الألوان الجريئة في الديكور

هل أنت من هواة الأحمر، أو الأصفر، أو البرتقالي، أو غيرها من الألوان المفعمة بالجرأة والحيويَّة؟

إذن، فإنَّ الديكورات المعاصرة تتفق مع ذوقك، وهذه الأخيرة لم تعد مُتحفِّظة كما كانت عليه في الماضي، وبالتالي فإنَّ الألوان الجريئة لم تعد مستبعدة من المساحات العصريَّة الأنيقة، وحتَّى الراقية منها. لكن، كيف ننجح في التغلُّب على صعوبة التصميم بالألوان الجريئة؟

قبل شراء أي عنصر من عناصر المساحة، يجدر التأكُّد من انسجام هذه العناصر مع بعضها البعض. يتحقَّق الأمر من خلال العمل على سطح لوح صغير؛ تُضمّ نماذج من الخامات إلى اللوح، بُغية اختبار تناسقها معًا. إلى ذلك، تشمل النصائح المتصلة في إعداد تصميم منزلي ذي ألوان جريئة، حسب خبيرة التصميم والألوان الأيرلندية ماريا فلين:

لا للانقياد للموضة

الإكسسوارات المُلوَّنة بألوان فاقعة سهلة التبديل

عند اختيار ألوان المنزل، من الخطأ تتبُّع ألوان بعينها لأنَّها دارجة فحسب؛ على المنزل أن يعكس شخصيَّات ساكنيه، وأن يُحقِّق الراحة لهم. وإذا ما أُعجب أصحاب المنزل بلون من ألوان الموضة فأكثر، يمكن توظيفه في التصميم الداخلي على هيئة إكسسوارات، ما يجعل التبديل سهلًا في وقت لاحق، عند أفول هذه الموضة.

الحذر من النقوش

عند الرغبة في اقتناء أثاث فخم، وباهظ الثمن، لغرض الاحتفاظ به في المنزل طويلًا، على المشتري أن يعلم أنَّ النقوش "تشيخ". بالمُقابل، تستطيع الألوان القويَّة السادة "الصمود" لوقت أكثر طولًا، فاللون أقلّ احتمالًا بأن يصبح قديم الطراز كالنقش. والحذر ضروري تاليًا، عند انتقاء منتج ذي ألوان قويَّة للغاية، إذ يجب أن يكون النقش به محدودًا للغاية.


مواد "خالدة"

لإطالة عمر القطعة ذات اللون القوي، يُستحسن اختيارها مشغولة بإحدى المواد "الخالدة" أو الصالحة لكلِّ زمان، كالخشب، أو الرخام، وملوَّنة بالذهبي، مثلًا، فهذا كفيل ألَّا تفقد رونقها، في وقت قصير.

 

الثقة بالذوق الشخصي

حال إيجاد قطعة مرغوبة، ومُناسبة للمنزل، فلن يملّ شاريها منها، بالضرورة

قد يتردَّد البعض في شراء الأثاث المُلوَّن، مُعتقدًا أنَّه سيملّه بعد فترة! ولكن، حال إيجاد قطعة مرغوبة، ومُناسبة للمنزل، فلن يملّ شاريها منها، بالضرورة، حسب فلين. ومن المُستحسن عرض القطعة، بعيدًا من المساحات يوميَّة الاستخدام، بحيث لا يراها المالك باستمرار.


ألوان غرف نوم الأولاد

يُفضَّل تجنُّب الألوان الفاقعة أو التباينات اللونيَّة القويَّة في غرف نوم الأولاد، على وجه الخصوص. أمَّا إذا كانت وظيفة الغرفة تتمثَّل في لعب الأطفال، فلا مانع من بعض الدرجات اللونيَّة البارزة بغية تحفيز هذه الفئة العمريَّة.
رغبة الأهل في إعداد بيئة تحفّز صغارهم، قد تدفعهم إلى الانقياد للمبالغة في التحفيز، من خلال إعداد تصميم يعجّ بالألوان، من دون إيلاء أهميَّة إلى ضرورة إراحة الأطفال في الغرف الخاصَّة بهم، خصوصًا في نهاية اليوم، عندما يحين موعد نومهم.

 

لا للتباينات القويَّة في غرف النوم

يجب الحرص على تجنُّب التناقضات اللونيَّة القويَّة، في غرف النوم. من جهةٍ أخرى، وعلى الرغم من قوَّة اللون الأحمر، فإنَّ حضوره ليس سيِّئًا في غرفة النوم، شريطة استخدامه مع مواد ولمسات أخرى تضيف النعومة إليه.

 

3 أخطاء شائعة

لكلِّ لون درجات عدَّة، وكيفيَّة استخدام؟

إضافة ألوان جريئة إلى المساحة خطوة مربكة، فهي قد تفضي إلى ديكور جذَّاب، أو على النقيض من ذلك تقود إلى فوضى عارمة. تشمل الأخطاء الأكثر شيوعًا في هذا المجال، بحسب فلين:

1. يبدو الخطأ الأكثر شيوعًا في مرحلة التصميم، هو الافتقار إلى الأسلوب المناسب أو النمط الذي يربط بين العناصر المختلفة، فقد يحضر الكثير من اللمسات والتفاصيل اللطيفة في الغرفة، ولكن بعيدًا عن طراز عام لها "يلتقطها". حتّى إن كان الطراز المرغوب من صاحب المنزل عبارة عن مزيج من الأنماط، فقد يكون من نمطين، لا أكثر.

2. في بعض الأحيان، قد يتخذ صاحب المنزل قرارًا حول نظام الألوان، ليتراجع عنه، مع وضع المصمِّم اللمسات الأخيرة، ما يصيب المصمِّم غير المُتمرِّس بالهلع! لمجرَّد أن تصبح الجدران جاهزة، لكنَّها لم تستقبل أي قطع تعمل على تشكيل تباين أو توازن بعد، يُصاب البعض بالذعر، ويبدأ في إجراء التعديلات. لتجنُّب هذا الخطأ، يُستحسن قضاء ما يلزم من الوقت، قبل الشروع في تنفيذ التصميم، وذلك لضمان فعل الشيء الصحيح، وبعد ذلك التحلِّي بالشجاعة لمتابعة ذلك، حتَّى اكتماله.

3. ثمة سوء فهم بين المحترفين وغير المحترفين في لغة الألوان؛ فلكلِّ لون درجات عدَّة، وكيفيَّة استخدام؟ ولذا، قد يحدث ما تقدَّم خطأ فادحًا، ما لم يرى صاحب المنزل عيِّنة من اللون الذي يقصده المصمِّم.