أيـــــــــــــنَ فــــــرنســــــيــــــــس الــــــــــــــــــمُســــــــــــــــــــــــلِـــــــــــم
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

أيـــــــــــــنَ فــــــرنســــــيــــــــس الــــــــــــــــــمُســــــــــــــــــــــــلِـــــــــــم ؟

أيـــــــــــــنَ فــــــرنســــــيــــــــس الــــــــــــــــــمُســــــــــــــــــــــــلِـــــــــــم ؟

 الجزائر اليوم -

أيـــــــــــــنَ فــــــرنســــــيــــــــس الــــــــــــــــــمُســــــــــــــــــــــــلِـــــــــــم

سجعان قزي

فَــــعَـــلها البابا فرنسيس. سحب الايمانَ من الجدل البيزنطي إلى الجدليةِ الفكرية. أخرجَ المسيحيةَ من مضائقِ النصوص إلى رِحاب المعاني والجوهر. لقد أعتقَ البابا فرنسيس المسيحية من رواسب يهوديَّـــتِـها، ونَـــقّــى العهدَ الجديد من نُـــتوءات العهد القديم. نَــقَـــضَ لِــيُـــكمِلَ ويفتحَ طريقَ الوحدة الإيمانية بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأخرى وسائر الأديان، وبخاصةٍ الإسلام.

مواقفُ البابا فرنسيس في واشنطن ونيويورك عززت هذه القناعة، بل هذا الإيمان. قَــدّم إلى العالم كنيسةَ الانسان. جعل اللهَ انساناً مرةً أخرى. أَسقطَ ثنائيةَ اللهِ والشيطان، وثلاثيةَ السماءِ والمطهر وجُهنم، وأسطورةَ آدم وحواء.

منذ التوراة، مروراً بالإنجيل، ونحن نصوِّر الانسانَ عبداً لله. وها فرنسيس يُـــقدّم الله خادماً للإنسان. قبلَ المسيحيةِ كان الانسانُ ينتظر مجيءَ الله، بعدَها صار الله ينتظر مجيءَ الانسان. منذ التوراة، مروراً بالإنجيل، ونحن نَـــعتبر الشيطانَ منافسَ الله، ونضع جهنمَ مقابلَ السماء. وها فرنسيس يُــعيد إلى الله إحاديَّـــتَـــه الوجودية وإلى جهنم رمزيَّـــتَــها الشريرة. مَــن يكون حضرةُ الشيطان لينافسَ الله؟ هذا اختلالٌ لاهوتي تاريخي يسيء إلى "مركز" الرب ومُطلَـــقـــيّـــتِه. لكن حين يُسقط البابا فرنسيس المفهومَ المكاني والعذابي لجهنم، فإنه لا يُــلغي الخطيئة، بل عذاباتِـها الخُرافية. أصبحت الخطيئةُ مشروعَ مصالحةِ الانسان مع ذاتِــه ومجتمعه وكنيسته، لا ذريعةً لإقصائه عن الجماعة المدنية والدينية. أصبحت الخطيئة شعوراً بالذنب النفسي لا مَعبراً إلى العذاب الجسدي.

وحين نَـــزَع حصريّـــــةَ نشوءِ البشرية وتناسُلِـــها عن آدم وحواء، كشخصين لا ثالث لهما في بدء الخليقة، فإنه لم يَــمُس بثنائية الجنس البشري (ذكرٌ وأنثى) ومندرجاتِها الطبيعية والاجتماعية وسلوكياتها الاخلاقية، ولم يَــفتح بابَ الاجتهاد أمام ابتداعِ جنسٍ ثالثٍ مُخضرم بين الرجل والمرأة بفعل الانحراف التكويني أو الحضاري.

مع البابا فرنسيس، ما عاد الايمان تسليماً بافتراضاتٍ ماورائية وبرواياتٍ توراتية وبخُرافاتٍ موروثة، بل أصبح محاكاةَ الشكِّ واليقين من خلال العقلِ والقلبِ وقضايا المجتمع. ربط الــمُــعطى الإيماني بالواقع المعاش المعاصِر، إذ كلما التقى الانسان مع السعادة وجد الله. السعادة بمفهوم الفرح لا الترف. هكذا بَــرز يسوع ــــ وهو كذلك ــــ إلهَ النازحين والمشرّدين واللاجئين والفقراء والمصلوبين بأشكالٍ شتى، إلهَ الأجيالِ والسلام والمناخ والبيئة والانحِباسِ الحراري ومكافحةِ المخدرات والاتجارِ بالبشر. وأساساً كان يسوع في حياته غريباً عن منطقِ الفرّيسيّين والكتبةِ والرؤساء والعَشّارين وعن أغنياء خُـــورَزِين وبيت صيدا وكَــفَرناحوم. جمعَ تلاميذه من الناس العاديّين والمتواضعين، ولم يُــكــلِّـم يسوعُ الناسَ باللاهوت بل بالأمثال (حـــبّةُ الخَردل، الباذِرُ، الكـــرّامون، الابنُ الشاطر، الخميرةُ، الوزْنات، شبكــةُ الصيد، النعجةُ الضالّــة، التينةُ اليابسة، مِصباحُ الزيت، إلخ.)

