رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي

بات في حكم المؤكد أن تجتاز رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، قطوع سحب الثقة منها، بعد أن أعلن 158 نائباً من "حزب المحافظين" بعد ظهر اليوم الأربعاء، دعمهم لها لمتابعة قيادة الحزب، وتنفيذ خطتها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، قبيل ساعات قليلة على عملية التصويت التي ستجري مساء.

وكانت رئيسة الوزراء البريطانية حذرت صباحاً، من أن "تغيير القيادة الآن في حزب المحافظين الذي تترأسه، سيضع مستقبل الحزب والبلاد في خطر"، متعهدةً  بمحاربة التصويت المرتقب مساء اليوم الأربعاء، لسحب الثقة منها. وأكدت في كلمة لها صباحاً "تمسكها بالاتفاق الموقع مع القادة الأوروبيين المتعلق بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي "بريكست". وحذرت ماي من خطر الانقسام في حال عدم التصويت على اتفاق "بريكست"، وقالت أن "أي تغيير في القيادة يعني تأجيل أو إلغاء اتفاق الخروج".

وقالت ماي في خطاب مقتضب من أمام مقر الحكومة البريطانية في العاصمة لندن، إن "حزب المحافظين يجب أن يكون حزبا حداثيا يعمل لصالح البلاد"، قائلة إن "تغيير القيادة الآن سيضع مستقبلنا في خطر". وأكدت أنه "من الخطر إعطاء حزب العمال (المنافس) الفرصة للسيطرة على تنفيذ إجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، قائلة: "علينا الالتزام بإعادة بناء البلاد".

وأبدت رئيسة وزراء بريطانيا استعدادها لإتمام مهمة الخروج من الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أن "الشعب يريد إكمال طريق بريكست"، مشددة على ضرورة تنفيذ نتائج استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي.

تصريحات ماي أتت رداً على ما أعلنه نواب من "حزب المحافظين" الذي تنتمي له رئيسة الوزراء البريطانية  تيريزا ماي التوصل إلى إجراء تصويت على  سحب الثقة منها، اليوم الأربعاء، في ظل انفراط عقد خروج البلاد المقرر من لاتحادالأوروبي.

وأعلن غراهام برادي، رئيس ما يعرف باسم "لجنة 1922" في الحزب، "تجاوز الحد اللازم لإجراء الاقتراع". وقال إن اقتراعا سيجرى بين الساعة 18:00 و20:00 مساء اليوم الأربعاء في مجلس العموم، وستعلن النتائج في أقرب وقت ممكن.

وكانت الحكومة البريطانية قد أجلت مساء الاثنين تصويت البرلمان على الاتفاق الموقع مع القادة الأوروبيين بشأن  انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.والتقت رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، مع مسؤولي المفوضية الأوروبية مساء أمس الثلاثاء.

وفي سياق متصل استبعد اليوم، رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أي إعادة تفاوض بشأن اتفاق الانفصال مع بريطانيا، لكنه قال إنه لا يزال بالإمكان توضيح عناصر الاتفاق. وفي إحاطة له أمام المشرعين الأوروبيين في ستراسبورغ بفرنسا بشأن قمة للزعماء هذا الأسبوع، قال يونكر اليوم الثلاثاء إنه "لا يوجد أي مجال على الإطلاق لإعادة التفاوض" على اتفاق الانفصال.

لكنه أضاف أنه "إذا ما استخدم الأمر بذكاء، فهناك مجال كاف لإعطاء مزيد من التوضيح والتفسيرات الأخرى دون فتح اتفاقية الانسحاب". وأكد يونكر، الذي من المقرر أن يجتمع مع رئيسة الوزراء البريطاني تيريزا_ماي مساء اليوم الثلاثاء، أن "الاتفاق الذي حققناه هو أفضل اتفاق ممكن. إنه الاتفاق الوحيد الممكن".