فيروس كورونا

تصطدم جهود المجتمع المدني لدعم المؤسسات الصحية في ظل "جائحة كورونا" بعراقيل بيروقراطية، تضعها تلك المؤسسات نفسها، كما حصل في جيجل، إذ رفضت إدارة مستشفى قبول أجهزة تنفس هي في أمسّ الحاجة إليها، ورغم ندرة تلك الأجهزة وأهميتها فإن واحدا منها تعرض للتخريب في بجاية على يد شخص لم يتمكن من ضبط انفعاله، بعد وفاة والده في مصلحة لعلاج كورونا.
وشدّدت ولاية باتنة القيود على إصدار تصاريح التنقل، بعد أن كانت تسلم إلى غير مستحقيها، من هواة السهر والتسكع ليلا، وفي ولاية ميلة، تسود حالة قلق وسط السكان بسبب توسع رقعة الوباء، وهو توسع دفع والي البويرة إلى التلويح بغلق الجامعة.
بينما فوجئ الخميس الوفد التضامني الذي حل بجيجل برفض إدارة مستشفى الطاهير، استلام المساعدات التي أشرفت على جمعها، جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، حيث تحجّجت الإدارة بأن تلك المعونات يجب تسليمها إلى مديرية الصحة التي تتولى توزيعها، رغم أن الوضع الصحي لا يحتمل أي تأخير في استغلالها.
وأطلقت الجمعية الخيرية “التعاون على البر والتقوى” في بجاية، حملة واسعة لجمع التبرعات الخاصة باقتناء أجهزة التنفس، لفائدة المصابين بفيروس كورونا، قصد تخفيف الضغط على المستشفيات التي تشهد اكتظاظا رهيبا، كما دعت الجمعية أفراد الجالية، إلى تقديم يد العون في إنجاح هذه المبادرة، مشيرة إلى أن توفير أجهزة التنفس، من شأنها إنقاذ أكبر عدد ممكن من المصابين بهذا الفيروس، وتمكين المرضى من استغلالها بالمنزل، وهو ما يخفف الضغط على المستشفيات.
ورغم أهمية هذه الأجهزة وندرتها فإن واحدا منها تعرض إلى التحطيم بالولاية، إذ أقدم شاب على تخريب مصلحة الكوفيد 19، بالمستشفى الجامعي، بعد ما دخل في حالة هيجان، بسبب وفاة والده بالمصلحة، حيث حطم كل ما وجده في طريقه، ومن بينها جهاز تنفس اصطناعي وجهازان لقياس نبضات القلب، كما تسبب في إصابة أحد عمال المستشفى بجروح.
وكشف والي البويرة لكحل عياط عبدالسلام عن وجود تهاون في تطبيق البروتوكول الصحي في عديد الإدارات والمصالح على غرار جامعة البويرة، التي ذكر أنه قام باستدعاء رئيسها، ووجه له 3 إعذارات في ما يتعلق بالتطبيق الصارم للبروتوكول الصحي، موجها تهديدا بغلق أبواب الجامعة في حالة الاستمرار في التهاون المسجل، لأن صحة المواطن والطالب خط أحمر كما قال، مضيفا أنّ الأمر لا يقتصر فقط على الجامعة وإنما على بعض المساجد والأماكن الأخرى.
يذكر أنه تمت ملاحظة تهاون كبير في تطبيق إجراءات البروتوكول الصحي والتعليمات الصادرة من الجهات الولائية والحكومة، حيث لاحظنا استمرار تردد شباب على الملاعب الجوارية بالأحياء، حتى بالفترة الليلية إضافة إلى المساحات الخضراء التي لا تزال مفتوحة لحد كتابة هذه الأسطر، فضلا عن ترخيص بعض الإدارات لعقد جمعيات عامة رغم وجود تعليمات تمنع ذلك، مما يزيد من تعقد الوضع ويرهن النتائج المرجوة من البروتوكول الصحي فيما يخص الصحة العمومية والحد من انتشار فيروس كورونا.
وفي باتنة ألغت مصالح الولاية، جميع التصاريح الاستثنائية الممنوحة خلال المرحلة الأولى، فارضة قيودا على إصدارها مستقبلا، وسبق لمصالح الأمن أن أوقفت عددا من الأشخاص في كافيتريا وسط عاصمة الولاية، في سهرة لتعاطي “الشيشة”، بعد حصولهم على تراخيص إدارية للتنقل ليلا.

قد يهمك ايضا:

المديرية العامة للأمن الوطني تذكر المواطنين بضرورة الالتزام بتدابير البروتوكول الصحي

إيران تبدأ خطة الإغلاق الشامل وسط ارتفاع قياسي بالإصابات بكورونا