من أجل سد حاجتها من الوقود تسعى الولايات المتحدة إلى استخدام مزيج من الغاز والفحم الطبيعي والمحاصيل غير الغذائية لانتاج وقود اصطناعي، كما أكد فريق من الباحثين بجامعة برينستون. وفضلاً عن الفوائد الاقتصادية والأمنية الوطنية، فإن هذه الخطة تتميز بكثير من المزايا البيئية، إذ إن النباتات التي تتم زراعتها لاستخدامها في هذا النوع من الوقود ستعمل على امتصاص ثاني اكسيد الكربون وتساعد الولايات المتحدة بالتالي على تقليل الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى ‬50٪ في العقود القليلة المقبلة. والوقود الاصطناعي مناسب لنظام النقل، لأن من الممكن استخدامه مباشرة في محركات السيارات، وتتطابق مواصفاته مع الوقود المكرر من النفط الخام، ولهذا السبب يصبح مختلفاً عن الوقود الحيوي المتاح حالياً، مثل الإيثانول، الذي ينبغي خلطه مع الغاز أو استخدامه في محركات خاصة.وفي سلسلة من المقالات العلمية خلال العام الماضي، قام فريق بقيادة أستاذ الهندسة الكيميائية والبيولوجية في جامعة برينستون، كريستودولوس فلوداس، بتقييم سيناريوهات تستطيع للولايات المتحدة من خلالها تسيير سياراتها بأنواع من الوقود الاصطناعي بدلا من الاعتماد على النفط. وقام الفريق أيضاً بتحليل الأثر الذي يمكن أن تتركه محطات الوقود الاصطناعي على المناطق المحلية. ويقول فلوداس إن «الهدف يتمثل في انتاج وقود كاف وخفض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون، أو ما يعادلها من الغازات، بنسبة ‬50٪»، ويضيف أن السؤال ليس فقط كيفية انجاز ذلك، لكن أيضاً كيفية إنجازه بطريقة جذابة اقتصادياً. ويؤكد أن تحقيق ذلك لن يكون سهلاً أو سريعاً، والذي يتطلب اتباع نهج واقعي يتم من خلاله تطبيق تكنولوجيا الوقود الاصطناعية بشكل تدريجي، ويتوقع أن يستغرق ذلك ما بين ‬30 و‬40 سنة لكي تعتمد الولايات المتحدة اعتماداً كاملاً على الوقود الاصطناعي، كما أكد أن الوقود لن يكون رخيصاً، وتقدر تكلفة إنشاء هذا النظام بما يصل الى ‬1.1 تريليون دولار.ويشكل البحث جزءاً مهماً من كتاب أبيض وضعه أخيراً المعهد الأميركي للهندسة الكيمائية، الذي يدعو إلى زيادة التكامل بين مصادر الطاقة، ويحث صناع القرار على النظر في عمليات التحويل الكيميائية وسيلة محتملة لإنتاج الوقود النظيف والرخيص. ويؤكد بحث برينستون أن نباتات الوقود الاصطناعي يمكنها انتاج البنزين والديزل ووقود الطيران بأسعار تنافسية، وهذا يتوقف على سعر النفط الخام ونوع المواد الأولية المستخدمة في انتاج الوقود الاصطناعي. وتستهلك الولايات المتحدة نحو ثلثي النفط الخام في أغراض النقل، وتستورد سنوياً نحو ‬45٪ من نفطها الخام.