الخرطوم ـ عبدالقيوم عاشميق   أدى الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، صلاة الجمعة، في الخرطوم، وذلك خلال زيارة رسمية بدأت الخميس، تستغرق يومين، هي الأولى له إلى السودان منذ توليه منصبه في حزيران/يونيو الماضي، فيما التقى مرسي بشخصيات سياسية عدة عقب الصلاة. وقال مرسي في كلمة للمصلين، "لقد نهضت مصر، وكذلك السودان الذي فتح ذراعيه ليحتضن الجزء القريب إلى قلبه مصر والمصريين، وإن الذي يجمعنا أكثر مما يفرقنا،   لذا لابد أن نعمل جميعًا في مصر والسودان ومعنا الأشقاء والأصدقاء جميعًا لتنهض أمتنا وبلادنا، فلنحرص على دفع التكامل بين بلداننا لتحقيق مصالح الأمة وتطلعاتها، وسنجد لذلك أعداء، ونحن قادرون أن نعبر هذه المرحلة، وأن نسير بهذه المسؤولية  نحو ما نريد، نريد أن نستثمر ماعندنا من طاقات وقدرات، ولابد أن ننطلق، فقد اتفقنا على كل شئ، وتبقت الآليات لتحقيق ذلك، ويجب الرهان والنظر إلى المستقبل، حتى نكون وطنًا واحدًا ونيلاً واحدًا وقيادة واحدة".
وأكد الرئيس المصري، أنه "يريد لمحور وادي النيل أن ينهض، وأن يكون السودان  ومصر من أسباب نهضته، وأن هذا التعاون والوحدة التي ننشدها ليست ضد أحد، وليست معنية بأن تتدخل في شان أحد، لا نريد حربًا ولا عدوانًا، إنما نريد للناس خيرًا"، كاشفًا في كلمته عن ترتيبات لفتح الطريق الشرقي للنيل، وبعده الغربي والساحلي، وبعد ذلك تفتح الحدود والمعابر وكل أدوات التكامل بين البلدين، ليعود الخير على شعبي مصر والسودان، مضيفًا أن "مصر تنهض بفضل وعزيمة أبنائها".
واستعرض إمام وخطيب مسجد "النور" في الخرطوم، رئيس مجمع الفقه الاسلامي في السودان، الدكتور عصام أحمد البشير، الذي أدي فيه مرسي صلاة  الجمعة،  دور مصر عبر التاريخ في نشر العلم  وبث المعرفة للأجيال المتعاقبة، فيما دعا الأمة العربية والإسلامية في المشرق والمغرب إلى توحيد الكلمة، لمواجهة مخططات ومؤامرات الأعداء.
 كما جدد الرئيس مرسي، في لقاءاته صباح الجمعة، بكل من: النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه، والأمين العام للحركة الإسلامية في السودان الزبير أحمد الحسن، وزعيم حزب "المؤتمر الشعبي" الدكتور حسن الترابي، جدد حرص بلاده على دعم  السودان، وتناول اللقاء مع طه، القضايا الإستراتيجية بين البلدين وتطويرها، وبخاصة قضية الأمن الغذائي، والتعاون على مستوى القارة الأفريقية، وخلق وحدة اقتصادية وسياسية بين السودان ومصر وليبيا.
ووصف وزير الزراعة السوداني، الدكتور عبدالحليم المتعافي، اللقاء بـ"الجيد"، وأنه استعرض ملفات العمل الزراعي بين البلدين، فيما بحث الرئيس المصري لدى لقائه  الأمين العام لـ"الحركة الإسلامية" الزبير أحمد الحسن، كيفية قيام الحركة في البلدين  بواجب الدعوة وقضايا تدريب وتأهيل الشباب، وخلق برامج ثقافية في مواجهة التغريب الذي يمارسه الإعلام الغربي ضد الثقافة الإسلامية والعربية، حيث قال الزبير في تصريحات صحافية، "إن اللقاء بحث الهم العام بين السودان ومصر، كما تم خلاله  التداول بشأن تطوير العلاقات السودانية المصرية، عبر مختلف القطاعات الاجتماعية والجمعيات والمنظمات، لتعزيز أواصر العلاقة بين الشعبين وتقوية العلاقات الاقتصادية، وأنه أطلع مرسي خلال اللقاء على دور (الحركة الإسلامية) السودانية وبرامجها الدعوية"، فيما نفى أن يكون الرئيس المصري قد طرح مبادرة لتوحيد الإسلاميين في السودان، لكنه عاد وأكد ترحيبه بأي مبادرة لتوحيد الصف الداخلي.
والتقى الرئيس المصري، زعيم حزب "المؤتمر الشعبي" المعارض الدكتور حسن الترابي، وحظي اللقاء باهتمام إعلامي كبير، فما إن خرج الترابي حتى حاصرته وسائل الإعلام لتخرج منه بإفادات جديدة، لكن الرجل كان كعادته متحفظًا وقليل الكلام، لكنه أرسل رسائل عدة، من بينها الإعلان عن زيارة إلى مصر قريبًا لاستكمال الحوار مع مرسي، وكذلك أكد أن "الثورات دائمًا كما يقول التاريخ تحدث بعدها أزمات كالتي تحدث في مصر"، فيما نفى علمه بمبادرة لمرسي لتوحيد الإسلاميين في السودان، و كشف عن أنه طرح على مرسي جعل العلاقة بين الشعوب في الطليعة، لما تتميز به من أفضلية وديمومة، عكس الحال بين الأنظمة الحكومية التي تتعاقب من حين إلى آخر.
كما اجتمع مرسي مع الجالية المصرية في السودان، ودعاها إلى التفاعل مع قضايا السودان، وعكس الوجه المشرق لمصر، فيما طمأن الجالية أن "مصر تمضي نحو المستقبل المشرق، وأن ما يصوره الإعلام لا يعبرعن الواقع في مصر".
وكان الرئيسان السوداني والمصري، قد عقدا جلسة مباحثات مشتركة، الخميس، في قاعة الصداقة في الخرطوم، حيث أكد عمر البشير متانة علاقات البلدين، وأشاد باهتمام الرئيس مرسي بدفع عجلة التعاون مع بلاده، مجددًا حرص بلاده على بناء علاقات إستراتجية مع مصر، تقوم على قاعدة صلبة، وتحقق التعاون وتبادل المنافع.