من يُــلاقي البابا في منتصف الطريق؟ مَن يَـــهزّ شجرةَ الأيمانِ الأعمى هنا وهناك؟ مَن يُــعيد الأديانَ إلى أهلِها وكُتبها وأنبيائها، ويُحــرّرها من أهل الدمّ والأنبياءِ الكذبة؟ إنّ من شأنِ مواقف البابا أن تُشجع كلَّ المرجعياتِ في الأديانِ الأخرى على التفكير جِديّــــاً بتطوير مفاهيمها وتقييمِ مسيراتِـــها وتنقيةِ موروثاتِــها وإزالةِ كلّ ما التصق بها من زوائدَ أعاقت تقدّمها. فإذا كانت المسيحيةُ، وهي الديانةُ الأكثرُ حداثةٍ وتقدمية، تُــواصل تجديدَ لاهوتِـــها ودورِها وتنتقدُ نفسَها أمام كل العالم، فما حالُ الدياناتِ الأخرى التي تَـــنوء تحت ثقل الجمودِ القاتل؟

في هذا السياق، إن المسلمين، وهم الحريصون على الاعتدالِ والانفتاح، ينتظرون بدورهم "فرنسيسَ مُسلماً"، ينتظرون أن تُــقِدمَ مرجعياتُـــهم في العالم، لاسيما في العالم العربي، على سلوكِ نهجِ التجديد الذي أجهضه المتطرفون منذ أواخر القرن التاسع عشر. لم ننسَ الفكرَ التقدميَّ لجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومصطفى المَنفلوطي ورشيد رضا وطه حسين. ولم ننس بشكلٍ خاص وثيقةَ الأزهر التي أطلقها الشيخ محمد الطــيِّب في كانون الثاني سنةَ 2012، وقد شَكّـلت منعطفاً في مقاربةِ الإسلام للثوراتِ العربية فأسّست لاستقرارِ مصر وفَضحت المتطرفين والتكفيريين.

نحن المسيحيين، أبناءَ تعاليم الحياة مع الآخر، نحتاج أيضاً هذه الصحوةَ الاسلامية لأن مشاكلنا في هذا الشرق لم تبدأ مع القاعدة وفتح الاسلام والنصرة وداعش، بل مع الإسلام السياسي والقومي.
بعدَ كلِّ بابا نقول: لن يأتيَ آخرُ مثــلُـــه، وسرعان ما يأتي أعظمُ منه. لا يَستـمِدٌّ البابوات عظمتَــهم من ذاتهم فقط، بل من مسيحـيَّــتِــهم. يسوع، الانجيل، الكنيسة يَـــلدون عظماء.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيـــــــــــــنَ فــــــرنســــــيــــــــس الــــــــــــــــــمُســــــــــــــــــــــــلِـــــــــــم أيـــــــــــــنَ فــــــرنســــــيــــــــس الــــــــــــــــــمُســــــــــــــــــــــــلِـــــــــــم



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 14:29 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

مقتل 20 ألف سوري من بينهم 1437 طفلاً في 2018

GMT 01:33 2017 الثلاثاء ,06 حزيران / يونيو

"الزلابية " سيدة موائد الجزائريين في شهر رمضان

GMT 02:07 2016 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

الكشف عن سيارة "بنتلي مولسان" ليموزين 2016

GMT 18:43 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أمل حمادة صاحبة مقولة "انقرضوا الرجال" الشهيرة

GMT 14:38 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غريندل يؤكّد أهمية فوز المنتخب الألماني على هولندا

GMT 10:29 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير عبدالله بن بندر يعزي أسرة الكاتب عبدالله عمر خياط

GMT 04:27 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات تحذيرية لشيخوخة الشعر وكيفيّة محاربتها

GMT 15:02 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تطبيقات خبيثة على تطبيق جوجل بلاى لسرقة أموال المستخدمين
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria