الصحافة الأميركية

يتتبع الأكاديمي الليبي الدكتور عبدالكريم العجمي الزياني نشأة ومراحل تطور الصحافة الأميركية وتقنياتها الإخبارية المختلفة وتأثرها وتأثيرها في صنع القرار في كتابه الجديد “السلطة الرابعة الأميركية”، طارحا فكرة أن الصحافة ليست مجرد مهنة وإنما هي سلطة قادرة على التغيير.

وينطلق الزياني أستاذ الإعلام في جامعة الفاتح سابقا وأستاذ الإعلام في جامعة البحرين حاليا، في رحلة البحث في جذور الصحافة الأميركية انطلاقا من زمن الاستعمار البريطاني مبرزا الدور الذي لعبته في انتصار الثورة ليتجه بعد ذلك إلى إبراز أنواع الصحافة التي برزت بين صحافة “البزنس” والصحافة “الصفراء” وصحافة “التابلويد”، وصولا إلى ظهور الصحف الأفريقية في الولايات المتحدة وتأثير عدد من الصحافيين في تاريخ الصحافة الأميركية، على غرار بنجامين داي، مؤسس “بيني برس” الذي أحدث ثورة في الصحافة الأميركية، وهنري جاي ريموند مؤسس صحيفة “نيويورك تايمز”، وجيمس جوردون بينيت مؤسس صحيفة “نيويورك هيرالد”.

الكتاب يتناول الأسس الفلسفية للصحافة الأميركية الكتاب يتناول الأسس الفلسفية للصحافة الأميركية

ويتناول الكتاب الصادر في العاشر من أكتوبر الجاري عن مكتبة “الكون” المصرية، الأسس الفلسفية للصحافة الأميركية، إذ يركز الكاتب على النظريات المؤسسة للصحافة الأميركية (السلطة، الحرية والمسؤولية الاجتماعية) والتي أفرزت أشكالا من الرقابة والقيود على الصحافة، ليتطرق عقب ذلك إلى وظائف الصحافة الأميركية واقتصادياتها بين الأرباح وكلفة الإنتاج.

وتحت عنوان “المعالجة”، ينطلق الكاتب في الفصل الثالث من الكتاب، في تفكيك أساليب الصحافة الأميركية من خلال رصده لأبرز مقومات وقواعد نشر الأخبار المعتمدة مستعرضا القوالب الفنية لتحرير الخبر الصحافي.

ويشير الكاتب إلى اعتماد الموضوعية في الصحافة الأميركية في ما يخص العمل الصحافي، وسياسة التحرير، وأساليب المعالجة وطرق التغطية الإخبارية.

لكنه في المقابل ينوه إلى التغطية الصحافية لأخبار العالم النامي في الصحافة الأميركية والتي تعتمد أساليب مختلفة منها التخويف والتضليل والكذب، مشيرا إلى أن هذه الأساليب تطرح إشكالية التدفق الإخباري لأخبار العالم الثالث والمعوقات التي تواجه نشر أخباره في الصحافة الأميركية.

كما يقف خلاله الكاتب على استقلالية الصحافة الأميركية أمام التأثيرات المختلفة التي تتعرض لها. ويرصد جملة من المؤثرات تأتي في صدارتها جماعات الضغط، التي “تعتبر ظاهرة مميزة للنظام السياسي الأميركي”، ويفكك الكاتب أبرز مكوناتها ودورها في الصحافة الأميركية.

ويوضح دور المخابرات المركزية الأميركية في نقل المعلومات الصحيحة وغير الصحيحة للصحافة الأميركية لخدمة التوجهات السياسية ويرصد في هذا السياق عددا من الأمثلة والمعلومات المدعومة بتقارير وأرقام رسمية.

قد يهمك ايضا:

صحيفة ألمانية تكشف عن مناورات سرية لتجهيز ألمانيا لحرب نووية 

إصابة صحافيين فرنسيين من صحيفة "لوموند" بالقصف الأذري في قره باغ