جهاد الخازن

قال حافظ ابراهيم في رثاء ملك بنت حفني ناصف:


ملك النهى لا تبعدي / فالخلق في الدنيا سِيَر

اني أرى لك سيرةً / كالروض أرّجه الزهر

ربى أبوك الناشئين / فعاش محمود الأثر

وسلكتِ أنتِ سبيله / في الناشئات من الصغر

ربيتهنّ على الفضيلة / والطهارة والخفر


وزاد:

لله درّكِ إن نثرتِ / ودرّ حفني إن نثر

قد كنتِ زوجاً طبّةً / في البدو عاشت والحضر

سادت على أهل القصور / وسوّدت أهل الوبر

غربية في علمها / مرموقة بين الأسر

شرقية في طبعها / مخدورة بين الحجر


وأكمل:

فخرت بوالدها / ووالدها بحليتها افتخر

بالعلم حلّت صدرها / لا باللآلئ والدرر

فانظر شمائل فكرها / بالله يوم المؤتمر

واقرأ محاضرة الجريدة / والمقالات الغرر

وارجع الى ما أودَعَت / عند المجلات الكبر

تعلم بِأَنَّا قد فقدنا / خير ربّات الفكر

يا ليتها عاشت لمصر / ولم تغيّبها الحفر


وأضاف:

كانت مثالاً صالحاً / يُرجى وكنزاً يُدّخر

إني رأيت الجاهلات / السافرات على خطر

ورأيت فيهن الصيانة / والعفاف على سفر

لا وازع وقد انطوت / ملك يقيهنّ الضرر

لا كان يومك يوم لاح / الحزن مختلف الصور


وأيضاً:

أنا لم أذق فقد البنين / ولا البنات على الكبر 

لكنني لما رأيت / فؤاده وقد انفطر

ورأيته قد كاد يُحرق / زائريه إذا زفر

وشهدته أنّى خطا / خطواً تخبّل أو عثر

أدركت معنى الحزن حزن / الوالدين فما أمرّ


وقال:

صبراً أبا ملكٍ فإن / الباقيات لمن صبر

وبقدر صبر المُبتلى / طول المصيبة والقِصَر

يا برّةً بالوالدين / أبوك بعدكِ لا يقرّ

فسلي إلهك سلوةً / لأبيكِ فهو به أبرّ

وليهنِكِ الخِدر الجديد / فذاك دار المستقر