الانتخابات الرئاسية الجزائرية

سيتذكر الجزائريون طويلا تاريخ الخميس 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، فهي محطة انتخابية يأمل المواطنون من خلالها صناعة واقع جديد وقطيعة مع عهد الفساد والبيروقراطية والتخلف والفقر ..، هي انتخابات ليست ككل الانتخابات، جاءت في ضل حراك شعبي وثورة سلمية هدفها الوحيد بناء جزائر جديدة بوجوه جديدة وثقافة تسيير جديدة تجعل من المواطن محل اهتمام كل القوانين والدساتير ..

“هل سيتحسن الوضع بعد 12 ديسمبر؟”.. “ربي يستر البلاد”، و”بعد 12 ديسمبر سنتحدث”، و”نؤجل الحديث عن الموضوع بعد 12 ديسمبر”.. ” إن شاء الله الأحوال تتحسن ولبلاد تخرج من محنتها..” هذا ما يردده الكثير من الجزائريين، في الشارع وفي الإدارة، وفي وسائل التواصل الاجتماعي.

موعد هذا التاريخ له أثر اجتماعي ونفسي واضح في سلوكيات الجزائريين، ما خلف ردود أفعال في واقع الحياة اليومية، التي فيها زادت المتطلبات الضرورية وغلاءها، وتدني المستوى المعيشي الاقتصادي لدى المواطن، هذا الواقع يريد الجزائريون تغييره من خلال انتخابات حرة ونزيهة يصنع من خلالها الجزائريون واقعا جديدا وممرا نحو التقدّم والرقي وبناء جزائر قوية ومستقلة، كل المواطنين فيها سواسية ..

وفي هذا الموضوع، أكدت الدكتورة ثريا التيجاني، أستاذة علم الاجتماع في جامعة الجزائر، أن الشعب الجزائري يشعر بأنه في مأزق، ومحاط بتناقضات، وهذا، حسبه، لوجود مجموعات متضاربة في المواقف، والآراء، في وقت تعيش فيه الجزائر حالة اللااستقرار، والمصير المجهول، ووضعا ينتظر أن يتحسن بعد تاريخ 12 ديسمبر الذي يصادف اليوم الخميس.

وقالت التجياني، إن الحراك الشعبي حقق أهدافه، وبقي الجزائريون يترقبون استقرار البلاد، وحسم المواقف التي من شأنها أن تخدم الجميع، وتحافظ على أمن الجزائر، بجمهورية جديدة تتطلع إلى آمال الشعب.

وأشارت المتحدثة، إلى أن هناك فئة من المجتمع التزمت الصمت الرهيب وفضلت الانزواء والانطواء، ولكن موقفها هذا نتيجة لوجود الخوف، وقالت إن التشاؤم من موعد 12 ديسمبر وعدم المبالاة به، قد يولد حالة من مقاطعة الحياة، والدخول في الفوضى، وحالة من العنف الشديد في المجتمع.

وتوقعت التيجاني، وحسب تتبعها للوضع الاجتماعي، زوال ثلثي من حالة الخوف المتواجدة في الشارع الجزائري، بعد الخميس القادم.

جزائريون يرون في 12 ديسمبر المخرج الوحيد للأزمة

من جهته، رد المختص في علم النفس، الدكتور مسعود بن حليمة، أسباب التخوف من ما بعد موعد 12 ديسمبر، إلى الوضع الاقتصادي الراهن في البلاد، وعجز بعض العائلات عن مواجهةحالة الغلاء، وارتفاع الأسعار، وفوضى تعيشها الإدارة في المؤسسات العمومية والخاص.

وقال إن الجزائري يعيش في حالة تخبط نفسي، وشعور بالخوف والكآبة والقلق، والألم الداخلي، حيث اعتبر الحالة النفسية المجتمعية ككل أشبه بشخص هائم الذي لا يملك مخرجا، وأنه يرى في 12 ديسمبر المخرج الوحيد.

ويرى أن هناك 3 فئات في المجتمع الجزائري، فئة أولى تعاني من متطلبات الحياة اليومية، وتعيش عوائق تتطلع بأن تزول بعد هذا الموعد، وفئة أخرى محايدة تنتظر النتيجة بعد الخميس القادم، وفئة ثالثة هدفها أن تبقى الجزائر في حالة فوضى، وهي تعيش الخوف أيضا، لأن مصالحها مهددة بعد ذات الموعد.

وقال الدكتور مسعود بن حليمة، إن الشارع الجزائري عاش منذ سنوات ويعيش الآن، حالة نفسية صعبة، وهذا لأنه حرم من ضمانات سلوكية نفسية، وعدم الحرية والإخلاص، وهذه الضمانات التي يتطلع إليها بعد 12 ديسمبر الجاري.

قد يهمك ايضا:

عبدالقادر بن صالح يُوقِّع على قانون المال لعام 2020‬ خلال اجتماع لمجلس الوزراء

محند واعمر يُؤكّد أنّ الرئيس الجزائري الجديد تتنظره ملفات كبيرة وشائكة