خدش حرمة المومياء
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

خدش حرمة المومياء

خدش حرمة المومياء

 الجزائر اليوم -

خدش حرمة المومياء

سحر الجعارة
بقلم - سحر الجعارة

«مليكة» التى جسّدتها الفنانة الأردنية «ركين سعد»، هى أروع وأشهر «غولة» أطلت على الشاشة الصغيرة، رغم أنها لم تكن بطلة مسلسل «واحة الغروب».. المأخوذ عن رائعة الكاتب الكبير «بهاء طاهر» التى حصلت على جائزة البوكر العالمية للرواية العربية عام 2008.تدور أحداث المسلسل خلال نهاية القرن الـ19، فبعد فشل الثورة العرابية، تقوم السلطات بنقل «محمود»، ضابط بوليس ذى الأفكار المؤيدة للثورة «خالد النبوى» إلى واحة سيوة فى إجراء ظاهره تكريم وباطنه عقاب، وتصحبه زوجته الأيرلندية «كاثرين» المهتمة بالآثار «منة شلبى»، ليصطدم الاثنان بالوضع الأمنى وحالة حرب بين أهالى الواحة، وتم تصوير عدد من المشاهد فى الصحراء البيضاء التى أصبحت الآن محمية طبيعية.وهناك تظهر «مليكة» بكل ما تحمله من «تمرد» على العادات والتقاليد، وعناد فى الموروث الثقافى الذى يعتبر آثار الحضارة الفرعونية مصدراً للعنة، لكنها تعشق ما يسمونه «المساخيط» وتجلس بالساعات تنحت بكفيها الناعمتين عرائسها الخاصة، وتخفيها عن الجميع.. وتتلقى عقابها من ضرب الأم والجدة راضية وضحكة.. إنها لا تهاب إلا «الموت» الذى يحاصرها بكل ما فيه من سواد وما يصاحبه من خرافات.«مليكة» هى الجانب الوحيد الملون بالبهجة فى الواحة، وفى القلب من أحداث رواية «طاهر» هى الروح التواقة للخلود.. ولو بدفن «المساخيط» فى قبر عريسها.. لكنها ملعونة ومطاردة من القرية، بزعم أنها شؤم لأنها أرملة: «غولة»!.ترى هل ما زالت «الخرافة» تحكمنا وتصنف تراثنا وحضارتنا الفرعونية إلى (لعنة، أصنام، وجثامين لأجدادنا لها حرمة)؟.. تذكرت «مليكة» وأنا أسمع رأى الدكتور «أحمد كريمة»، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وهو ينهى عن استخراج المومياوات الملكية من مقابر الفراعنة، مؤكداً أن فتح القبور محرّم وأن الرسول، صلى الله عليه وسلم، نهى عن نبش القبور تماماً، متابعاً: «حتى فتح قبور الفراعنة فى الأصل ممنوع.. ممنوع استخراج جثامين أجدادنا الفراعنة وعرضها فى فاترينات مقابل حصد الدولارات من الزوار لها، ولكن يجوز استخراج الجثامين فقط للبحث العلمى»!!تذكرت عاماً من حكم عصابة الإخوان: (تحجيب تمثال أم كلثوم فى المنصورة.. وتدمير متحف ملوى بالمنيا، حيث نتج عنه تهشيم وتحطيم كامل لواجهات المتحف وسرقة ما يقرب من 1043 قطعة أثرية من بين 1089 قطعة تشكل مقتنيات المتحف الذى أنشئ عام 1963، عقب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة المسلحين.. إلخ).ربما لم يسمع الدكتور «كريمة» -من قبل- عن أن «التراث العالمى» هو ملك الإنسانية جميعها.. ولم يعرف أن العالم كله ومنظمة «اليونيسكو» تحديداً المعنية بحماية التراث، قد انتفضوا لمواجهة حركة «طالبان»، حين قررت هدم التماثيل البوذية الموجودة فى أفغانستان عام 2001، وقال الدكتور «نصر فريد واصل»، مفتى مصر آنذاك، إن الآثار تجلب منافع اقتصادية للدول الموجودة فيها عن طريق السياحة.. ودعا المفتى المسئولين فى طالبان إلى عرض التماثيل البوذية التى لا تأثير لها على المسلمين، وقال إن الدستور الأفغانى يجب أن يحمى جميع الطوائف الدينية الموجودة فى أفغانستان!فهل يتصور الدكتور «كريمة» أن فتواه تسقط شرعية تصنيف لجنة التراث العالمى فى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» لبعض مواقع التراث العالمية التى تديرها اليونيسكو بموجب اتفاقية حماية التراث العالمى الثقافى والطبيعى؟.. المومياوات الملكية تخضع لليونيسكو فى بعض الأماكن الأثرية.