وزارة الشبيبة والرياضة

عبّرت عدّة نواد تنشط بالبطولات الهاوية، عن صدمتها الشديدة من إقصائها من طرف وزارة الشبيبة والرياضة، من المساعدات، وعقود السبونسور مع الشركات العمومية، رغم معاناتها من أزمات مالية خانقة جدّا، وظروفها أسوأ بكثير من وضعية الفرق الناشطة في البطولات المحترفة، كما أن طبيعتها كأندية هاوية، تجعلها أولى بالمساعدات. وهي التي تبذل جهودا كبيرة في تكوين لاعبين باتوا حاليا يصنعون أفراح الفرق المحترفة، ووصلوا حتى للمنتخب الوطني، من دون أن تستفيد فرقهم الأصلية من أي دعم مالي. وهو ما يحرم عددا كبيرا من الشّبان والمواهب الكروية من مواصلة مشوارهم الكروي.

سليماني وبونجاح وبلايلي مثال الأندية الهاوية

يعتبر هدّاف المنتخب الوطني إسلام سليماني أبرز أمثلة الفرق الهاوية، وهو الذي بدأ مشواره الكروي مع فرق صغيرة في صورة عين البنيان والشراقة، قبل أن تخطفه إدارة شباب بلوزداد. وينطبق نفس الشيء على الهدّاف الآخر للخضر بغداد بونجاح الذي رصده بوعلام شارف في سنوات تألقه مع رائد غرب وهران في الأقسام الجهوية ليجلبه إلى اتحاد الحراش. وفي نفس الفريق الوهراني تألق يوسف بلايلي قبل أن يلتحق بمولودية وهران. وهم لاعبون قادوا الخضر إلى واحد من أكبر إنجازاته، وكانت بصمتهم حاضرة بقوة في العودة بـ”الكحلوشة” من الأراضي المصرية.

هداف الرابطة الثانية خريج المدرسة المغناوية

ناهيك عن عشرات الأسماء المتألقة على مستوى دوري الأضواء، لا تخلو الرابطة المحترفة الثانية من نجوم جاءوا من مختلف الفرق الهاوية، وأبرزهم مهاجم أولمبي المدية وهدّاف الرابطة المحترفة الثانية توفيق الغماري اللاعب السابق لإتحاد مغنية، والذي تعلم أبجديات كرة القدم في فريق المدينة الحدودية. ولا يكاد فريق من فرق الرابطة الثانية وحتى الأولى يخلو من اسم تكوّن في الفرق الهاوية، قبل أن يشق مشواره نحو الأقسام العليا.

لاعبون “حرّاقة” وآخرون في الفلاحة والبناء

تعيش الفرق الهاوية وسط أزمات مالية رهيبة ولا متناهية، وضعية دفعت بلاعبيها إلى اللجوء إلى قرارات مفاجئة وغير منتظرة، فمنذ أشهر قليلة فقط صنع لاعب أمل مغنية أمين بلغيث الحدث، بعد ما اضطّرته الظروف الاجتماعية الصعبة إلى ركوب قوارب الهجرة غير الشرعية والهروب من أرض الوطن بحثا عن مستقبل أفضل، وهو اللاعب الذي سبق له المرور في الفئات الصغرى بكل من جمعية وهران ووداد تلمسان، كما أن الجميع كان يتوقع له مستقبلا كرويا زاهرا. ومنذ أيام قليلة فقط فجعت مدينة مغنية في وفاة 08 من شبّانها في حادث غرق زورق كانوا يحاولون الإبحار من خلاله نحو إسبانيا. في حادثة بلغنا أن لاعبا آخر من فريق مغنية كان يخطط للذهاب فيها. وتشتكي الفرق الناشطة بالقسم الثاني هواة وما بين الرابطات، نهاية كل أسبوع من غياب عدد من لاعبيها، لأسباب تتعلق بالأموال. في وقت يؤكد عدّة لاعبين أنهم اضطروا للعمل في ورشات البناء وفي الفلاحة وفي عدّة أشغال شاقة من أجل تأمين مصروفهم اليومي في ظل عدم تلقيهم أموالهم بسبب معاناة فرقهم من الأزمات المالية.

فرق عريقة خارج دعم الوزارة

تضم بطولات الهواة في الجزائر عدّة فرق عريقة، سبق لبعضها الظفر ببطولات وتقديم أسماء كبيرة جدا لكرة القدم الجزائرية، كما هو حال فريق الأسطورة لخضر بلومي غالي معسكر الذي يعاني الأمرين ومثله في الغرب الجزائري نجد فرق تيارت ومستغانم ومغنية، وفي الشرق الجزائري عين البيضاء ومولودية وشباب باتنة وتبسة وشلغوم العيد، أما في وسط البلاد فإن فرقا تمثل ولايات كبيرة مثل بومرداس والبليدة التي تستقبل المنتخب الوطني والجلفة وعين الدفلى، غير انها لم تستفد من مرافقة وزارة الشبيبة والرياضة، التي ساهمت في توقيع فرق الرابطة الثانية لعقود سبونسور بـ10 ملايير سنتيم وبـ15 مليار سنتيم لفرق الرابطة الأولى. وهي إعانات تمثل بالنسبة لبعض الفرق الهاوية ميزانية ثلاثة أو أربعة مواسم. وهو ما دفعها للمطالبة من وزارة الشباب والرياضة بالنظر في حالتها ومساعدتها خاصة وأنها خزّان الفرق المحترفة التي تهمل التكوين وتركز على البحث عن اللاعبين الجاهزين وتهدر أغلب الأموال في دفع رواتب خيالية للاعبين بشهادة القائمين على كرة القدم والقطاع.

قد يهمك ايضا:

سفيان بن دبكة يؤكد أن تأهل فريقه جنبه السقوط في وحل المشاكل والاستمرار التنافس مهم

خير الدين زطشي يؤكد أنه فكر في الاستقالة مرتين من رئاسة الاتحاد الجزائري