تعد الفترة ما بين منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، وحتى أواخر كانون الأول/ديسمبر، من أفضل الأوقات التي يستغلها الزوار والمعتمرون، خصوصا السعوديين للذهاب إلى مكة وأداء العمرة، نظرا لاعتدال أسعار الفنادق، التي قدرها متعاملون في هذا القطاع بانخفاض يصل إلى نحو 60 في المائة، إضافة إلى خلو المسجد الحرام من مشاهد الزحام في هذه الفترة. أهل مكة بدورهم لا يتنفسون الصعداء سوى في هذه الأيام، حيث يتوافدون بشكل كبير إلى الحرم المكي بعد أن قللوا من الذهاب إليه ليتيحوا للمعتمرين طوال الموسم وكذلك الحجاج الفرصة للاستمتاع بالروحانية التي يجدونها في المسجد الحرام، وآثروا أن يكون وجودهم داخل أروقة الحرم في هذه الفترة التي يخلو فيها المطاف والمسعى من حالات الازدحام الشديدة نظرا لمغادرة الحجاج إلى ديارهم، وكذلك قبل مجيء أفواج المعتمرين الى مكة مطلع العام الجديد. يقول وليد أبو سبعة، رئيس لجنة الفنادق في الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة "تعيش فنادق مكة خصوصا المحيطة بالمنطقة المركزية للمسجد الحرام، هذه الأيام انخفاضا نسبيا في الحجوزات، بغض النظر عن الفنادق الكبيرة التي تكون عادة حجوزاتها قريبة من اكتمال نصابها، ولكن هناك نوع من الهدوء يلامس أروقة الفنادق، وهذا أمر طبيعي ومعتاد منذ سنوات طوال، ولكن في السنوات القليلة الماضية تقلصت فترة استراحة المحارب لهذه الفنادق إلى أقل من شهر ونصف بعد أن كانت تصل إلى أكثر من ثلاثة أشهر".