دمشق ـ وكالات أفادت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، أن 71 شخصًا قُتِلوا السبت، برصاص قوات الأسد، التي استعادت السيطرة على حقل نفطي في محافظة دير الزور، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "مناطق في ريف دمشق بعضها قريب من طريق المطار، تتعرض إلى غارات جوية وقصف من القوات الحكومية التي تشتبك مع مقاتلين معارضين في محاولة للسيطرة على معاقل لهم في محيط دمشق"، بينما عادت خدمات الإنترنت للعمل مجددًا في العاصمة السورية دمشق وضواحيها، بعد انقطاع دام يومين على الأقل، في حين نفت وزارة الداخلية الروسية إصدار أي بيان عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يعلن موت بشار الأسد، وقال المتحدث باسم الوزارة، أندري بيليبتشوك في تصريح إلى وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي": "لا يوجد أي حساب للوزير على الشبكات الاجتماعية، والموقع الوحيد الذي يعكس موقف الوزير هو الموقع الرسمي لوزارة الداخلية الروسية".
ورجح أعضاء في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أن يتم اختيار رئيس الوزراء السابق رياض حجاب رئيسًا للحكومة الانتقالية، بعد سقوط الحكومة الحالية بقيادة بشار الأسد، فيما بعثت جماعة أطلقت على نفسها "مجهولو سورية ـ أنونيموس" رسالة تهديد إلى الحكومة، مؤكدة أن "الاختراقات سوف تطال كل من تلطخت يديه بالدماء، أو من يؤيد ذلك".
ونقل المرصد السوري عن ناشطين في دير الزور قولهم إن قوات الأسد "عادت وتموضعت في حقل العمر النفطي"، مشيرًا إلى أن قوامها يبلغ نحو 150 جنديًا، معززين بآليات ثقيلة.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ"فرانس برس"، أن "المقاتلين المعارضين يتواجدون على بعد كيلومترات من هذا الحقل، ولم يدخلوا إليه خشية أن يكون ملغمًا"، فيما أوضح أن "القوات التي أعادت الانتشار هي نفسها التي انسحبت، وهي معززة بدبابات وناقلات جند مدرعة".
وبحسب المرصد، فإن "القوات الحكومية لا تزال تسيطر على حقول نفط: التيم، والمزرعة، والخراطة، والمهاش، والبشري في الريف الغربي لمدينة دير الزور"، فيما قال المرصد: "إن مناطق في ريف دمشق تتعرض  إلى قصف من قبل قوات الأسد، التي تحاول السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين فيها".
وأفاد المرصد، أن "مناطق في ريف دمشق بعضها قريب من طريق المطار، تتعرض إلى غارات جوية وقصف من القوات الحكومية التي تشتبك مع مقاتلين معارضين في محاولة للسيطرة على معاقل لهم في محيط دمشق".
وأوضح المرصد: "تعرضت منطقة البساتين الواقعة بين حي كفرسوسة غرب دمشق، ومدينة داريا في ريف العاصمة إلى القصف من الطائرات الحوامة والحربية، رافقها اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محاولة للسيطرة على المنطقة"، فيما أشار المرصد إلى أن "المناطق المحيطة ببلدات ببيلا ويلدا وعقربا وبيت سحم القريبة من طريق مطار دمشق الدولي، تتعرض أيضًا إلى قصف من الطائرات الحربية، ترافق مع اشتباكات استمرت لنحو نصف ساعة في المنطقة".
وفي محافظة حلب، أعلن المرصد أن "14 معارضًا قتلوا بعد منتصف ليل الجمعة السبت في اشتباكات مع موالين للنظام في بلدة خناصر الواقعة جنوب شرق حلب"، فيما تدور"اشتباكات في محيط مدرسة المشاة بين القوات الحكومية ومقاتلين من كتائب عدة مقاتلة يحاولون اقتحامها بعد حصار مستمر".
ومن جهتها، أشارت "الهيئة العامة للثورة السورية" إلى أن مدينة دوما شرق العاصمة تتعرض إلى "قصف مستمر منذ أكثر من ساعة براجمات الصواريخ".
ويتعرض ريف دمشق منذ فترة إلى عمليات عسكرية متصاعدة، لاسيما في اليومين الماضيين مع بدء القوات الحكومية حملة واسعة أدت إلى إغلاق طريق مطار دمشق الدولي، وفي حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ أكثر من أربعة أشهر، تحدث "المرصد" عن "اشتباكات في محيط مدرسة المشاة بين القوات الحكومية، ومقاتلين من عدة كتائب معارضة تحاول اقتحامها بعد حصار مستمر منذ أيام".
وتتعرض أحياء بستان القصر والسكري في جنوب المدينة والحيدرية (جنوب شرق) إلى قصف من قوات الأسد. وفي محافظة حمص (وسط)، تتعرض مدينة القصير إلى قصف من قبل القوات النظامية التي تحاول استعادة أحياء في مدينة حمص ومناطق في ريفها تخضع إلى سيطرة المعارضين.
ومن جهة أخرى، ورغم عودة الاتصالات في العاصمة، إلا أنه من غير الواضح حتى الآن، ما إذا كانت الخدمات الإلكترونية تعمل بشكل واضح في باقي المناطق أم لا.
وبينما احتفت مواقع التواصل الاجتماعي بنبأ مقتل الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء الأسد، وذلك بعد انتشار تغريدة منسوبة لوزير الداخلية الروسي فلاديمير كولوكولتسيف للاستشهاد بصحة الخبر.
ومن ناحيته، نفى بيليبتشوك أي معرفة بحساب على "تويتر" يحمل اسم وزير الداخلية الروسي، أرسلت عبره رسالة تنقل عن سفير روسيا في سورية قوله: إن الأسد يُحتمل أن يكون قد قتل أو أصيب.
من جهتهم، رجح أعضاء في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أن يتم اختيار رئيس الوزراء السابق رياض حجاب رئيسا للحكومة الانتقالية، بعد سقوط الحكومة الحالية بقيادة بشار الأسد، وقالوا إن "حجاب أقوى مرشح لهذا المنصب".
وانشق حجاب في آب/ أغسطس بعد كان عضوًا لفترة طويلة في حزب "البعث" بزعامة الرئيس بشار الأسد.
وقالت مصادر في الائتلاف الوطني لقوى الثورة:" من المرجح أن يتم اختيار حجاب الذي يؤيده الأردن ودول الخليج قبل أو أثناء اجتماع لمؤتمر أصدقاء سورية منتصف كانون الأول/ ديسمبر".            
وأفاد عضو الائتلاف لؤي صافي، أن "رئيس الوزراء سوف يكون الموجِه للائتلاف مع المجتمع الدولي، ويعمل كرئيس لمجلس وزراء بديل جاهز لشغل الفراغ السياسي والأمني حال سقوط الأسد"، فيما قال عضو الائتلاف منذر باخوس، إنه يعتقد أن حجاب لديه "أفضل الفرص، وقام بمخاطرة كبيرة للانشقاق ومنذ ذلك الوقت أعطى انطباعًا بأنه خيار متوازن وهادئ.            
وبموجب قواعد داخلية للائتلاف تم التوصل إليها في ساعة متأخرة مساء الجمعة، سيتم انتخاب رئيس الوزراء بأغلبية بسيطة في الائتلاف، الذي يشغل فيه "الإخوان المسلمون" وحلفاؤهم أكثر من 50% من المقاعد".
وتقول القواعد الداخلية، التي تم التوصل إليها، إنه "لا بد وأن يكون المرشحون أسهموا في الانتفاضة، التي بدأت قبل 20 شهرًا ضد الأسد ولم يلطخهم الفساد".
وشكل الائتلاف في وقت سابق الجمعة، هيئة تنفيذية بعد أقل من شهر من إنشاء هذا الائتلاف بدعم غربي وعربي. ويرأس "الجمعية السياسية" المؤلفة من 11 عضوًا معاذ الخطيب، الرئيس الحالي للائتلاف.
وألقت الصراعات السياسية بظلالها على المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام في القاهرة مع تحول جماعة "الإخوان المسلمين" إلى لاعب مؤثر للغاية، فيما يقول أعضاء فيه:"إنه منذ تشكيل الائتلاف في قطر في وقت سابق هذا الشهر بدعم غربي، تمكنت جماعة الإخوان سريعًا من حشد كتلة تمثل غالبية بحكم الأمر الواقع". واعترفت فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول خليجية عربية بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري، وما زالت الولايات المتحدة متحفظة.
من ناحيتها، وجَّهت مجموعة تطلق على نفسها "مجهولو سورية ـ أنونيموس" رسالة تهديد إلى النظام السوري ضمن ما أسمته البيان رقم 1.
ووجهت المجموعة، في تسجيل فيديو على "يوتيوب" تحية إلى جميع الثوار، قائلة:" نحن مجهولو سورية، نوجه رسالة إلى عصابة الأسد.. بيان رقم 1: كل شبيح وموقع حكومي أو غير حكومي ما زال يعلن انضمامه إلى الأسد فهو هدف مشروع لاختراقاتنا"، مؤكدة أن "الاختراقات سوف تطال كل من تلطخت يديه بالدماء، أو من يؤيد ذلك".
وتابعت: "إلى المسؤولين الكبار، توقفوا عن استخدام الإنترنت لسلامتكم"، فيما ختم البيان برسالة إلى الرئيس السوري، قال فيها: "أمامك 3 حلول، إما مواجهة المصير المحتوم، أو قطع الإنترنت عن كل سورية، أو أن تسلم نفسك الآن".
ولليوم الثاني، ما زالت خدمات الهاتف الجوال والإنترنت مقطوعة عن معظم أنحاء سورية، خاصة العاصمة دمشق، التي تشهد للمرة الأولى اشتباكات واسعة امتدت إلى المطار الدولي، مع مخاوف منظمات حقوق الإنسان بأن يكون انقطاع الإنترنت والاتصالات تمهيدًا لارتكاب القوات الحكومية مجازر كبيرة، لكن الحكومة السورية أعلنت أن "إرهابيين هاجموا خطوط الإنترنت".