دمشق ـ وكالات أعلنت المعارضة السورية، الأحد، تجدد قصف القوات الحكومية على أحياء دمشق الجنوبية وحمص وحلب، وأن انفجارات عدة وقعت عند الجسر الخامس على طريق دمشق الدولي، بعد يوم دام سقط فيه 161 قتيلاً معظمهم في العاصمة وريفها وحلب، وسط أنباء عن إقامة جسر جوي فوق الأراضي العراقية، يُتيح للإيرانيين تزويد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بالسلاح، وفشل واشنطن في إقناع العراق بتفتيش الطائرات الإيرانية التي تعبر أجواءه"، في حين أعلن الائتلاف السوري المعارض أنه قد يقبل قوات سلام دولية في حال رحيل الرئيس بشار الأسد.
وقالت شبكة "شام" الإخبارية، إن "القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة قد تجدد على أحياء دمشق الجنوبية وبساتين كفرسوسة، وفي ريف العاصمة جرى قصف عنيف من الطيران الحربي على مدينة داريا، كما تجدد القصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ على عدة مدن وبلدات في الغوطة الشرقية وسط اشتباكات عنيفة على طريق مطار دمشق الدولي، وفي محافظة حمص قصفت المدفعية السورية حي السلطانية وسط اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر في شارع الستين في حي دير بعلبة، وفي ريفها تجدد القصف بقذائف الهاون على بلدة البويضة الشرقية في ريف القصير، أما في حلب فجرى قصف بالمدفعية الثقيلة على حي الصاخور بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية التي تحاول اقتحام الحي، وكذلك تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على معظم أحياء مدينة دير الزور، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في أحياء عدة".
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "معارك عنيفة جرت ليل السبت الأحد، بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة، في عدد من مناطق ريف دمشق، تعرضت لقصف جوي ومدفعي، وأن هذه المواجهات جرت في عربين الواقعة شرق العاصمة والتي قصفها الجيش، والزبداني شمال غرب دمشق والمليحة، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى، وفي الشمال قصف سلاح الجو محافظة حلب حيث يتواجه الجيش مع مقاتلي المعارضة في عدد من الأحياء".
إلى ذلك، أكد مسؤول في الحركة الجوية لمطار دمشق لموفد "روسيا اليوم" إلى العاصمة السورية، مساء السبت، أن الطريق إلى المطار أغلق لفترة بسيطة لا تتجاوز نصف ساعة لضمان أمن الركاب، وأن قوى الجيش استطاعت تنظيف المناطق المجاورة لطريق المطار تمامًا، وأن حركة نشطة للطيران الحربي وبخاصة الحوامات لوحظت في محيط العاصمة دمشق مساء السبت، وسمع بين حين وآخر صوت دوي انفجارات ضخمة يرجح أنها قصف بأسلحة مختلفة على مواقع المسلحين، موضحًا أن معارك ضارية جرت في عدد من المناطق الريفية قرب دمشق، وأن الصدامات المسلحة جرت في عدد من المناطق المحيطة بالطريق الرئيسة نحو مطار دمشق الدولي.
وأفاد المصدر ذاته، بأن أعدادًا كبيرة من المسلحين تمركزت منذ أيام في بلدة داريا التي حاصرتها القوات الحكومية، ويبدو أن مجموعات من هؤلاء المسلحين استطاعت التسلل باتجاه طريق المطار الدولي، وبخاصة عند قرية عقربا ومدخل بلدة داريا من طريق المطار الدولي، ورغم أن الجهات الرسمية كانت قد أعلنت أن الطريق نحو المطار الدولي آمن وحركة المطار اعتيادية، ورغم تأكيد السلطات الحكومية انتهاء المعارك قرب المطار، نقل ناشطون عن الجيش الحر قوله إنه بات يسيطر على الفوج "35" (قوات خاصة) الواقع على طريق المطار.
من جانبه، أكد موظف في استعلامات مطار دمشق، أن الحواجز العسكرية عند الجسر الأول على طريق المطار تطلّب من الركاب العودة وعدم متابعة التوجه نحو المطار حرصًا على سلامتهم، مما أدى واقعيًا إلى توقف حركة الطيران، بما في ذلك الرحلات المتوجهة إلى موسكو حتى إشعار آخر، ولاحقًا أجرى الموفد مساء السبت اتصالاً مع مسؤول في الحركة الجوية، الذي أكد بدوره أن الطائرة السورية انطلقت إلى موسكو في الموعد المحدد.
وقال ناشطون سوريون، إن انفجارات وقعت عند الجسر الخامس على طريق دمشق الدولي، وإن حريقًا نشب في المنطقة وأدى إلى انقطاع الكهرباء عن المطار، أن الجيش الحر أسقط ثلاث طائرات تابعة للجيش السوري إحداها قرب المطار، في حين وثقت مصادر حقوقية سورية سقوط 161 قتيلاً السبت معظمهم في دمشق وريفها وحلب، فيما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية، أن انفجارات واشتباكات عنيفة وقعت بين القوات الحكومية والجيش الحر عند الجسر الخامس على طريق مطار دمشق الدولي، مشيرة إلى أن حريقًا نشب في المنطقة، حيث تصاعدت أعمدة الدخان وأدى الحريق لانقطاع الكهرباء عن المطار.
وأضافت شبكة "شام" أن القوات السورية تقصف بالمدفعية والهاون حي العسالي في دمشق، وسمع دوي انفجار في منطقة عش الورور في حي برزة، كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على أحياء دمشق الجنوبية وجوبر وبساتين كفرسوسة، كما شنت حملة دهم واعتقالات في أحياء الشاغور والمهاجرين، وفي ريف دمشق قصف الطيران الحربي مدن وبلدات بيت سحم والذيابية وأشرفية صحنايا وداريا ببيلا ويلدا وعقربا ومناطق عدة في الغوطة الشرقية، كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات وسقبا جسرين وبساتين قطنا وحمورية ومعضمية الشام"، في حين بث ناشطون سوريون صورًا على الإنترنت قالوا إنها لعمليات إسقاط طائرات تابعة للقوات السورية على يد عناصر من الجيش الحر في أكثر من منطقة في البلاد، وأن ثلاث مقاتلات سورية سقطت في منطقة معرة النعمان في ريف محافظة إدلب (شمال) وفي ريف حماة (وسط) وفي ريف العاصمة السورية دمشق قرب المطار، ولم يصدر تعليق عن النظام السوري بعد.
على صعيد متصل، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، مساء السبت، أن "جسرًا جويًا أقيم فوق الأراضي العراقية يتيح للإيرانيين تزويد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بالسلاح، وأن الإدارة الأميركية أصيبت بخيبة أمل بعدما عجزت عن إقناع العراقيين بتفتيش الطائرات الإيرانية التي تعبر أجواءهم".
ونقلت الصحيفة عن مصادر أميركية رفضت كشف هويتها، قولها إن "السلاح الذي تتسلمه السلطات السورية يشمل قذائف وصواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون وقنابل يدوية، وأن إيران تتابع عن كثب التطورات في سورية، حليفها العربي الرئيسي الذي تدعم بواسطته "حزب الله" اللبناني.
وأوضحت المصادر أن "مسؤولين عراقيين سيبلغون الإيرانيين عند اتخاذ قرار بإجراء عمليات تفتيش جوية، وذلك لمساعدتهم على تفاديها، وأن استخدام الأجواء العراقية من جانب إيران لا يزال يثير مشكلة، ونطلب من العراق أن يكون يقظًا ومنسجمًا عبر الوفاء بالتزاماته الدولية، واستمرار طلب هبوط الطائرات التي تحلق فوق الأراضي العراقية آتية من إيران ومتجهة إلى سورية بهدف تفتيشها، أو عبر رفض السماح لطائرات إيرانية متجهة إلى سورية بعبور أجوائه".
من جهة أخرى، أعرب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عن استعداده لإمكان القبول بقوات سلام دولية في سورية في حال رحل الأسد وحلفاؤه عن السلطة، في حين رفضت بعض شخصيات المعارضة فكرة وجود قوات دولية، مؤكدة أنها قد تؤدي إلى انقسام البلاد على أساس مذهبي أو طائفي، في الوقت الذي أعلن فيه رئيس المجلس الوطني السوري الأسبق برهان غليون، أن اجتماع الائتلاف السوري المعارض في القاهرة، أقر عدم مشاركة أي من أعضائه في الحكومة الانتقالية الموقتة".