وصفت أستاذة البيئة النباتية المشارك بكلية العلوم بجامعة الدمام و رئيسة اللجنة العلمية لمؤتمر البيئة والتنمية في منطقة الخليج العربي الدكتورة وفاء التيسان , الاستغلال الجائر للغابات الخضراء بأنه أصبح بمثابة الإشكالية المزعجة في القرن العشرين وأن السبب وراء إزالتها هو النمو الاقتصادي في المقام الأول . وقالت في تصريح صحفي اليوم بمناسبة انطلاق مؤتمر البيئة والتنمية في منطقة الخليج العربي غداً بالدمام برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وتستمر فعالياته 3 أيام : إن الإحصائيات تشير إلى أنه في عصر الإمبراطورية الرومانية كانت تغطى الغابات حوالي 90 % من أوروبا واليوم قد أخفى حوالي 500 ألف هكتار من هذه الغابات بهدف صناعة الأخشاب والزيادة السكانية في المدن والبلاد النامية ونتيجة لذلك حدث فقدان الكثير من التنوع البيولوجي. وأضافت أن ذلك ما حدث بالفعل لغابات المانجروف على الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية وتعرض هذا النوع من النباتات للتدهور في كثير من مناطق وجوده نتيجة للمناشط البشرية المختلفة خاصة بعد عمليات الردم الساحلي وعمليات النفط . وأوضحت الدكتورة التيسان أنه من المعروف أن بيئات نباتات المانجروف تتميز بتنوعها الحيوي الكبير فهي تكون نظاما بيئيا غنيا ذا إنتاجية عالية من حيث كونه ملجأً للعديد من الكائنات الحية وهي فعالة في تنظيف الشواطئ من عمليات التلوث كما أنها تحمي الشواطئ من الانجراف والتآكل بواسطة جذورها التي تمتد إلى أعماق تصل إلى مترين وتشمل بيئات غابات المانجروف والحشائش البحرية والمستنقعات الساحلية بيئات مهمة للكربون الأزرق وهو الكربون الذي يتم امتصاصه من الجو واختزانه في النباتات والتربة في النظم البيئية الساحلية . وأبانت أن هذه البيئات تؤدي دوراً مهماً في تخفيف انبعاث الكربون الجوي وظاهرة ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض وتغير المناخ وأن سواحل المملكة تمتلك جزءاً مقدراً من هذه الثروات.