قوات الجيش الوطني الشعبي

بالرغم من كونهم ينتسبون إلى قوات الجيش الوطني الشعبي.. إلا أنهم يسافرون بأدائهم للموسيقى العسكرية التي تمزج بين جميع الطبوع المنتشرة في أنحاء الجزائر من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، بأنامل جنود وضباط يعزفون ويقرعون الطبول على أنغام “الأوركسترا الهارمونية” و”مزود الحرية”، بكل احترافية ويحققون وراء ذلك راحة نفسية ويساهمون في ترقية الذوق العام للمجتمع ويحققون الهدف المنشود الذي يحفزهم ويحثهم على بذل قصارى جهدهم في التضحية والنضال في سبيل الوطن.

للحظات نسينا أننا في قيادة من القيادات التابعة للجيش الوطني الشعبي، لولا اللباس الرسمي لأفراد مدرسة الموسيقى التابعة لقيادة الحرس الجمهوري، التي يتخرج منها مختلف التشكيلات على غرار تلك التي توكل لهم مهمة تقديم التشريفات الرسمية لرئيس الجمهورية وضيوف الدولة من رؤساء، والوفود الرسمية القادمة إلى الجزائر بالعزف الموسيقي حسب طبيعة المهمة الموكلة إلى كل فوج، بالإضافة إلى ذلك المشاركة في مختلف التظاهرات والمهرجانات والاحتفاءات الشرفية والثقافية الوطنية وكذا الدولية من خلال تقديمها لكل أنواع الأناشيد المستمدة من التراث الأصيل الوطني والموسيقى الفولكلورية والأوركسترا السمفونية.

مدرسة الموسيقى لقيادة الحرس الجمهوري، تم استحداثها حسب ما كشف عنه العقيد غربي في تصريح لـ”الشروق” على هامش زيارة موجهة لفائدة وسائل الإعلام في سبتمبر 2019، وتعتبر النواة الأولى للمدرسة التي تعد الأولى من نوعها على المستوى الإفريقي، وهذا في إطار تجسيد المشروع الذي يندرج في إطار عصرنة مختلف تخصصات الجيش الوطني الشعبي ومواكبته للاحترافية، مؤكدا أن أول دفعة للمدرسة تخرجت في سنة 2020 وتتمثل في الدفعة الثالثة من الأهلية العسكرية المهنية درجة ثانية، اختصاص موسيقى، الدفعة السادسة من الأهلية العسكرية المهنية، درجة أولى، اختصاص موسيقى، الدفعة الثالثة للشهادة العسكرية المهنية، درجة أولى، إختصاص موسيقي.

من جهته، أكد المقدم حسيني أبو اللطف قائد مدرسة الموسيقى لقيادة الحرس الجمهوري، في تصريح لـ”الشروق”، أن الملتحقين بالمدرسة يتلقون تكوينا نظريا وتطبيقيا يسمح لهم بـ”التميز” وتحقيق الهدف المنشود، لأن الموسيقى العسكرية تعتبر تربية للنفوس وتساهم في ترقية الذوق العام للمجتمع، كما تعتبر وسيلة تستثير حماسة العسكريين، وترفع هممهم وروحهم المعنوية، من خلال عزف مقطوعات موسيقية عسكرية تحفزهم وتحثهم على بذل قصارى جهدهم في التضحية والنضال في سبيل الوطن.

وأضاف المقدم حسيني أ”ن مدرسة الموسيقى العسكرية، تنفيذا لتعليمات القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي تسعى لمواكبة كل ما هو جديد في عالم التقنيات الحديثة، من خلال ضم آلات موسيقية جديدة، تستخدم في جميع الفرق الموسيقية على المستوى العالمي، كما دأبت الموسيقى العسكرية على ابتكار ألحان وأناشيد مستمدة من الوجدان والحس الوطني المرتبط بتراثنا الأصيل، والذي يظهر لون ثقافتنا وموروثنا الشعبي الذي أثرى المكتبة الفنية، بإبداعات يشهد لها التاريخ، فكل دولة تسعى إلى تطوير الموسيقى بما يتناسب وموروثها الثقافي والحضاري”.

وإلى ذلك، كشف الضابط الأمني، أنه من بين أهداف المدرسة هو القيام بتسجيل وإعادة كتابة الموروث الثقافي الجزائري بغرض ترقيته وتطويره، ثم كتابته ونشره وهذا للحفاظ على الموروثات الوطنية، ومنعها من الاندثار، خصوصا أن لدينا الكثير من الألحان الشعبية الشهيرة، والتي تحمل مضامين ومعان تساعد على زيادة الحس الوطني، ورفع الروح المعنوية.

وعن شروط الالتحاق، بمدرسة الموسيقى العسكرية، أكد المقدم حسيني أن التجنيد مفتوح لكل الجزائريين الذين لديهم مستوى الثالث ثانوي، إلا أن قبولهم يخضع لشروط تحددها لجنة تقنية متكونة من أطباء ومختصين في الموسيقى، إذ على الراغب في الالتحاق بصفوف المدرسة أن يتوفر على 3 شروط وهي الرغبة في دراسة الموسيقى، والشروط المورفولوجية والذاكرة الصوتية.

قد يهمك ايضاً

الأحزاب السياسية في البلاد تنتقد تطبيع المغرب مع الصهاينة

رؤساء الأحزاب السياسية في الجزائر يجمعون على أهمية الدستور المطروح للاستفتاء