاملة تقريًبا لتثبيت رؤيتها للشرق الأوسط الجديد.

أمر آخر هو قد يكون كل هذا المؤتمر خدعة استراتيجية الهدف منها هو سلخ المعارضة المعتدلة بعيًدا عن المعارضات المتطرفة متمثلة في «النصرة» و«جند الشام» من أجل القضاء عليها٬ ولا توجد قوة في العالم ستعترض على ضرب قوى الإرهاب متمثلة في رموز التطرف. بعد ذلك تكون للنظام اليد العليا في المفاوضات.

أمران آخران كاشفان فيما يخص الخدعة الاستراتيجية الروسية؛ الأمر الأول هو ما قاله وزير الدفاع الروسي إنه يسعى لتخفيض قواته في سوريا بهدف تطمين المجتمع الدولي وأميركا والأطراف الإقليمية٬ لكن ذلك لن يحدث٬ لأن وجود روسيا هو ورقة الضغط التي يستخدمها بوتين ضد ترامب٬ فلن يتخلى عنها بسهولة. الأمر الثاني هو ردة فعل بوتين على طرد الدبلوماسيين الروس من الولايات المتحدة الذي يهدف إلى نزع فتيل الأزمة بين أميركا وروسيا٬ مما يكشف عن عقل بارد لدى الرئيس الروسي في ترتيب الأولويات وعدم الغرق في التكتيك على حساب الاستراتيجية.

وتبقى دعوة أطراف متناقضة إقليمية بهدف إعادة رسم خريطة التحالفات الإقليمية كنقلة نوعية في الدبلوماسية الإقليمية. كل هذا يقول إننا أمام شرق أوسط جديد روسي٬ فهل تسمح أميركا بـ«سايكس ­ بوتين» على حساب «سايكس ­ بيكو» القديمة؟ هذا هو تحدي إدارة ترامب في الشرق الأوسط

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقف إطلاق النار في سوريا أو «سايكس ـ بوتين» مرة ثانية وقف إطلاق النار في سوريا أو «سايكس ـ بوتين» مرة ثانية



GMT 22:50 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

منافسة أم حرب باردة؟

GMT 18:59 2021 الإثنين ,22 آذار/ مارس

هل أُغلقت أبواب واشنطن؟

GMT 23:34 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

عشر سنوات من العقل المعطل

GMT 21:16 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

جماعة «أزيدك من الشِّعر بيتاً»

GMT 14:18 2021 الإثنين ,01 آذار/ مارس

استيعاب إدارة بايدن

GMT 13:17 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 23:10 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

حظك اليوم الأثنين 12 أبريل/ نيسان2021 لبرج الجوزاء

GMT 04:33 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أصالة تبهر جمهورها خلال احتفالات العيد الوطني في البحرين

GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 21:12 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الهلال السعودي يسعى لضم لاعب منتخب إكوادور

GMT 14:30 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

"ألوان الصيف" معرض تشكيلي في فنون الأحساء

GMT 04:15 2018 الأحد ,10 حزيران / يونيو

وفاة والد مطرب شهير بعد صراع مع المرض

GMT 12:58 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

الأهلي يوافق على إعارة شريف إكرامي إلى نادي النصر

GMT 15:36 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الروسي يؤكد أن جبهة النصرة هدفه في 2018
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria