اللاعب آدم وناس

استرجع في اللقاءات الأخيرة من الدوري الفرنسي اللاعب آدم وناس مستواه الكبير، وصار أحد أحسن اللاعبين في الدوري، بدليل تواجده في التشكيلة المثالية في مناسبتين بالرغم من الإصابات وحتى البطاقة الحمراء التي بعثرت انتظامه في اللعب مع فريق نيس المتوسط، الذي لا يليق بمستوى آدم وناس الذي ظهر بصورة لافتة في اللقاء الأخير عندما واجه فريقه السابق بوردو على ميدان هذا الأخير حيث تأسف أنصار بوردو على ضياع لاعبهم المدلل.

تجاوز آدم وناس سن اللاعب الناشئ، الذي له مستقبل زاهر، فقد تجاوز الثالثة والعشرين وصار في حاجة إلى أن يلعب مع فريق كبير في القارة العجوز وأن يمنحه جمال بلماضي مكانة أساسية مع الخضر، ولو كلاعب وسط هجومي أو كجناح أيسر، أو يضعه في منصب رياض محرز وينقل لاعب مانشستر سيتي إلى خط الوسط، كما أن المباراتين القادمتين أمام زيمبابوي نهاية شهر مارس الحالي، ليستا حاسمتين ويستحق آدم وناس أن يلعبهما كأساسي حتى يسترجع ثقته بنفسه، وقد يقدم لجمال بلماضي أفكارا جديدة من أجل مفاجأة منافسيه الذين صاروا يعرفون قوى المنتخب الوطني المتمثلة في الثلاثي بونجاح ومحرز وبلايلي، كما أن طريقة نابولي الذي تقمص ألوانه آدم وناس تسمح للاعبين السريعين من ذوي القامات القصيرة أن يلعبوا كرؤوس حربة كما هو الشأن بالنسبة للاعب البلجيكي مارتانس هداف نابولي في السنوات الأخيرة، وهو بنفس قامة آدم وناس، وتجريب لاعب نيس كقلب هجوم خاصة في اللقاءات التي تلعب خارج الديار قد يعطي نتيجة حسنة، في ظل تراجع أداء بغداد بونجاح في الدوري القطري، ودخوله روتين اللعب مع فريق أصيب بالتخمة من الألقاب المحلية، وصار هدفه رابطة أبطال آسيا التي عوقب فيها بغداد بونجاح.

في مباراة بوردو الأخيرة قدّم آدم وناس كل ما يمكن أن يقدمه لاعب الكرة الموهوب من تحركات جعلت فريقه يسيطر بالطول وبالعرض على منافسه وفي عقر داره، من تمريرات ساحرة، إضافة إلى انفرادات ومراوغات وقذفة بديعة ارتطمت بالعارضة الأفقية في الشوط الأول، وسجّل هدفا من مقصية وتم اعتبار هدفه الأحسن في الجولة كما تم تدوين اسمه مع نجوم التشكيلة المثالية في الدوري الفرنسي الممتاز، وصار مدربه فييرا يبحث عن طريقة لعب تبنى بالكامل على تحركات ومواهب آدم وناس في انتظار عودة يوسف عطال من الإصابة وحتى بوداوي من العقاب.

 

تعرض آدم وناس للظلم من المدرب الإيطالي أنشيلوتي الذي فرّط فيه من أجل لاعبين أقل شأنا منه في نابولي، واللاعب الذي بلغ في نوفمبر من السنة الماضية الثالثة والعشرين لا يمكن أن يقبل بتهميش آخر، فقد كان نجما في الدقائق التي لعبها مع نابولي حتى في رابطة الأبطال، وكلما دخل إلا وأبان عن علو كعبه على بقية نجوم نابولي مثل آنسيني ومارتينس وخاصة كاليخون، ولكن أنشيلوتي المعروف بمراهنته على النجوم المشهورين فقط تركه على الهامش، واللاعب بعد تجاوزه سن الثالثة والعشرين في حاجة للعب كأساسي وصانع ألعاب أو في الجناح الأيمن وبشكل دائم على أمل أن يتفادى الإصابات التي تعرض لها منذ أن لعب لبوردو.

لعب آدم وناس في نيس لحد الآن 1054 دقيقة أي أنه كان أساسيا في 13 مباراة، متجاوزا بالضعف ما تمتع به الموسم الماضي مع نابولي، وسجل لحد الآن هدفين فقط، وكان الموسم الماضي قد سجل في الكالشيو ثلاثية، ويبقى اللاعب مع سنه ومواهبه بعيد عن الأرقام المأمولة إذ لم يسجل في حياته الاحترافية لحد الآن سوى 16 هدفا، ويؤمن بإمكانياته مدرب نيس الفرنسي فييرا، بل وهو مقتنع بأن مستوى آدم وناس يفوق زملاءه في النادي ويدرك بأنه لو كان يمتلك لاعبا مثله لنافس على اللقب، حيث يحتل نيس مركزا متوسطا الثامن، ولو كان حافظ على هدف وناس من دون التعادل أمام بوردو لتواجد نيس رفقة مرسيليا في المركز الخامس المؤهل لأوربا ليغ.

ما يهم الجزائريين هو أن يفوز وناس بفرصته كاملة مع المنتخب الجزائري حتى يكون أحد نجوم الخضر في مونديال قطر حيث سيكون في سن العطاء والنضج، فهو موهبة أكيدة باعتراف كبار الكرة في العالم، وبقي من دون استغلال سواء مع الأندية التي لعب لها أم مع الخضر، حيث كان احتياطيا في كأس أمم إفريقيا في مصر ومع ذلك سجل ثلاثة أهداف وقدم تمريرة حاسمة أي إنه كان من حيث الفعالية الأحسن في الخضر من دون منازع برغم وقت اللعب القليل، ومع ذلك ظلمه جمال بلماضي كما ظلمه أنشيلوتي.

قد يهمك ايضا:

زكرياء بولحية ينتظم في التدريبات الجماعية لفريق شبيبة القبائل الجزائري

رئيس شباب بلوزداد يجتمع باللاعبين بعد سقطة بسكرة