ولولا فن «التحنيط» الذى أتقنه الفراعنة فى مصر القديمة، لذابت أجساد أجدادنا وأكلها الدود.. لكنها بقيت دليلاً على عظمة الحضارة، وليس للبكاء على شباب المومياء التى توفيت من 7 آلاف سنة؟!الدكتور «زاهى حواس» عالم المصريات الشهير، رد على رأى «كريمة» قائلاً: هذا الكلام غير دقيق علمياً، لأننا لا ننبش القبور، وإنما نُرمّم ونحافظ على المومياء وعلى التابوت، وبالتالى فإننا نخلّد هؤلاء الرجال العظام الذين بنوا هذه الحضارة العظيمة.وأضاف «حواس»: من ينبش القبور هم اللصوص الذين دمّروا المومياوات والتوابيت، ولكن علماء الآثار يحيون عقيدة الملك وعقيدة الإنسان على مر العصور، ويقدّمونه فى أحلى صورة، وبالتالى فكلام الشيخ «أحمد كريمة» يمكن أن تقول عليه إنه كلام غير علمى وغير دينى، لأننا لا ندمر القبور ولا ننبشها وإنما نُرممها ونعرضها لنعرض عظمة صاحب المومياء.الدكتور «كريمة» يريد أن يدفن التاريخ، ويكفّن آثاره الباقية، ليقيم جنازة وهمية.. إنها نفس الآثار التى اتفق مشايخ الإسلام على حكم زكاتها وتسميتها (السابقة منها على الفتح الإسلامى والمعاصرة له تسمى ركازاً، أما الآثار الإسلامية فإنها تسمى كنزاً).. لكن المومياوات بالنسبة لـ«كريمة» فقد أصبح لها «حرمة» كحرمة دار الإنسان فى حياته!حرمان العالم والبشرية من التعرّف على أسرار التحنيط ورؤية المومياوات الملكية لا يعادل عند الرأى العام العالمى إلا ما فعلته طالبان بالتماثيل البوذية فى أفغانستان.ولا يعنى بالنسبة لعلماء الآثار إلا «تخاريف» لا علاقة لها بالعلم ولا بالاتفاقيات الدولية الموقّعة عليها مصر.. وأخشى أن نتمادى فى هذا الاتجاه، لنجد فى النهاية من يطالب بإرثه من أجداده الفراعنة، لأننا نتجاهل العقل والحكمة والإدارة الاقتصادية لنحو ثلث آثار العالم، ونردّد كلاماً قد يعتبره البعض هذياناً أو لوثة عقلية.مأساة هذا البلد أن العمائم تُفتى فى الطب والعلم والسياحة والفن.. أما الخبراء والمتخصصون فاكتفوا بالندب على حالة «السيولة الدينية» التى أغرقتنا!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خدش حرمة المومياء خدش حرمة المومياء



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 00:31 2014 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق مدارس نموذجية بـ 22مليون ريال في محايل

GMT 01:05 2015 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تقرير دولي يحذر من خطر انقراض طائر "البفن" والسلاحف

GMT 01:55 2016 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الخنافس تغزو المنازل مع حلول الخريف للحصول على الدفء

GMT 00:26 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

خلاف أوروبي حول نتائج اختبارات الضغط على البنوك

GMT 16:18 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

هاميلتون على بعد 5 نقاط من التتويج ببطولة العالم للفورمولا 1

GMT 14:11 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"فانس" تصدر مجموعتها الجديدة المستوحاة من ميكي وميني ماوس

GMT 17:41 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الإعدام أو الأشغال الشاقة لكل سوري يزرع نبتة "حشيش" واحدة

GMT 21:23 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

أكثر من 95٪ من سكان العالم يتنفسون هواء غير صحي

GMT 15:14 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

​العثور على حيوان غريب بإحدى المزارع في الوادي الجديد

GMT 00:45 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

الكلاب المسعورة تنهش طفلا حتى الموت في الهند
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria