حت شعار ”إنهم يستعدون لتدمير موقع  جميلة”، وجهت مجموعة المراقبة من أجل حفظ الموقع الأثري جميلة، بسطيف، انتقادات حادة لوزارة الثقافة متهمة إياها بمحاولة تدمير الموقع الأثري التاريخي الذي يمتد إلى ملايين  السنين. المجموعة المتكونة من أساتذة ومؤرخين، على رأسهم الباحثة في علم الآثار، الدكتورة نصيرة بن صديق، التي أعلنت على موقعها في شبكة التواصل الاجتماعي، أن الموقع مهدد بالانهيار في حال تواصل تجاهله من طرف وزارة الثقافة. كما تم نشر صور على موقع ”فايس بوك”، تبين التهديد الذي يترصد الموقع الأثري بعد انهيار جزء من المنصة تحت تأثير الأجهزة الموسيقية بعد دورات من  المهرجان الفني، الذي درجت الوزارة على تنظيمه سنويا هناك. ورغم أن الوزارة كانت قد أعلنت عن نقل المهرجان منذ 2011 إلى خارج الموقع الأثري، وهذا خوفا من انهيار المنصة ومن ثم جزء كبير من المدينة الأثرية التي تمتد إلى عهد الرومان والبيزنطيين التي جعلت جميلة موقعا أثريا عالميا صنفته اليونسكو في لائحة التراث الإنساني منذ 1982، غير أن التهديد مايزال يترصد الموقع جراء سياسة التجاهل والإهمال. مجموعة من الباحثين والمهتمين الذين  نددوا بالإهمال الذي يطال الموقع الأثري، أدانوا أيضا الترتيبات التي اتخذتها الوزارة التي تستعد لمباشرة عمليات ترميمات في محيط الموقع. وحسب الصورة المسربة من موقع ”العمليات” فإن المواد التي يعتزم استعمالها في الترميم هي ”خرسانة” وحديد البناء الذي يستعمل في تشييد العمارات والآجر! وهذا ما يعد منافيا للمعايير الفنية المتعلقة بالترميمات، لأنها تسيء إلى الطابع العمراني والتاريخي  للمصنف الأثري، زيادة على أن المخاطر التي تنجم عن وضع الكتل الخرسانية، حيث يكون للحفر التي ينتظر إحداثها في الموقع لتثبيت الخرسانة أثرا سلبيا على تدمير الطبقات الأثرية المدفونة ومن ثم الآثار التاريخية التي لم يتم اكتشافها بعد. زيادة على ما أحدثه وجود أكثر من 10 آلاف متفرج في الموقع إبان الدورات المختلفة للمهرجان، حيث كان الجمهور يفعل هناك ما يشاء دون مراقبة، بما في ذلك رمي القمامات والتبول على الفسيفساء وأدراج المعبد القديم، الأمر الذي يجعل الموقع الأثري في حلة  متدهورة. من جهة أخرى استنكر أصحاب العريضة تجاهل الجزائر لمواقعها الأثرية، في حين دفعت البلاد لمنظمة  اليونسكو، عند آخر زيارة لمديرة المنظمة، ايرينا بوكوفا، 5000000 أورو كمساهمة في صندوق الطوارئ،  دون أن يكون لتلك المبالغ المدفوعة أي مساهمة في الحفاظ على مواقعنا الأثرية مثل جميلة وتيمڤاد وتيبازة ودلس. وقد عبر أصحاب العريضة عن قلقهم إزاء الأخطار التي تهدد مواقع عدة مثل سوق أهراس ”خمسية مدور” ومنطقة ”تديس” في تيبازة.